ترامب وماسك يثيران أزمة دبلوماسية مع جنوب إفريقيا بتصريحات عن مصادرة الأراضي

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب  الأخيرة، والتي اتهم فيها حكومة جنوب إفريقيا بمصادرة الأراضي والتعامل بشكل سيئ مع فئات معينة من الشعب، موجة من الجدل الدبلوماسي والتوترات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا. 

هذه التصريحات جاءت بعد انتقادات مشابهة وجهها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك للحكومة الجنوب إفريقية حول قضايا تتعلق بالعنصرية تجاه البيض. 

في الوقت الذي شهدت فيه جنوب إفريقيا تداعيات اقتصادية جراء هذه التصريحات، دخل العديد من الأطراف في محادثات لحل الأزمة، بما في ذلك محادثة بين إيلون ماسك والرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا.

تصريحات ترامب وتعليقاته: 

في تصريحات يوم الأحد الماضي، اتهم الرئيس الأمريكي جنوب إفريقيا بمصادرة أراضي البيض في إطار قانون جديد يهدف إلى معالجة التفاوتات العرقية في ملكية الأراضي. 

كما حذر ترامب من أن واشنطن ستقطع مساعداتها المالية عن الدولة الأفريقية رداً على هذه السياسات، مضيفًا أن فئات معينة من السكان، في إشارة إلى البيض، يتم التعامل معهم بشكل غير عادل، محذراً من تداعيات هذه السياسات على العلاقات الثنائية.

إيلون ماسك ووالده يتدخلان في الأزمة:

في محاولة للتهدئة، تدخل إرول ماسك، والد إيلون ماسك، في الأزمة بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا. 

حيث أفاد والد ماسك أنه رتب مكالمة بين ابنه الرئيس التنفيذي لشركة تسلا والرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، وذلك في محاولة للتفاوض على الأزمة. 

وقد أكد مكتب رامافوزا هذا الاتصال، مشيراً إلى أن المحادثات كانت تهدف إلى معالجة سوء الفهم وتوضيح المواقف بين الجانبين.

قانون المصادرة في جنوب إفريقيا وتأثيراته: 

القانون الذي وقعه رامافوزا الشهر الماضي يسمح للدولة بمصادرة الأراضي "للمصلحة العامة" في بعض الحالات دون تعويض للمالكين، وهو ما انتقده العديد من المزارعين البيض ومؤيدو حقوق الملكية.

وكان الهدف من هذا القانون تصحيح التفاوتات العرقية التي نشأت خلال فترة الفصل العنصري، حيث أن الحكومة الجنوب إفريقية تهدف إلى تحويل ملكية الأراضي إلى أيدي السود.

ومع ذلك، واجهت الحكومة صعوبات في تنفيذ هذا الهدف، حيث تم نقل 8% فقط من الأراضي الزراعية إلى السود منذ عام 2018.

 

التداعيات الاقتصادية والسياسية: 

أثارت تصريحات ترامب آثاراً اقتصادية سلبية على جنوب إفريقيا، حيث تراجعت العملة الوطنية (الراند) بنسبة 2% في التعاملات المبكرة، وارتفعت تكلفة تأمين الديون ضد التخلف عن السداد إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس الماضي. في الوقت نفسه، فإن التهديد الأمريكي بقطع المساعدات يهدد بركود إضافي في قطاع حيوي مثل مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، حيث يمثل التمويل الأمريكي 17% من برامج الوقاية والعلاج في جنوب إفريقيا.

ردود الفعل على تهديد ترامب: 

بينما أعلن ترامب عن استعداده لخفض المساعدات إلى جنوب إفريقيا، أكد العديد من المحللين السياسيين والاقتصاديين أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد التوترات بين الدولتين. 

وعلى الرغم من الانتقادات، فإن الحكومة الجنوب إفريقية تعتبر أن هذه القوانين هي جزء من عملية إصلاح تاريخية تهدف إلى تصحيح الظلم العرقي المستمر في البلاد.

إن تصريحات ترامب حول جنوب إفريقيا تبرز التوترات الدبلوماسية المستمرة بين الدولتين، لاسيما في ظل قانون المصادرة المثير للجدل. وتظل المفاوضات بين الأطراف المعنية، بما في ذلك تدخل إيلون ماسك ووالده، من الأمور الأساسية التي قد تحدد اتجاه العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق