لم يكن الكثير من جمهور النجم الراحل أحمد عدوية، يعرف أن اسمه الحقيقي هو أحمد محمد مرسي العدوي، وأما قصة تسميته باسم عدوية لا يعرفها الكثيرون.
البداية مع تلاوة القرآن الكريم
الفنان أحمد عدوية من مواليد المنيا وله 14 أخا وأختا، وما لم يعرفه البعض أن بداية عدوية كانت الإنشاد الديني، فكان والده يصطحبه إلى مقاهي القرية لتلاوة آيات القرآن الكريم.
بدأ الفنان الراحل أحمد عدوية مشواره الغنائي عام 1969 في شوارع محمد علي، وفي مقهى "الآلاتية"، على وجه التحديد.
سر تسمية أحمد عدوية بهذا الاسم
وظل عدوية يكافح لمدة ثلاث سنوات دون أن يحقق أي نجاح يذكر، حتى جاءته الفرصة ليغني عام 1972 من خلال حفل عيد زواج المطربة (شريفة فاضل) والتي تعتبر مكتشف عدوية الحقيقي، عرفته من خلال ها الحفل بعدد كبير من الفنانين والصحفيين، وغنى أمام الحضور أغنية عدوية للفنان الكبير محمد رشدي، ولما أبدع فيها بشكل لفت أنظار الجميع، أطلقت عليه شريفة فاضل اسم أحمد عدوية.
وفي ذلك الحفل سمعه، صاحب أحد الكازينوهات، وعرض عليه العمل معه، ونجح بشكل خاصة بعد نصر حرب أكتوبر المجيدة، وبدأ مرحلة الانفتاح، وقد ظلمه ارتباط اسم أحمد عدوية بهذه المرحلة بما أحاطها من سلبيات.
وتعاقد مع عدوية بعد ذلك عاطف فهيم محمد منتصر والذي يعتبر رائد صناعة الكاسيت، وذلك من خلال شركته صوت الحب على أسطوانتين، بتوقيع اسمه الجديد أحمد عدوية.
تصادف صعود عدوية، ظهور الكاسيت مطلع السبعينيات، ومع الانتصار في حرب أكتوبر المجيدة وبدأ مرحلة السلام والاستقرار، وكان لصعود عدوية أسرار، من الممكن تحديدها في ثلاث محطات رئيسية، كان لها الفضل الأول في أن يتصدر عدوية بطولة الأغنية الشعبية، لمدة ربع قرن متواصل دون منافس حتى بدأ الظهور الجيل الجديد من مطربي الأغنية الشعبية حسن الأسمر وحكيم.
ومن المفاجآت أن عددًا من أغنيات عدوية قد غناها قبل الشهرة ولم تحقق أي نجاح، ثم أعاد غناءها مع ظهور الكاسيت، وحققت نجاحا كبيرا.
أغنية لعدوية تثير غضب الرئيس السادات
أغنية عم يا صاحب الجمال التي تتضمن كلمة (السح الدح إمبو) ألحان الشيخ طه. تأليف الريس بيره، أول أغانيه التي وضعته في الصدارة، ثم يأتي الموسيقار هاني شنودة الذي لحن له أغنية زحمة يا دنيا زحمة من كلمات حسن عتمان، وسجلت مبيعات هذا الألبوم مليون نسخة، فأول من حمل لقب مطرب المليون شريط كان عدوية.
أغنية زحمة يا دنيا زحمة كادت أن تتسبب في حبس الفنان عدوية حين انتشرت في مطلع السبعينيات، ولم يخل تاكس أو سيارة من هذه الأغنية، فهمس البعض لدى الرئيس الراحل أنور السادات أن الأغنية لها إسقاط سياسي تخص شخص الرئيس، خاصة أن انتظارها تزامن مع أحداث يناير المعروفة.
شنودة وبيرة وأبو السعود أهم المحطات الغنائية
أما الموسيقار الراحل حسن أبو السعود الذي لحن له أغنية يا بنت السلطان من كلمات حسن أبو عتمان، فالمفارقة هي أن مؤلف الأغنية هو "حلاق" الفنان أحمد عدوية وقد اكتشفه في إحدى المرات التي كان يزوره فيها في صالون الحلاقة، وكان السبب أن يستمر عتمان في كتابة الأغاني الشعبية، وقدم بعد ذلك أغنية عرباوي مع الفنان محمد رشدي.
وتعاون حسن أبو السعود مع أحمد عدوية في أغنيات بنت السلطان، صبح الصباح، تيجى ياهوى، هز ياحب، إلا ده ياعزال، وراحوا الحبايب وهي أيضا حسن أبو عتمان أيضا.
تعاون الفنان أحمد عدوية مع كبار الملحنين والشعراء، الذين أثر فيهم عدوية فنيا وجعلهم يتخذون مسارا غنائيا مغايرا عن كل ما قدموه.
حيث قدم مع بليغ حمدي، خمس أغنيات أشهرها (يختي اسملتين) بنج وأيضا القمر المسافر ألا أونا يا عشاق، كما تعاون مع كمال الطويل، وعمار الشريعي.
الشرطة تلقي القبض على عدوية بسبب أغنية
ولم تكن زحمة يا دنيا زحمة هي المرة الوحيدة التي تعرض عدوية للحبس فيه، بل في عام 1985، تعاون أحمد عدوية مع الموسيقار سيد مكاوي في أغنية "لابس جبة وقفطان" وفي أحد الليالي التي غنى فيها تلك الأغنية في شارع الهرم، ألقت الشرطة القبض عليه أثناء خروجه من الكازينو، حيث اعتبرت الشرطة الأغنية "خليعة" أو "بذيئة".
ولكن البعض ظن أنها تحمل إسقاطا على إحدى الشخصيات الدينية المشهورة في ذات الوقت، وقد وقع عدوية تعهدا بعدم غناء هذه الأغنية مرة أخرى، وبالفعل لم يقم عدوية بغناء تلك الأغنية مرة أخرى، سيد مكاوي أيضا لحن له أغنية سيب وأنا أسيب.
كما قدم عدوية أغنيات ناجحة مثل أغنية سلامتها أم حسن حسن أبو عتمان، ألحان فاروق سلامة الذي لحن له أيضا حبة فوق وحبة تحت.
مأمون الشناوي يكتشف عدوية
والكثير لا يعرف أن أغنية كركشنجي دبح كبشو، هي من كلمات الشاعر الكبير مأمون الشناوي، وكان لها قصة كبيرة، حيث التقى مأمون بأحمد عدوية في أحد ملاهي إسكندرية وقد أعجب بصوته وكتب له هذه الأغنية.
0 تعليق