إذاعة القرآن الكريم، من الإذاعات التي يترسخ محتواها في ذاكرة الملايين، فمنذ الصغر ونحن نستمع لأصوات شيوخنا الأفاضل، وفي مقدمتهم الشيخ محمد رفعت، بجانب ابتهالات الشيخ سيد النقشبندي.

 إذاعة القرآن الكريم

وكانت ولا تزال إذاعة القرآن الكريم، الإذاعة الرسمية بالمواصلات العامة، وبالمنزل، وبالسيارة، فكم من الأمهات المصريات التي اعتدن على إعداد الطعام على برامجها، وكم من شباب وفتيات تحولت حياتهم بسبب تفسيراتها لأحاديث وآيات قرآنية.

بث إعلانات على إذاعة القرآن الكريم

ولكن مؤخرًا وبعدما اقتحمت الفقرات الإعلانية، مسار المحتوى الديني المذاع عبر إذاعة القرآن الكريم، استنكر العديد من المتابعين، ما يبث من إعلانات لاسيما بعضها الذي وصفونه بالإعلانات المبتذلة التي لا تتناسب مع قدسية الإذاعة ومحتواها الديني.

جمعية المصباح المضيء الخيرية

ومن أهم الإعلانات التي استنكرها البعض، كانت إعلانات الجمعيات الخيرية، التي تذاع بكثرة على مدار اليوم، مطالبة مرارًا وتكرارًا بالتبرع لصالحها، ومن ضمن هذه الجمعيات، كانت جمعية المصباح المضيء الخيرية، التي تبث إعلاناتها باستمرار عبر إذاعة القرآن الكريم، متخللة فقراتها الدينية، حيث تطالب الجمعية المستمعين بالتبرع لصالح مرضى الفشل الكلوي، ولسداد دين الغارمات، وكفالة الأسر الفقيرة، وغيرها.

واستنكر البعض مثل هذه الإعلانات، مطالبين بوقف بثها على إذاعة القرآن الكريم، لعدم مناسبتها للمحتوى الديني والشكل المعتاد عليه منذ القدم.

وقدم جمهور إذاعة القرآن الكريم وقادة المؤسسات الدينية الرسمية الكثير من الشكاوي بعد بث الإعلانات التجارية عليها.

وقف بث الإعلانات عبر إذاعة القرآن الكريم

واستجاب الكاتب أحمد المسلماني، بعد شهر تقريبًا من توليه رئاسة مجلس الهيئة الوطنية للإعلام، لملايين المستمعين لإذاعة القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، وقرر وقف بث الإعلانات بالإذاعة، نظرًا لقدسيتها.

وجدير بالذكر، أن إذاعة القرآن الكريم، تعد منبرًا إعلاميًا إسلاميًا مميزًا على مدار 60 عامًا، منذ تأسيسها عام 1964، تلك الإذاعة التي يستمع إليها الملايين من المسلمين ليس فقط في مصر، بل في العالم كله، ممن يحرصون على الاستماع للأحاديث الشريفة وتفسيرها، والقرآن الكريم بأصوات شيوخنا الأفاضل التي طالما اعتدنا علي بداية يومنا بها.

وعلق رضا عبدالسلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، على قرار الهيئة الوطنية للإعلام بشأن وقف بث الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم، بداية من يناير المقبل، بإن القرار انتظرناه منذ فترة طويلة فيجب المحافظة على شكل إذاعة القرآن الكريم المتعارف عليه، بما يتناسب مع الفكر الإسلامي.

وأشار رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، في تصريحات خاصة لموقع «الجمهور»، إلى سبب بث الإعلانات بإذاعة القرآن الكريم في السابق، كان يرجع للضائقة المالية، حيث كان يُستعان بأموال هذه الإعلانات لسد الفجوة المالية، مشيرًا إلى أن صورة الإعلام المصري الآن أفضل كثيرًا فلم تعد كما كانت في السابق، لذا يجب المحافظة على هذه الصورة المتميزة حاليًا.

عدد المتابعين لإذاعة القرآن الكريم

وعن عدد متابعي الإذاعة، فقد أكد عبدالسلام، أن عدد متابعيها يفوق بكثير الـ60 مليون مستمع في مصر والعالم الإسلامي، موضحًا أن إذاعة القرآن الكريم تبث على النايل سات وبالتالي كل دول العالم يستمعون لها، “كان يأتيني رسائل من كل المستمعين حول العالم عندما كنت رئيسًا للإذاعة، وحتى الآن أتلقى الرسائل بشأن الإذاعة”.