اقرأ في هذا المقال
- مراكز البيانات في الهند تمثل 0.5% من استهلاك الكهرباء.
- التوسع في مراكز البيانات سيؤدي إلى زيادة استهلاك المياه.
- المناطق الساحلية هي المواقع المثلى لتطوير مراكز البيانات الخضراء.
- مراكز البيانات الخضراء يمكن أن تسهم في خلق فرص عمل عالية الأجر.
تمثل مراكز البيانات الخضراء في الهند ركيزة أساسية للتحول نحو مستقبل رقمي مستدام، بعد أن أصبحت البلاد مركزًا عالميًا لتكنولوجيا المعلومات والخدمات التحليلية.
ومع التوسع الكبير في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ونمو الاستهلاك الرقمي، يتزايد الطلب على تطوير مراكز البيانات، إلا أن هذه الطفرة تثير تحديات بيئية كبيرة، قد تهدد تحقيق أهداف إزالة الكربون التي تسعى الهند إلى تحقيقها، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
من هنا، تأتي الحاجة الماسّة لتبني نموذج مراكز البيانات الخضراء في الهند، الذي يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، واستغلال الموارد الساحلية للحد من استهلاك الكهرباء والمياه.
وهذا النموذج لا يُسهِم في خفض الانبعاثات الكربونية وحماية الموارد فحسب، بل يمثل -أيضًا- فرصة لتحقيق توازن بين التكنولوجيا وحماية البيئة.
حجم استهلاك مراكز البيانات من الكهرباء والمياه
أصبحت الاقتصادات الناشئة شريكًا رئيسًا في الثورة الرقمية العالمية، إذ تتصاعد وتيرة الاعتماد على مراكز البيانات في جميع القطاعات؛ ما يفاقم من استهلاك الكهرباء والمياه.
وبحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية:
- بلغ استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات بين 1 و1.5% من الإجمالي العالمي، أي قرابة 300 تيراواط/ساعة عام 2022، مع توقعات بارتفاع النسبة إلى 8% بحلول 2030، وسط تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
- تستهلك مراكز البيانات كميات كبيرة من المياه للتبريد، على سبيل المثال، يستهلك مركز بيانات متوسط الحجم في الولايات المتحدة 300 ألف غالون من المياه يوميًا وهو ما يعادل استهلاك المياه في 100 ألف منزل.
أما بالنسبة لاستهلاك مراكز البيانات في الهند:
- تبلغ سعة مراكز البيانات في الهند نحو 960 ميغاواط، مع إمكان النمو إلى 9.2 غيغاواط (أي بزيادة 9 أضعاف).
- حاليًا، تستهلك مراكز البيانات 0.5% من كهرباء الهند، ومن المتوقع أن تنمو إلى 3% بحلول عام 2030.
- سيُلبى جزء كبير من هذا الطلب من خلال الوقود الأحفوري؛ ما يُعقّد جهود البلاد لإزالة الكربون.
- سيؤدي توسع مراكز البيانات إلى زيادة استهلاك المياه، وخاصة في المناطق الحضرية والضواحي التي تعاني ندرة المياه.
- ستكون لهذا الارتفاع في الطلب على المياه تداعيات على قطاعات حيوية أخرى مثل الزراعة والصناعة.
أهمية تطوير مراكز البيانات الخضراء في الهند
مع تزايد الطلب على مراكز البيانات، أصبح من الضروري تبني نهج مستدام لتقليل الأثر البيئي، وهو ما يبرز أهمية تطوير مراكز البيانات الخضراء في الهند، بحسب تقرير صادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
وأكد التقرير أهمية 3 نقاط رئيسة لتحقيق ذلك:
1- اختيار مواقع مراكز البيانات الخضراء في الهند:
في الوقت الذي تتنافس فيه مجمعات مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي على المساحات المحيطة بمراكز الهند العالمية، مثل بنغالور ومومباي، فإن الجمع بين مراكز البيانات والخدمات الرقمية المتطورة مع حلول الطاقة المتجددة والإدارة البيئية السليمة يعد خطوة أساسية.
وأشار تقرير لوكالة الطاقة الدولية إلى أن مجمعات مراكز البيانات توفر فوائد كبيرة لمشغلي المراكز، ومقدمي شبكات الألياف الضوئية والمستهلكين، خاصة في القطاعات التي تحتاج إلى وصول سريع للبيانات مثل الخدمات المالية والرعاية الصحية.
ومع ذلك، تتطلب المجمعات اهتمامًا خاصًا بالإدارة المحلية للكهرباء والمياه؛ ما يستدعي ضرورة اتخاذ قرارات مدروسة بشأن اختيار المواقع، لتحقيق التوازن بين التوسع التقني والأهداف البيئية.
2- استغلال السواحل الهندية لتطوير مراكز البيانات:
تعد المناطق الساحلية موقعًا إستراتيجيًا مثاليًا لتطوير مراكز البيانات الخضراء في الهند، وذلك للأسباب الآتية:
- قرب المراكز من مرافق الطاقة المتجددة، فضلًا عن مرافق التخزين، يحد من تكاليف البنية التحتية لنقل الكهرباء والهدر.
- درجات الحرارة المعتدلة في المناطق تُسهِم في تقليل استهلاك الكهرباء والمياه بمراكز البيانات.
- قابلية مشروعات الطاقة المتجددة للتوسع السريع تساعد في مواكبة زيادة احتياجات مراكز البيانات الخضراء في الهند.
- توفر السواحل إمدادات غزيرة من مياه البحر التي يمكن الاستفادة منها لتبريد مراكز البيانات دون الحاجة لتحليتها.
3- السياسات اللازمة لتطوير مراكز البيانات الخضراء في الهند:
في الدول المتقدمة، اتجه عمالقة التكنولوجيا للاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة وآليات تداول الكربون، فضلًا عن استكشاف دور المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، في خطوة للحد من الانبعاثات واستهلاك المياه.
ومع ذلك، لا تكفي مبادرات الشركات الفردية وحدها لتحقيق أهداف الهند في تقليل الانبعاثات، وقد يسهم تبني بعض السياسات في تحفيز تنمية مراكز البيانات الخضراء في الهند التي توفر فرص عمل ذات الأجور العالية؛ ومنها:
- يمكن للقطاع العام التعاون مع الشركات الخاصة لتطوير مشروعات مراكز بيانات في المناطق الساحلية، بالتوازي مع تطوير مفاعلات نووية صغيرة ومشروعات الرياح والطاقة الشمسية العائمة.
- يمكن دمج الحوافز والجزاءات لتوجيه الشركات نحو هذه المناطق، مثل زيادة تكاليف المياه لمراكز البيانات في المناطق التي تعاني ندرة المياه وتقديم حوافز للمشروعات التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.
- تحديث إطار عمل منح التصاريح البيئية في المناطق الساحلية المعرضة للخطر بيئيًا.
- تدشين مبادرات مبتكرة عبر برنامج "صنع في الهند" لخلق شراكات بين الشركات الناشئة والأوساط الأكاديمية والصناعية.
الخلاصة..
تسهم مراكز البيانات الخضراء بالهند في دفع عجلة التحول الرقمي المستدام؛ حيث توازن بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وحماية البيئة من خلال الاعتماد على الطاقة المتجددة والإدارة الفاعلة للموارد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا من ملف حصاد وحدة أبحاث الطاقة..
المصدر..
0 تعليق