من هو سكوت بيسنت مرشح ترامب لمنصب وزير الخزانة؟

الجريدة العقارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
العقارية

أعلن الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" يوم الجمعة (22 نوفمبر) عن اختياره لملياردير صناديق التحوط "سكوت بيسنت" لشغل منصب وزير الخزانة الأمريكى، بيسنت هو أحد المديرين التنفيذيين السابقين في شركة سوروس لإدارة الصناديق، وكان مؤيد صريح لسياسات الرئيس ترامب في ولايته الأولي، من التعريفات الجمركية إلى خفض الإنفاق.

بيسنت كان لديه مسيرة مهنية طويلة فى مجال التمويل، قام بتحليل المخاطر الاقتصادية الكلية والجيوسياسية خلال عمله فى صندوق سوروس، فعمل كمسؤول استثماري رئيسي، وكذلك فى صناديق تحوط أخرى.

ولعل الأهم من ذلك في مساعدته على كسب دعم ترامب معارضته لخبراء اقتصاديين أثناء الحملة الرئاسية، بحجة أنهم مخطئين تجاه تأثير سياسات ترامب الاقتصادية، ففي مقال رأي نشره مؤخرا على قناة فوكس نيوز، أكد أن التعريفات الجمركية غير تضخمية رافضًا آراء 16 من خبراء الاقتصاد الحائزين علي جائزة نوبل بأن تعهدات ترامب بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق قد تعيد إشعال فتيل زيادات الأسعار.

ترامب يرشح المستثمر سكوت بيسنت من وول ستريت لمنصب وزير الخزانة

رشح ترامب "سكوت بيسنت" المستثمر فى وول ستريت لنيل منصب وزير الخزانة القادم في إدارته الجديدة والذى سيصبح من كبار المستشارين الاقتصاديين لدونالد ترامب.

في بيان، كتب ترامب: "كان سكوت لفترة طويلة من المؤيدين القويين لأجندة أمريكا أولاً، وأن بيسنت سيساعده فى ادخال الولايات المتحدة في عصر ذهبى جديد، حيث سيعمل علي تعزيز مكانة الولايات المتحدة كاقتصاد رائد فى العالم ومركز للابتكار وريادة الأعمال ووجهة لرأس المال، بالإضافة إلى الحفاظ على مكانة الدولار الأمريكى في سوق تداول العملات كعملة احتياطية للعالم".

قام بيسنت وهو تلميذ سابق للملياردير الديمقراطي "جورج سوروس" بتأسيس صندوق التحوط Key Square Group وهو مديره التنفيذي الحالي، لقد خرج من حالة الغموض النسبى ليكون من أحد أفضل مستشاري ترامب خلال حملته الانتخابية، حيث أشاد ترامب ببيسنت باعتباره "أحد أفضل المحللين فى وول ستريت" فضلاً عن كونه "رجلًا وسيمًا أيضًا"، وقد رد بيسنت الثناء، مدعيًا أن التخفيضات الضريبية التى اقترحها ترامب واللوائح التنظيمية الأكثر مرونة على الشركات من شأنها أن تعزز الاقتصاد الأمريكي.

كتب بيسنت في مقال رأي في صحيفة وول ستريت جورنال، مشيدًا برد فعل سوق الأوراق المالية الفوري على فوز ترامب قائلًا: "لقد أصبح ترامب يمتلك تفويض لاعادة خصخصة الاقتصاد الأمريكى عن طريق الغاء الاجراءات التنظيمية والاصلاحات الضريبية"، وأضاف: "سيكون هذا ضروريًا من أجل اعادة تشغيل محركات النمو الأمريكى وتقليل الضغط التضخمي ومعالجة عبء الديون من 4 سنوات من الانفاق المتهور".

بيسنت أثار الجدل بتعليقاته على البنك الاحتياطي الفيدرالي

أحدث بيسنت أيضًا ضجة فى المطبخ السياسي خلال الأشهر الماضية عن طريق عرض فكرة تغيير رئيس البنك الاحتياطى الفيدرالى "جيروم باول" بـ "رئيس ظل"، والذى قد يقوض من سياسات باول حتي نهاية ولايته فى عام 2026.

ويفترض أن تكون هناك استقلالية للبنك المركزي معزولة تمامًا عن أي ضغوط سياسية، لكن ترامب انتقد باول مرارًا وتكرارًا (الذى عينه) بسبب عدم تنفيذ قرارته، وقال باول عقب فوز ترامب بالانتخابات إنه لن يقدم استقالته إذا طلب ترامب ذلك، وأضاف أن فكرة "رئيس الظل" لا تستحق الالتفات لها، وفقًا لما ذكرته صحيفة وول ستريت مؤخرًا.

