قال الأكاديمي والباحث الجمالي محمد الشيكر إن تعبيرات الفن المعاصر أو الفن ما بعد الحداثي ما زالت تثير سجالا جماليا ممتدا، بالرغم من تكريسها مؤسسيا؛ نظرا لجرأتها الجذرية، ونزعتها الموغلة في هدم المرجعيات الجمالية الكبرى، وتدمير سائر المعايير المحايثة التي تجعل من الفن فنا.
جاء هذا في لقاء استقبلته “دار الفنون” بالعاصمة، نظمته مؤسسة مدى ـ دار الفنون بالرباط بشراكة بتنسيق مع كل من مركز نظرات للدراسات الفلسفية والإنسانية والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، حول “تحولات الفن المعاصر.. الإبدالات وجماليات التلقي”.
ومن بين ما ذكره محمد الشيكر أنه “بالرغم من أن الفن المعاصر قد صار قائم الذات كتعبيرات تشكيلية تنتظم في براديغم جمالي له مشايعوه ومناوئوه، وله مدوناته البصرية وتجاربه المثيرة، المستفزة والاستثنائية؛ فإن حدوده ما زالت هلامية وزلقة، كما أن تلقيه ما زال موضوع سجال وموضع تدافع وتنازع”.
وأكّد الباحث أن “من دواعي السجال القائم حول بروتوكولات الفن المعاصر” ذهاب هذا الأخير بالتجربة البصرية إلى حدودها القصوى، إذ يعلن نهاية جميع المرجعيات والمحكيّات ذات الصلة بالفنيين الكلاسيكي والحداثي، كما يمحو الحدود بين الفن واللّافن، والمبتذل والسامي.
وتوقّف الباحث عند نماذج من السجالات الجمالية والفلسفية والسوسيوفنية التي كان موضوعها هو التعبيرات الفنية المعاصرة، والتي اشتبك بشأنها فلاسفة وجماليون وسوسيولوجيون غربيون من عيار أرثير دانتو وهارولد روزنبرغ، وجان بودريار ونتالي هاينك وفرانسوا داغوني وييف ميشو.
وختم محمد الشيكر مداخلته قائلا: “إن تعبيرات الفن المعاصر تضعنا إزاء ضرب من الحياد الأكسيولوجي، وتقودنا إلى نوع من الوعي الإستتيقي المستقيل؛ حيث يتبخر الأثر الفني، ويتحلل الفن من ماهيته ومن نواته الصلبة ليرتد إلى ضرب من الحالة الغازية حسب تعبير ميشو”.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق