أعلن مسؤول كبير موعد طرح مربعات جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في الكونغو في جولة تراخيص ضخمة لأول مرة منذ عام 2018.
وتستعد الكونغو -وهي رابع أكبر منتج للنفط في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، ورابع أكبر منتجي النفط الأفارقة داخل أوبك- لإقامة الجولة بمشاركة دولية خلال الربع الأول من العام الجديد (2025).
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ألغت البلاد أولى جولات تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في أكتوبر/تشرين الأول (2024)، إذ طرحت 27 مربع نفط و3 مربعات غاز طبيعي.
ورغم طرحها قبل أكثر من عامين في 2022، قال وزير الهيدروكربونات السابق آيمي ساكومبي موليندو، إن المربعات النفطية -على وجه التحديد- لم تستقبل طلبات أو لم تستوفِ الشروط.
يأتي ذلك وسط مساعٍ لمضاعفة إنتاج النفط من 274 ألف برميل يوميًا إلى 500 مليون برميل يوميًا في غضون من 3 إلى 5 سنوات مقبلة.
جولة تراخيص النفط والغاز
لم تعلن الحكومة بعد تفاصيل جولة تراخيص النفط والغاز الجديدة، لكن وزير الهيدروكربونات برونو جان ريتشارد إيتوا قال إنها ستشمل حقولًا هامشية وفي المياه العميقة.
ومن المتوقع أن تُعيد الجولة المرتقبة ضخ الدماء في قطاع النفط والغاز المحلي، عبر جذب الشركات الدولية ذات الخبرات التقنية والقدرات التمويلية للحفر في المياه العميقة الصعبة.
كما قد تجذب شركات محلية ومستقلة لاستغلال إمكانات الحقول الهامشية الصغيرة التي قد لا تلقى قبولًا واسعًا بين شركات النفط الكبرى.
ويتّسق الطرح مع أهداف وطنية لزيادة إنتاج الغاز في ضوء التراجع الطبيعي للحقول المنتجة، علاوة على دفع تنشيط التنقيب في المربعات البحرية.
واستعدادًا لدورها في سوق الطاقة الإقليمية، أعلن الوزير إدخال إصلاحات في القطاع، بهدف جذب الاستثمارات وتسريع تطوير المشروعات.
وعلى رأس ذلك، يجري الإعداد لخطة الغاز الرئيسة التي تستهدف تحقيق الاستفادة المثلى من التنقيب عن الاحتياطيات، وتطوير البنى الأساسية، وبناء محطات معالجة وخطوط أنابيب ومحطات توليد الكهرباء.
كما تعكف البلاد على صياغة قانون جديد يضم بنودًا مالية معدلة، بهدف التسويق التجاري للأصول العالقة وحرق الغاز المصاحب عبر تحفيز انخراط الاستثمارات الأجنبية.
ويُوصف الغاز بـ"المصاحب" عند استخراجه من حقول النفط، ويؤدي حرقه إلى إطلاق غاز الميثان المسبب للاحتباس الحراري، لكن جمعه والاستفادة منه يحتاجان إلى استثمارات بمرافق البنية الأساسية، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن تغذّي الاستثمارات المتوقعة من جولة تراخيص النفط والغاز الجديدة إيرادات خزينة الدولة، بما يُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فضلًا عن مكافحة الفقر.
ومن المتوقع أن يشهد أول منتديات الطاقة والاستثمار في الكونغو بين يومي 25 و26 مارس/آذار المقبل (2025) إعلان آخر التحديثات حول جولة التراخيص وتوسعات القطاع؛ إذ سيجتمع أصحاب المصالح المحليين والأجانب لاستكشاف الفرص المتاحة.
اكتشافات النفط والغاز في الكونغو
تضع أحدث تقديرات منظمة أوبك احتياطيات النفط المؤكدة في الكونغو عند 1.8 مليار برميل، واحتياطيات الغاز المؤكدة بنحو 284 مليار متر مكعب.
وانخفض إنتاج النفط في الكونغو خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2024) بمقدار 10 آلاف برميل يوميًا إلى 250 ألف برميل يوميًا، وهو ما يوضحه الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- لمتوسط إنتاج أوبك:
وبعد آخر جولة تراخيص في 2018، اكتشفت شركتا "إيه آر دبي بي أويل" (ARDP-Oil) و"بي إي بي إيه" (PEPA) حقل دلتا دي لا كوفيت (Delta de la Cuvette)، بقدرة إنتاج مليار متر مكعب من الغاز، و359 مليون برميل من النفط، وهو ما يعادل 983 ألف برميل يوميًا.
وما زال الحقل الممتد على مساحة 9 آلاف و392 مترًا مربعًا في طور التنقيب، لكن تقديرات تشير إلى قدرته على مضاعفة إنتاج النفط في الكونغو.
كما أثمرت الجولة اكتشاف شركة الطاقة الإيطالية إيني ما يصل إلى مليار برميل من مكافئ النفط، بعد حصولها على حقوق التنقيب والإنتاج في مربع مارين 31.
وحاليًا، تطوّر الشركة مشروع الكونغو للغاز المسال؛ إذ نجحت في تصدير أول شحنة غاز مسال منه خلال فبراير/شباط (2024).
كما تخطّط لزيادة قدرات الإسالة إلى 3 ملايين طن سنويًا بحلول نهاية 2025 مع بداية المرحلة الثانية من تطوير المشروع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق