تتواصل الاشتباكات العنيفة شمال سوريا بين القوات الموالية لتركيا والمقاتلين الأكراد التابعين لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مما أسفر عن سقوط 31 قتيلاً من الطرفين منذ الأحد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
قصف مدفعي وتوغل عسكري
أفادت تقارير ميدانية بأن القوات التركية والفصائل الموالية لها استهدفت قرية التروازية في ريف الرقة باستخدام المدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة، ما أشعل مواجهات عنيفة مع "قسد". وردّت الأخيرة بقصف مماثل على مصادر النيران.
وفي ريف الحسكة، تسللت قوات خاصة تابعة لـ"قسد" إلى مواقع الفصائل الموالية لتركيا في قرية الريحانية قرب تل تمر، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر من الفصائل وإصابة سبعة آخرين بجروح، وفقاً للمرصد السوري.
تصعيد في منبج وريف حلب
شهدت منطقة منبج وريفها شرق حلب معارك محتدمة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل 13 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا، واثنين من عناصر "قسد". واستهدفت "قسد" مواقع استراتيجية باستخدام عمليات نوعية، ما أدى إلى تدمير جهازي رادار ونظام تشويش ومدرعة تركية غرب جسر قرقوزاق.
دور تركيا والاتهامات الموجهة لها
تتهم تركيا بمحاولة استغلال الفراغ السياسي في سوريا لتوسيع سيطرتها وسحق المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. وتدعم أنقرة فصائل "الجيش الوطني السوري" في حملتها ضد قوات "قسد"، متقدمة إلى مناطق تل رفعت ومنبج، اللتين تم انتزاعهما من سيطرة الأكراد مؤخراً.
الإدارة الذاتية في مواجهة الضغوط العسكرية
رغم الضغوط، لا تزال "قسد" تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرقي سوريا وأجزاء من محافظة دير الزور. وتخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية الكردية التي أُنشئت بعد انسحاب القوات الحكومية السورية منها في بداية النزاع.
موقف الإدارة السورية الجديدة
في مقابلة مع قناة "العربية"، دعا أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، إلى توحيد الصفوف تحت لواء الجيش السوري الموحد. وأكد على أهمية بقاء السلاح بيد الدولة فقط، مشيراً إلى ترحيب وزارة الدفاع بانضمام المسلحين المؤهلين.
التوتر مستمر والحل بعيد
مع استمرار العمليات العسكرية والتوترات السياسية، يبقى الوضع في شمال سوريا معقداً، حيث يواجه الأكراد ضغوطاً متزايدة من تركيا والفصائل الموالية لها، بينما تسعى الإدارة السورية الجديدة لفرض سيطرتها على كامل البلاد.
0 تعليق