هوليوود المدينة التي لطالما ألهمت العالم بسحرها وتاريخها العريق، تقف اليوم على حافة الخطر، فبعد أن اجتاحت حرائق الغابات أجزاء من لوس أنجلوس، وصل اللهب إلى المنطقة التاريخية، مهددًا بتدمير معالمها الثقافية ومنازلها القديمة، حيث يترقب العالم بقلق مصير هذا الصرح السينمائي، بينما يكافح رجال الإطفاء النيران المستعرة للحفاظ على إرث هوليوود من الضياع.
أصدرت السلطات الأمريكية ليلة الأربعاء الماضي، أوامر بإخلاء سكان وسط منطقة هوليوود التاريخية، وذلك إثر اندلاع حريق جديد على بعد مئات الأمتار فقط من جادة هوليوود الشهيرة.
وأعلنت مديرية الإطفاء في لوس أنجلوس عن وجود "تهديد فوري للحياة"، وأصدرت أمرًا رسميًا بالإخلاء الفوري للمنطقة، معلنةً إياها منطقة محظورة على العامة.
وقد أرفقت المديرية هذا الأمر بخريطة توضح المناطق المشمولة بالإخلاء في حي السينما الشهير.
وكان الحريق قد اندلع مساء الأربعاء في منطقة "هوليوود هيلز"، الواقعة على بعد مسافة قصيرة من جادة "هوليوود بوليفارد" الشهيرة.
وتأتي هذه الأوامر بالإخلاء في سياق حرائق غابات واسعة النطاق اجتاحت حي "باسيفيك باليساديس" في مدينة لوس أنجلوس، مما أجبر العديد من نجوم هوليوود على إخلاء منازلهم، ومن بينهم الممثل مارك هاميل، والممثلة ماندي مور، والممثل جيمس وودز.
ويكافح رجال الإطفاء في كاليفورنيا هذه الحرائق المدمرة التي تنتشر بسرعة بسبب الرياح القوية، وقد تسببت في تدمير العديد من المنازل وإغلاق الطرق، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
وقد استنزفت هذه الحرائق المشتعلة منذ وقت مبكر من يوم الأربعاء، الموارد المتاحة دون أن يتم السيطرة عليها بشكل كامل.
يذكر أن حي "باسيفيك باليساديس" هو منطقة تقع على سفح تل على طول الساحل، وتشتهر بوجود مساكن العديد من المشاهير.
قصور نجوم السينما تحترق
وقد تسببت الحرائق في حالة من الفوضى، حيث أصبحت الطرق غير صالحة للسير عندما اضطر عشرات الأشخاص إلى ترك سياراتهم والفرار سيرًا على الأقدام للوصول إلى بر الأمان.
وقد دمرت الحرائق أكثر من 1000 مبنى بسبب ستة حرائق منفصلة اندلعت في لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها، حيث تنتشر قصور نجوم السينما.
وكان حي باسيفيك باليساديس الأكثر تضررًا، حيث انتقلت النيران التي ضربتها الرياح من عدة مئات من الأفدنة إلى أكثر من 15000 فدان منذ يوم الثلاثاء.
وفي الساعات الأخيرة، أفادت تقارير بأن الممثلين لايتون ميستر وآدم برودي، اللذين كانا قد حضرا حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب قبل أيام قليلة، قد فقدا منزليهما في هذه الحرائق.
وفي منشور على موقع إنستجرام، شاركت الممثلة ريكي ليك حزنها لفقدان "منزل أحلامها"، واصفة إياه بأنه "جنتها على الأرض"، وأعربت عن تضامنها مع جميع المتضررين من هذا الحدث المروع.
كما أعربت الممثلة باريس هيلتون عن حزنها لفقدان منزلها في ماليبو، الذي قالت إنه شهد العديد من "الذكريات الثمينة"، وأكدت وقوفها إلى جانب جميع الأسر المتضررة من هذه الحرائق.
ولم يقدم المسؤولون حتى الآن تقديرًا رسميًا للمباني المتضررة أو المدمرة جراء حرائق الغابات، لكنهم أكدوا أن أوامر الإخلاء قد صدرت لنحو 30 ألف ساكن، وأن أكثر من 13 ألف مبنى آخر مهدد بالحرائق.
0 تعليق