قريب من ترامب وتلميذ سوروس

كان بيسنت صديقًا لسنوات لنائب الرئيس المنتخب "جيه دي فانس" وأفراد عائلة ترامب، ولكنه قضى سنوات فى العمل لصالح سوروس المستثمر الملياردير الذي يقف بحزم مع الحزب الديمقراطي، ليصبح في النهاية كبير مسؤولى الاستثمار فى ادارة صندوق سوروس Soros Fund Management.

قبل أن يصبح بيسنت مستشارا لترامب تبرع لقضايا ديمقراطية مختلفة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولا سيما حملة آل جور الرئاسية كما عمل لصالح جورج سوروس وهو من كبار مؤيدي الديمقراطيين.

كان بيسنت له دور مؤثر في عمليات سوروس الاستثمارية في لندن بما في ذلك رهانه الشهير عام 1992 ضد الجنيه الإسترليني والذي حقق أرباحًا ضخمة في "الأربعاء الأسود"، عندما تم فك ارتباط الجنيه الإسترليني بالعملات الأوروبية.

إذا أكد مجلس الشيوخ تعيينه، سيصبح بيسنت أحد أول المسؤولين الحكوميين المثليين جنسياً الذين أكد عليهم مجلس الشيوخ (بعد وزير النقل "بيت بوتيجيج" فى فترة رئاسة بايدن)، بيسنت وزوجه المدعى العام لمدينة نيويورك السابق "جون فريمان" لديهم طفلان ويعيشان في المقام الأول في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا.

الرسوم الجمركية والضرائب قد تميز فترة ولاية بيسنت

بكونه وزير للخزانة، سينفذ بيسنت السياسات الاقتصادية التى اقترحها ترامب، والتي تشمل التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية.

خلال إدارة ترامب الأولى، أدخل ترامب بعض الاطلاحات على قانون الضرائب فى عام 2017 والتي من المقرر أن تنتهى فى 2025، مما يعنى أن الادارة الثانية لترامب ستتيح له الفرصة لاعادة تشكيل القوانين الضريبية مرة أخري خلال السنوات قادمة.

يبدو أن تعهدات ترامب في حملته الانتخابية بشأن الرسوم الجمركية والتخفيضات الضريبية لاقت صدها لدي الناخبين فى هذه الانتخابات، علي الرغم من الوضع الحالي للاقتصاد الأمريكى: حيث يتراجع التضخم وترتفع الأجور ومعدلات البطالة في مستويات منخفضة تاريخيًا وتنخفض أسعار الفائدة.

وسيتعين علي وزير الخزانة القادم اتمام مقترحات ترامب من دون اضعاف الأساسيات الأساسية، ومع ذلك، حذر العديد من خبراء الاقتصاد من أن وعود ترامب الاقتصادية قد تؤدي إلى إعادة ارتفاع التضخم وتضخم العجز الفيدرالي.

بيسنت كان مؤيد سابق للديمقراطيين لكنه أصبح الآن مؤيدا متحمسا لترامب، وهو من دعاة خفض الإنفاق مع تمديد التخفيضات الضريبية التي وافق عليها الكونجرس في ولاية ترامب الأولى.

يتحدث بانتظام عن خفض العجز بينما يدعم تمديد التخفيضات الضريبية لترامب

أيد بيسنت تمديد أحكام قانون التخفيضات الضريبية والوظائف لعام 2017، والذي وقعه ترامب كقانون في عامه الأول في منصبه، على الرغم من أن التقديرات من مختلف التحليلات الاقتصادية لتكاليف التخفيضات الضريبية المختلفة تتراوح بين ما يقرب من 6 تريليون دولار و 10 تريليون دولار على مدى 10 سنوات.

يدعو بيسنت إلى خفض الإنفاق والتحولات في الضرائب الحالية لتعويض التكاليف التي سيضيفها تمديد الضرائب إلى العجز الفيدرالي.

قال بيسنت لشبكة سي إن بي سي في 6 نوفمبر: "ستكون هذه مفاوضات مع الكونجرس الجمهوري، لقد كنت بالفعل في محادثات مع الكثير من الجمهوريين الذين سيرأسون تلك اللجان"، وأضاف أن الكونجرس الجمهوري لديه شهية كبيرة للدفع.

لقد تحدث في مقابلات إعلامية عن الحاجة إلى معالجة ديون الأمة قائلًا: "أعتقد أن هذا الدين والعجز سيكونان القضية الكبرى لهذا اليوم، وأعتقد أن الأمريكيين قلقون بشأن ذلك"، ويزعم بيسنت أن أسعار المستهلك يمكن خفضها من خلال البدء ببرنامج خفض العجز.

ينظر إلى التعريفات الجمركية كأداة عقوبات

اقترح ترامب في حملته الانتخابية تعريفة جمركية بنسبة 60% علي السلع من الصين، وتعريفة جمركية أخري تصل إلي 20% علي أي شيء آخر يتم استيراده، بشكل عام يشكك خبراء الاقتصاد فى الرسوم الجمركية بأنها طريقة غير فعالة للحكومات التي تهدف لجمع الأموال ونمو الاقتصاد.

أخبر بيسنت بلومبرج في أغسطس أنه ينظر إلى التعريفات الجمركية على أنها "تعديل سعر لمرة واحدة" و "ليست تضخمية"، وأن التعريفات الجمركية المفروضة خلال إدارة ترامب الثانية ستوجه في المقام الأول إلى الصين، وقال أعتقد أن التعريفات الجمركية يمكن اعتبارها بطريقة ما عقوبة اقتصادية، إذا كنت لا تحب السياسة الاقتصادية الصينية التي تغرق السوق بالإنتاج الزائد فيمكنك فرض عقوبة عليهم أو فرض تعريفة جمركية، كما أنها أيضًا إجابة على التلاعب بالعملة.

وكتب بيسنت فى مقال رأى فى فوكس نيوز في وقت سابق أن الرسوم الجمركية "أداة جيدة ستعمل على تحقيق مستهدفات السياسة الخارجية للرئيس ترامب، سواء كان الأمر متعلق بدفع الحلفاء إلي انفاق المزيد من أجل الدفاع، أو فتح الأسواق الاجنبية للصادرات الأمريكية، أو التعاون لإنهاء الهجرة غير الشرعية أو ردع أي عدوان العسكري، يمكن أن تلعب التعريفات الجمركية دورًا محوريًا"، وقال لشبكة سي إن بي سي "أوصي بفرض التعريفات الجمركية تدريجيًا".

سيكون أول وزير خزانة مثلي الجنس علنًا

إذا تم تأكيده بيسنت لهذا الدور، فسيكون أيضًا أول عضو في مجلس الشيوخ من مجتمع المثليين جنسياً ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية يتم تأكيده من قبل مجلس الشيوخ في إدارة جمهورية.

في عام 2020 عين ترامب "ريتشارد جرينيل" وهو مثلي الجنس علنًا، مديرًا بالإنابة للمخابرات الوطنية، ومع ذلك، لم يكن الدور خاضعًا لتأكيد مجلس الشيوخ.

في عام 2015 قال بيسنت لمجلة خريجي جامعة ييل: "لو أخبرتنى فى عام 1984 عند التخرج، أنه بعد 30 عام سأكون متزوج بشكل قانوني وسيكون لدي طفلان من خلال الأم البديلة، لم أصدق ذلك".

"بيت بوتيجيج" أيضًا هو أول عضو في مجلس الشيوخ من مجتمع المثليين جنسياً ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً، وقد رشحه الرئيس "جو بايدن " لقيادة وزارة النقل.

تاريخ بيسنت التعليمى والعملى

في البداية سعي بيسنت الذي تخرج من جامعة ييل إلي أن يصبح صحفي، وعندما لم يتمكن من الحصول علي منصب محرر في صحيفة ييل ديلى نيوز، حول وجهته، فتمكن من الحصول علي تدريب داخلى مع الشريك الرئيسي لجورج سوروس ومؤسس صندوق كوانتوم "جيم روجرز".

يعتبر بيسنت الرئيس التنفيذى ومدير الاستثمار لصندوق التحوط Key Square Capital Management الذي يقع في ولاية نيويورك، وقام بالتدريس فى جامعته بيل مقدمًا دروسًا عن الطفرات والكساد الاقتصادى فى القرن العشرين وصناديق التحوط.

آراء بيسنت عن السياسة والاقتصاد

فى مقال رأي نُشر في أكتوبر فى مجلة الإيكونوميست، تحدث بيسنت عن العولمة باعتبارها شرارة التفاوت المتزايد فى الولايات المتحدة والتي أدت إلى توسيع الفجوات الإجتماعية والاقتصادية.

وقال: "أصبحت طبقات الطبقة المتوسطة والعاملة فى الغرب حذرة بشكل متزايد من تبعات العولمة، ولكن الطريقة الوحيدة التي تحافظ علي فوائد النظام التجارى الدولى هى التشكيك فى بعض الافتراضات الخاطئة والعمل على تحديثها فى الوقت الحالى".

من بين تلك التحديثات هى الرسوم الجمركية، حيث يزعم بيسنت فى مقالته علي فوكس نيوز أن حجم الضرائب علي السلع المستوردة إلي الولايات المتحدة يمكنها أن ترفع من حجم الإيرادات للخزانة، وتشجع الشركات علي استعادة الانتاج وتقليل الاعتماد علي الإنتاج الصناعى القادم من المنافسين.

ونصح بيسنت ترامب بانشاء سياسة "3-3-3"، والتى تضم تخفيض العجز فى الميزانية إلي 3% من اجمالي الناتج المحلى في عام 2028، فضلاً عن تعزيز نمو اجمالي الناتج المحلى إلي 3% عن طريق الغاء الاجراءات التنظيمية وضخ 3 مليون برميل اضافية من النفط يوميًا، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق