كشف الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة عن تقييم تربوي لمقترح تطبيق البكالوريا اختياريا
قال: أولا نؤكد ان هناك بالطبع أكثر من مسار للالتحاق بالجامعة حاليا حيث هناك الثانوية العامة التقليدية ومدارس المتفوقين وغيرها ولكن ما نود الإشارة إليه أن المشكلة بالطبع لا تكمن فقط في كون البكالوريا ستكون نظاما جديدا ولكن المشكلة في تنفيذ ذلك على أرض الواقع، فعلى أرض الواقع توجد مدارس خاصة مستقلة بذاتها وتوجد مدارس للمتفوقين مستقلة بذاتها فهل سيتم تخصيص مدارس للبكالوريا الجديدة مستقلة بذاتها أم سيتم تخصيص فصول وماذا لو كان عدد الطلاب الذين قاموا باختيار الدراسة بنظام البكالوريا لا يتجاوز خمسة طلاب وأين المعلمون الذين يمكن الاستعانة بهم لتدريس مقررات مختلفة ومناهج مختلفة لطلاب الثانوية القديمة والبكالوريا، الفكرة نظريا ممكنة ولكنها عمليا غير ممكنة لوجود اختلافات كبيرة بين النظامين وتعديلات جوهرية مطلوب إدخالها على نظام التنسيق وعدم وجود عدد كاف من المعلمين ولا عدد كاف من الفصول لاستيعاب كل هذه التقسيمات والتفريعات الجديدة.
وأضاف: على فرض أن البكالوريا تتمتع بمميزات لا مثيل لها وأنها أكثر فائدة للطلاب من الثانوية التقليدية وأنها تقضي على مشكلات الثانوية العامة التقليدية فهل يعني ذلك أن يتم طرحها اختياريا أم أنه من المفترض إذا كانت تتمتع بمميزات أعلى وتعالج المشكلات أن يتم طرحها كنظام وحيد للثانوية العامة؟
واستكمل: وعلى الجانب الآخر إذا كانت تنظوي على سلبيات خطيرة وهي بالفعل كذلك فهل نسمح للطلاب باختيارها كنظام يحدد مستقبلهم قبل معالجتها بشكل جيد والتخلص من سلبياتها.
وقال: الأمر مختلف في هذا الطرح عن نظام مدارس المتفوقين الحكومية لأنها أعدت لفئة مخصصة من الطلاب وهم المتفوقون وأيضا لهم نظام مختلف عن الثانوية التقليدية ولكن البكالوريا سيتم طرحها لعموم الطلاب وليس لفئة معينة منهم.
وكشف أن كثرة التفريعات والنظم تؤدي إلى تفتيت النظام التعليمي وجعله نظاما غير متماسك وهشا وترهق وزارة التربية والتعليم والمعلمين خاصة في ظل وجود عجز كبير في أعداد المعلمين والفصول والمدارس.
واختتم: لذلك ينبغي استكمال دراسة المقترح ومعالجة جميع جوانبه وبعد الوصول لصياغة مرضية ولا تتعارض مع الأسس التربوية يتم تحديد مدى زمني لانطلاق النظام الجديد كنظام وحيد للثانوية العامة يلتحق به جميع الطلاب.
0 تعليق