زينون: أناضل لإدماج "أطفال القمر" .. ولقب "صانع الأمل" انتصار للقضية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

خطف الشاب أحمد زينون، رئيس جمعية “صوت القمر” بمدينة فاس، الأنظار عبر منصات التواصل الاجتماعي بعدما توج قبل أيام بلقب “صانع الأمل العربي” ضمن فعاليات النسخة الخامسة من مبادرات “صناع الأمل” بدولة الإمارات، والتي أثبت من خلالها عن تميزه في عالم العمل الجمعوي وأنه نموذج حي للشجاعة والإصرار في مواجهة التحديات لإيصال صوت “أطفال القمر”.

في الحوار التالي مع هسبريس، يغوص زينون في تفاصيل مشاركته في مسابقة “صناع الأمل” ويسترجع لحظات التتويج، رؤيته المستقبلية ومواضيع أخرى.

بداية أحمد، كيف جاءتك فكرة التقدم للمشاركة في جائزة “صناع الأمل العربي”؟

صراحة لم تكن لديّ أبدا فكرة للمشاركة في البداية، رغم أنني كنت أتلقى سنويا التشجيعات من أصدقائي؛ لكن كنت أرى نفسي صغيرا وسط أهرامات الأعمال الخيرية، إلى حين جاء صديقي أحمد الملولي، منسق الجالية المغربية بالإمارات، اقترح علي المبادرة ورشحني الحمد لله في هذه المسابقة.

ما هو تقييمك لهذه التجربة الجديدة التي عشتها في مسارك كفاعل جمعوي؟

على الإنسان التشبث بحلمه وبهدفه، نحن أحضرنا فكرة غير موجودة على أرض الواقع وسقيناها قطرة بقطرة إلى حين بدأت تعطي ثمارها.

و”أطفال القمر” غير معترف بهم وغير مصنفين، حتى أدويتهم تسمى بمواد التجميل.. فمن الصعب الاشتغال على هذه القضية؛ لكن الحمد لله وفقنا رب العالمين وتم تتويجنا من طرف حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهذه أول التفاتة لهؤلاء الأطفال.

كيف انطلقت جمعية “صوت القمر”، خاصة أننا نعرف أن هذا المرض ما زال يجهله الناس؟

عندما توصلت بالأبحاث العلمية من سيدة في أمريكا، واطلعت على هذا المرض فهمت أن هؤلاء الأطفال يجب عليهم الذهاب إلى المدرسة والتعلم والدفاع عن حقوقهم؛ لكن عند خروجهم من المنزل نهارا يفقدون بصرهم وملامحهم ويتعرضون لأورام سرطانية تؤدي إلى الوفاة.. فحتى شاشة الحاسوب والتلفاز تسبب لهم هذه الأعراض؛ فهم يحتاجون إلى الظلام الحالك ومن سيتحدث بصوتهم.

من هنا، انطلقت فكرة جمعية “صوت القمر” لكي تكون صوت من لا صوت له، وأخدت على عاتقي رفقة عشرات الأعضاء حمل مسؤولية هذه الفئة والنضال لضمان حقوقهم.

كيف كان إحساسك عند تتويجك بجائزة صانع الأمل العربي لهذه السنة بالإمارات وسط عشرات المشاركين في الحدث؟

الإحساس من الصعب وصفه، فقد اختلطت مشاعر الفرح بالانتصار لقضية مهمة.. وفي ذلك الوقت لم أكن أشاهد الحضور في مكان الحفل؛ بل أشاهد أمام عيني الأطفال الذين عشت معهم عن قرب وأعلم معاناتهم.

هل مواقع التواصل الاجتماعي ساعدتك للتعريف بهذا المرض وبمبادرات الجمعية؟

نحن بدأنا من مواقع التواصل الاجتماعي، وما زلنا حاضرين فيها؛ لأنه عن طريقها نستطيع التواصل وإيصال الأفكار إلى المجتمع الذي ليس له دراية بعد بهذا المرض.

وهذه المنصات تساعدنا كثيرا لإيصال المعلومات والبحث عن حالات للتكفل بها وحمايتها من الأعراض القاسية.

أطفال الجمعية كانوا في استقبالك عند عودتك إلى المغرب بعد التتويج، فكيف عشت معهم تلك الفرحة؟

عند رؤية العائلة وأعضاء الجمعية في استقبالي عيناي كانتا تبحثان فقط عن الأطفال الذين أعتبرهم أبنائي، وذهبت 14 ساعة من تعب الطريق، فحلت محلها مشاعر الفرح وأحاسيس يعجز اللسان عن التعبير عليها.. الحمد لله لأن ذلك التتويج انتصار لهم.

ما هي أهدافك ورؤيتك المستقبلية التي ستخدم بها أطفال الجمعية؟

أرى أن هذه الفئة مقصية من جميع الحقوق البشرية، سواء التعليم أم الصحة؛ وحتى الأدوية تعتبر من مواد التجميل.. لذلك، أخذت على عاتقي رفقة الأعضاء بالجمعية النضال من أجل الاعتراف بأطفال القمر لكي نقول إن المقصود وصلنا إليه.

ونهدف مستقبلا إلى عدم إيجاد أطفال قمر بدون ملامح.. ونحن حاليا في طور تحقيق ذلك؛ فمنذ ست سنوات نواكب الأطفال الذين انطلقوا معنا. كما نهدف كذلك إلى توفير جميع وسائل الحماية لأطفال القمر المغاربة من طنجة إلى الكويرة، وتأسيس مركز لإيواء بعض الحالات التي لا تتوفر على سكن لائق ودمجهم في المجتمع إن شاء الله.

ما رسالتك إلى المسؤولين اليوم من أجل الالتفات إلى أطفال القمر بشكل أكبر مستقبلا؟

أطفال القمر قضيتنا جميعا يجب علينا النضال عليها؛ لأنه لا يمكننا العيش في النور وترك فئة أخرى في الظلام.. فكل من يستطيع المشاركة وترك الأثر في هذه المهمة النبيلة عليه القيام بذلك؛ على رأسهم المسؤولون الذين يجب عليهم الالتفات إلى هؤلاء الأطفال وعدم إقصائهم وتهميشهم، لأنهم عدد قليل جدا لا يتجاوز الألفين، وهو رقم ليس كبير أو ثقيل على الدولة.

اندماج هذه الفئة سيفتح لهم الأبواب للدراسة والتكوين والتخرج، والاستفادة من التطبيب والتعويض عن أدويتهم التي تتطلب مصاريف كبيرة؛ فكل طفل يتطلب كلفة قدرها 3000 درهم شهريا للمراهم الجلدية فقط والتي يضعونها كل ساعتين، إضافة إلى الأقنعة الطبية وأغلفة النوافذ والفحوصات الطبية وغيرها من الأمور الضرورية.

إلى حد الساعة نحن نشتغل بمالنا الخاص كأعضاء وبتبرعات المحسنين، ولا نتوفر على الدعم من أية جهة.

كلمة أخيرة

أطفال جمعية “صوت القمر” لن تفرق بيني وبينهم إلا الموت، أحبهم كثيرا ولا فرق لدي بينهم؛ فأكن لهم نفس الحب والمعزة وهم سبب سعادتي، وأنا بفضل الله وبفضلهم وصلت إلى هذا المستوى. وكما أقول لهم دائما: أنا مجرد قنطرة أمرر معاناتكم ورسائلكم لتصل إن شاء الله، وأرتاح.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق