كيف يُفضل أداء صلاة العشاء لمن تأخر عن الجماعة؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على سؤال حول جواز وجود جماعتين في المسجد في وقت واحد، إحداهما تؤدي صلاة العشاء والأخرى تصلي التراويح.

 وقد أوضح شلبي أن جمهور الفقهاء يرون كراهة هذا الأمر، لأن الهدف من صلاة الجماعة هو تجمع المسلمين في مكان واحد، ووجود جماعتين منفصلتين قد يؤدي إلى التفرقة، مما يُعتبر غير مستحب في الإسلام ويستعرض تحيا مصر التفاصيل.

كيف يُفضل أداء صلاة العشاء لمن تأخر عن الجماعة؟

في ذات الفيديو الذي نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على "يوتيوب"، أضاف شلبي أنه يُفضل للمسلم الذي تأخر عن صلاة العشاء أن يصليها خلف الإمام الذي يؤدي صلاة التراويح، وذلك استنادًا إلى بعض الفقهاء، مثل الإمام الشافعي، الذين أجازوا صلاة المفترض خلف المتنفل.

وأشار شلبي إلى أنه إذا صلى الشخص العشاء مع الإمام الذي يؤدي التراويح، ثم أكمل ما تبقى له من ركعات بعد تسليم الإمام، فإنه يحصل على فضل الجماعة. وأكد شلبي أن هذا النهج مستند إلى الحديث النبوي الشريف، الذي يروي فيه معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنه كان يصلي العشاء مع النبي ﷺ ثم يذهب ليؤم قومه في صلاة العشاء فرضًا لهم ونافلة لهم، وهو ما أقره النبي ﷺ.

عدد ركعات صلاة التراويح وفقًا للفقهاء

اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية (في المشهور)، والشافعية، والحنابلة على أن عدد ركعات صلاة التراويح هو 20 ركعة دون الوتر، و23 ركعة مع الوتر.

 وهذا العدد هو المعتمد في المذاهب الأربعة. ومع ذلك، هناك قول نُقل عن المالكية يخالف المشهور، حيث ذكروا أنها قد تكون ست وثلاثين ركعة، بينما ورد في بعض البلدان أنهم يصلون إحدى وأربعين ركعة، ويؤدون الوتر بخمس ركعات.

الاختيارات الفقهية لعدد ركعات التراويح

ما اختاره الفقهاء من أن الأصل في صلاة التراويح هو أن تصلى عشرون ركعة يتفق مع فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم. فقد كان النبي ﷺ وأصحابه يصلون عشرين ركعة دون الوتر.

 في هذا الصدد، استشهد الفقهاء بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، الذي يقول: «أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كان يُصَلِّي في رمضان عشرين ركعة والوتر»، وقد أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف"، والطبراني في "معجميه"، وعبد بن حميد في "المنتخب من المسند".

حكم صلاة التراويح ثماني ركعات

أما بالنسبة للعمل السائد اليوم من الاقتصار على ثماني ركعات في صلاة التراويح مع الإيتار بثلاث ركعات، فقد أكد الفقهاء أن هذا الأمر صحيح ويتفق مع أصل السنة من حيث قيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فقد ذهب جماعة من الفقهاء إلى أن هذا العدد من الركعات يكفي ويثاب عليه الشخص، حتى وإن قصد الاقتصار على ثمانية ركعات ابتداءً.

وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة»، وهذا الحديث يوضح هدي النبي ﷺ في نافلة قيام الليل التي تشمل صلاة التراويح.

صلاة التراويح: سنّة نبوية وعُمَرِيّة في كيفية الأداء

من جهة أخرى، تعد صلاة التراويح من السنن النبوية في أصلها، أما في كيفيتها، فهي سنة "عُمَرِيّة" حيث سنَّ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان بعدد الركعات الذي جمع الناس عليها مع أبي بن كعب رضي الله عنه.

أول صلاة تراويح في الجامع الأزهر

أورد الإمام مالك في "الموطأ"، والبخاري في "صحيحه"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه خرج مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط. فقال عمر: "إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثَلَ"، ثم جمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه. وقال عمر: «نِعْمَ البدعةُ هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون»، في إشارة إلى آخر الليل.

كما أورد الإمام مالك في "الموطأ" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر أبا بن كعب وتميمًا الداري بأن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، حيث كان القارئ يقرأ بالمئين من القرآن حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام، وكانوا لا ينصرفون إلا عند بزوغ الفجر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق