وجه المستشار الألماني أولاف شولتس نداءً إلى المواطنين الألمان لحثهم على المشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة، المقرر إجراؤها في 23 فبراير المقبل، وذلك بعد انهيار الحكومة الائتلافية التي كان يقودها حزبه الديمقراطي الاجتماعي بالشراكة مع حزبي الخضر والديمقراطي الحر.
أهمية الانتخابات الحرة والنزيهة
وفي خطاب ألقاه، شدد شولتس على أهمية الانتخابات الحرة والنزيهة، قائلًا: "أناشدكم، من فضلكم اذهبوا للتصويت! عندما تنظرون إلى العالم من حولكم، ستدركون كيف تمثل الانتخابات الحرة إنجازًا عظيمًا"، وفقًا لوكالة "رويترز".
حادث الدهس المميت في سوق عيد الميلاد
تأتي دعوة شولتس في وقت يشهد تصاعدًا للجدل حول قضايا الهجرة، وصعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي يحظى بدعم شخصيات دولية مثل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي دعا شولتس إلى الاستقالة بعد حادث الدهس المميت في سوق عيد الميلاد بمدينة ماجديبورج.
وأشار شولتس إلى أن مستقبل البلاد لن يتحدد بناءً على آراء "أصحاب قنوات التواصل الاجتماعي"، في إشارة واضحة إلى ماسك، مؤكدًا أن "الألمان العقلاء هم من سيحددون مستقبل ألمانيا، وليس من يصرخ بصوت أعلى".
تصاعد النقاش حول تشديد إجراءات الهجرة
جاءت تصريحات شولتس بعد حادثة مروعة شهدتها ماجديبورج في 20 ديسمبر الماضي، حيث لقي خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب نحو 200 آخرين في هجوم بسيارة، ما أدى إلى تصاعد النقاش حول تشديد إجراءات الهجرة وترحيل المهاجرين غير النظاميين.
احتمالية وجود ثغرات أمنية بعد حادث الدهس
وعلى جانب أخر تحقق السلطات الألمانية في احتمالية وجود ثغرات أمنية بعد حادث دهس مروع في سوق لهدايا عيد الميلاد بمدينة ماجديبورج يوم الجمعة الماضي. الحادث أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 235 آخرين، وأثار موجة من الحزن والغضب، حيث توجه المواطنون لوضع باقات الزهور وإضاءة الشموع في موقع الحادث.
المشتبه به في الهجوم هو طبيب نفسي سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا يدعى طالب العبدالمحسن، ويعيش في ألمانيا منذ عام 2006. كشفت تقارير عن تاريخه في التعبير عن آراء متطرفة وتعاطفه مع حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وهو حزب يميني متطرف. ولا تزال دوافع الهجوم غير واضحة، مما يترك المجال لتساؤلات واسعة حول ما إذا كان من الممكن منع وقوعه.
مطالب بتشديد القوانين وتعزيز الأمن الداخلي
دعت وزيرة الداخلية الاتحادية، نانسي فيزر، إلى تبني قوانين أكثر صرامة لتعزيز الأمن الداخلي في ألمانيا، تشمل إدخال نظام مراقبة يعتمد على المقاييس الحيوية وزيادة صلاحيات قوات الشرطة. وأكدت أن هذه التدابير ضرورية لتجنب حوادث مماثلة في المستقبل.
في البرلمان الألماني، دعا نائب رئيس لجنة الأمن إلى عقد جلسة خاصة للتحقيق في الحادث، متسائلًا عن سبب عدم التحرك بناءً على التحذيرات التي وردت بشأن المشتبه به. وأشار إلى أن السعودية كانت قد حذرت السلطات الألمانية عدة مرات بشأن المتهم، إلا أن تلك التحذيرات لم تُؤخذ بجدية.
0 تعليق