ابتكر “وحيد حامد” شخصيات سينمائية لا تزال عالقة في أذهان محبي السينما المصرية والعربية، ففي الوقت الذي اجتاحت فيه أفكار الإسلاميين المتطرفة الشارع المصري في أواخر الثمانينيات، وفترة التسعينيات، كان “وحيد حامد” الوحيد القادر على محاربة هذه الأفكار من خلال أعماله السينمائية المميزة.
وعكس الشائع في السينما المصرية، فقد نالت أعمال “وحيد حامد” الجادة التي ناقشت هذه الأفكار رواجًا جماهيريًا كبيرًا، ولعل أبرز هذه الأعمال “طيور الظلام” بطولة عادل إمام، “الإرهاب والكباب”، “معالي الوزير”، “عمارة يعقوبيان” وغيرهم من الأفلام الجادة التي شكّلت علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية.
ثنائية فارقة في تاريخ السينما المصرية
شكل “وحيد حامد ”مع الفنان “عادل إمام” ثنائية مميزة بدأت في عام 1981 حينما تعاونا في فيلم" انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط" وشارك في الفيلم كوكبة من نجوم الشباك حينها، ومنهم القدير “عمر الحريري” و الفنانة" مديحة كامل" والإخراج لمحمد عبد العزيز، ثم تعاونا معًا مرة أخرى في فيلم" الإنسان يعيش مرة واحدة" من إخراج سيمون صالح.
واستمرت هذه الثنائية ربع قرن تقريبًا، إذ كانت بداية النجاح الحقيقية من الفيلم الثالث الذي تعاونا فيه معًا وكان فيلم “الغول” وشارك عادل إمام فيه النجم القدير" صلاح السعدني" و"صلاح قابيل" والنجمة" إلهام شاهين" و “نيللي”، ثم فيلم "الهلفوت" الذي عالج مشكلات اجتماعية ظهرت في هذه الفترة، منها الحرمان الجنسي، واستطاع" وحيد حامد" ربطه بالفقر وقلة الوعي بحبكة درامية محكمة.
ويستمر السيناريست الكبير" وحيد حامد" في معالجة القضايا الاجتماعية التي عانى منها المجتمع المصري في فترة التسعينيات، ومنها مشكلة البطالة التي اجتاحت المجتمع المصري في انتظار الوظيفة الحكومية، فقدم للشاشة عام 1991م فيلم" اللعب مع الكبار" بطولة عادل إمام، وحسين فهمي، وعايدة رياض ومن إخراج" شريف عرفة" .
المثلث السينمائي وسينما الواقع
ثم توالت الأفلام التي تعاونا فيها “حامد” مع “عادل إمام” وبتوقيع المخرج شريف عرفة، هذا المثلث الذي أحدث ضجة كبيرة في عالم السينما من خلال تقديم مجموعة من الأعمال السينمائية الجريئة والتي مثلت مرحلة انتقالية في السينما المصرية بين فترة التسعينيات والألفية الجديدة.
وارتبطت الأفلام التي وقعها المثلث السينمائي الأشهر في السينما المصرية بالمجتمع، ومنها فيلم “الإرهاب والكباب” و"المنسي" و"طيور الظلام" و"النوم في العسل" بالواقع ومناقشة القضايا الفكرية والاجتماعية المتوارية خلف جدران الخجل المجتمعي من الطرح، ثم انتهت هذه الثنائية في 2005 مع فيلم عمارة “يعقوبيان” من إخراج مروان حامد، والذي ناقش المثلية الجنسية بجرأة، إلى جانب مجموعة من الحبكات الفرعية منها السياسة والتطرف وعلاقتهم بإدارة الدول والأنظمة، وقد لاقى هذا العمل تحديدًا ردود فعل غير متوقعة من النظام السياسي حينها، ولقد عاد إلى شباك السينما بعد ضغط جماهيري ونقدي غير متوقع .
ثنائية السيناريست وحيد حامد وعادل إمام ستظل حاضرة في أذهان محبي السينما المصرية عمومًا و سينما الواقع خصوصًا، لما قدمته من أفكار وشخصيات معالجة بحبكات درامية امتزجت فيها السينما بالواقع.
0 تعليق