"ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتاب جماعي، تم تقديمه في حفل توقيع بالرباط مساء أمس الخميس، اجتمعت بين دفتَيْه تِسع قصص ومشاهدات وشهادات لصحافيين مغاربة من منابر وطنية مختلفة، غطّوْا مأساة زلزال الأطلس الكبير وتداعياته الأليمة، في أيام شتنبر 2023.

وتحت عنوان [“على مقياس ريشتر.. ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز”]، أعاد ثمانية صحافيين ساهموا بكتاباتهم عبر ثلاث لغات (العربية والفرنسية والإنجليزية) في إثارة أسئلة الإعلام بين النظرية والميدان، مشددين على أهمية مقاربة “إعلام الكوارث” لصيانة أخلاقيات الإعلام والممارسة المهنية السليمة دون “التجرد من البُعد الإنساني الذي يصعب الانسلاخ منه”، بتعبير أسامة باجي، منسق أشغال المؤلَّف إلى جانب الصحافي نور الدين البيار.

وعن منشورات “دار أكورا” جاء الكتاب في نحو 160 صفحة من القطع المتوسط، نابعاً من “الحاجة المُلحة والطارئة إلى توثيق التجارب الصحافية الميدانية في مواجهة المآسي الطبيعية والكوارث؛ كما يمثل تأملات في جوهر الممارسة الإعلامية بعيدا عن غُرف التحرير والأخبار ودورها خلال فترات الأزمات.

وتم التأكيد خلال كلمات تناوب على إلقائها المساهمون في المؤلف الجماعي ومنسقوه على أهمية “تطوير نموذج أكاديمي دامج بين النظرية والتطبيق”، بإمكانه “الربط بين أخلاقيات المهنة ومتطلباتها العملية، وينطلق من الميدان لصياغة نموذج ودليل للعمل الصحافي يتجاوز ‘القواعد’ المتعارف عليها”.

وحسب القائمين عليه فالكتاب سالف الذكر “شهادة حيّة مَزجت التجربة المهنية بالقصة الإنسانية”، عاكسًا “وجها آخر للصحافيين باعتبارهم أفرادا يتفاعلون بعمق مع نبض الحياة، ملتزمين بنقل الحقيقة لجمهور يعوّل على أخبارهم”.

“توثيق في قالب سردي”

الصحافي أسامة باجي، أحد منسقي الكتاب والمساهمين فيه، سجل أن “المؤلف يمثل توثيقا لتجارب عدد من الصحافيين في تغطية تداعيات زلزال الحوز وما عاشوه خلالها، وذلك في قالب سردي يستعين بمزايا مقاربات يتشابك فيها السوسيولوجي بالأنثروبولوجيا والمهنية والأخلاقي”، حسب توصيفه.

وأضاف باجي، خلال كلمة له في اللقاء الذي عرف حضور عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إلى جانب إعلاميين وفاعلين مدنيين، أن “شهادات هؤلاء الصحافيين تكشف إلحاح حاجتنا في المغرب إلى تعزيز التكوين في مجال التغطيات الإعلامية للأزمات، والتعاطي معها بشكل مهني مراع لأخلاقيات المهنة وأنسنة القصة”.

“أتتْ فكرة الكتاب من المعاناة وسط الميدان، ومن جهلنا بأساليب تغطية الكوارث وبحجم الزلزال. ما عاشه كل واحد منا هناك في شتنبر كشَفَ عن فراغ أكاديمي واضح في هذا الجانب…”، يبرز نور الدين البيار، أحد منسقي الكتاب، شارحا خلال تصريحه أن “قصص الكتاب ومعاينات الصحافيين نحكي فيها بصوت مسموع عن الصحافي الإنسان الذي عليه تدبير الموقف ونقل ما يجري رغم كل شيء”، آملاً أن “يَفتح شهية الزملاء والباحثين لتوثيق القصص الإنسانية التي لها جمهورها”، وزاد: “عدد مَن حضروا اليوم دليل على أن الصحافة يمكن أن تكون مرآة عاكسة وأيضا رسالة قبل كل شيء من الإنسان إلى الإنسان”.

وفي مداخلات متفرقة، تابعتها هسبريس خلال اللقاء، أجمع مؤلفو الكتاب (أسامة الطايع – إيمان بلامين – صلاح الدين لمعيزي – إبراهيم اشوي – أنس لغنادي – سعيد غيدَّى) على “أهمية تعزيز المؤسسات الإعلامية أدوات ووسائل اشتغال صحافييها خلال الأزمات والكوارث بشكل يراعي شروط السلامة الواجب الالتزام بها، ويجدد آليات الابتكار في العمل الإعلامي الميداني المحفوف بالتحديات والمخاطر”.

كما وُجهت عبر الحدث ذاته دعوة صريحة إلى عموم الصحافيين والإعلاميين المغاربة من أجل حثّهم على خوض غمار توثيق تجاربهم المهنية في أعمال مكتوبة تؤبّد اللحظات، وهو ما يشكل إثراءً للخزانة البحثية المغربية والمجهودات الإعلامية التوثيقية، التي قد تتلاشى في غمرة الاشتغالات اليومية الضاغطة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق