وصفت الباحثة في الشؤون العربية، أميرة الشريف، الموقف الأخير من سلطة الأمر الواقع في سوريا، إزاء الإرهابيان المصريان، أحمد منصور حماد، ومحمود فتحي، بالـ"جيدة"، ويمكن البناء عليه إذا ما استكملت تلك الإدارة في إشاراتها الإيجابية، وقالت لـ"الرئيس نيوز": "هيئة تحرير الشام قالت إنها لن تكون مصدرًا للإزعاج لأي من دول المنطقة، وعليها أن تثبت صحة ما تقول".
ولم تستبعد الشريف في أن يكون لتركيا دورًا في الضغط على الهيئة لاتخاذ هذه القرارات، خاصة وأن الإرهابي محمود فتحي ظهر وهو برفقة مستشار العلاقات الخارجية في حزب العدالة والتنمية"، ياسين أقطاي، وهم بجوار أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، فالعلاقات التركية المصرية في الوقت الحالي مستقرة جدًا، ولا تريد أنقرة ما يعكر صفوها، فأنقرة لديها طموح كبير في ترسيم الحدود البحرية مع مصر في مياه المتوسط، مما ينعش آمالها في الاستفادة بثروات شرق المتوسط، فضلًا عن الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية بينهما.
لكن الشريف قالت: "الإدارة الجديدة في سوريا تعلم أن القاهرة مفتاح لها في المنطقة، وأن العداء معها أو إضمار السيء لها، سيُغلق أمامها الكثير من المسارات سواء في العالم العربي أو أفريقيا، لذلك بمعاير المكاسب والخسارة وتحقيق المنافع، ليس من مصلحة هيئة تحرير الشام عداء القاهرة أو البعد عنها".
أوضحت الشريف أن القاهرة منذ اليوم الأول وهي تراقب تصرفات الإدارة الجديدة، وتعلم أنها لا تبسط كامل سيطرتها على الجماعات المسلحة التي تقاتل وتنتشر على الأرض، لكن الهيئة تتصدر المشهد، وعليها تحمل المسؤولية كاملة، مشيرة إلى أن الهيئة في مرحلة لا تريد أن تشتت قوتها، فهي تريد بسط سيطرتها على الأرض التي تحت قبضتها، لمواجهة ما تسمه فلول النظام السابق، وعناصر داعش، ولا تتشتت بأصحاب الأجندات الأخرى، أو من يريدون أن يتخذوا سوريا منصة للهجوم على الدول الأخرى، في نظير قتالهم ضد الأسد.
وذكرت تقارير صحفية أن داخلية الإدارة الجديدة في سوريا، أوقفت الإرهابي المصري أحمد المنصور الذي أطلق تهديدات ضد القاهرة من الأراضي السورية، ومنعت إرهابي مصري آخر كان شريكا له، من دخول سوريا مجددا، هو محمود فتحي، ومن حينها برزت تساؤلات عديدة حول مغزى هذه الإشارات السورية وما هو تفسيرها؟.
وزاد من بروز تلك التساؤلات أن رد الفعل السوري إزاء غضب القاهرة كان سريعا، وهو ما قد يدفع نحو ظهور بادرة إيجابية في العلاقات بين البلدين ويزيل جانبا من الشواغل التي تشغل مصر ودولا إقليمية حول انطلاق تهديدات من الأراضي السورية تجاهها.
0 تعليق