أكدت حركة حماس، اليوم السبت، أن قبولها لمقترح الوسطاء بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني التخلي عن مطلب الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، مشددة على أنها لا تزال ملتزمة بالشروط التي تضمن تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.
جاء ذلك على لسان عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، الذي أوضح أن وفد حماس عاد مجددًا إلى القاهرة لمتابعة المستجدات مع المسؤولين المصريين، مؤكدًا أن الحركة تعاملت بمرونة مع المفاوضات الجارية ووافقت على بعض المقترحات المطروحة، إلا أن الكرة باتت الآن في ملعب إسرائيل.
مرونة تفاوضية ولكن بشروط
وأضاف القانوع، في تصريحات صحفية، أن حماس صنعت أجواء إيجابية خلال المباحثات الجارية وتعاملت بمسؤولية عالية مع مقترح الوسطاء، مشيرًا إلى أن الحركة وافقت على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر، الذي اختُطف من قاعدة عسكرية قرب غزة في 7 أكتوبر 2023، وذلك كتعبير عن حسن النية والمرونة في التعامل مع المقترحات.
ومع ذلك، شدد على أن هذا القبول "ليس بديلاً عن المرحلة الثانية من الاتفاق، وإنما يمهد الطريق للمفاوضات الخاصة بها، وصولًا إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة".
إسرائيل تتهم حماس بالمماطلة… والحركة ترد
في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حماس لم تغيّر موقفها ولم تقدم أي تنازلات جوهرية، فيما رأى البيت الأبيض أن مطالب الحركة "غير عملية تمامًا".
ورد القانوع على هذه الادعاءات بالقول إن الإشكالية الحقيقية تكمن في تعنت إسرائيل وإصرار نتنياهو على المماطلة من أجل إنقاذ مستقبله السياسي، مؤكدًا أن إسرائيل "خرقت بنود المرحلة الأولى من الاتفاق من خلال وقفها البروتوكول الإنساني ومحاصرتها لغزة للأسبوع الثاني على التوالي".
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار المكون من 3 مراحل
الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 19 يناير الماضي بعد مفاوضات مطولة، ينص على ثلاث مراحل رئيسية، انتهت الأولى منها في 1 مارس، حيث تم خلالها إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا مقابل أكثر من 1400 معتقل فلسطيني.
أما المرحلة الثانية، والتي تدور حولها المفاوضات حاليًا، فتشمل:
إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين على دفعات.
انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة.
وفي المرحلة الثالثة، يُفترض أن يتم:
تسليم جثث الأسرى المتبقين.
بدء عمليات إعادة الإعمار في القطاع المدمر.
حماس تحمّل إسرائيل مسؤولية التعطيل
وشددت حماس على أنها "لا تضع شروطًا تعجيزية، بل تطالب فقط بضمان تنفيذ الاتفاق بشكل صحيح وإلزام إسرائيل به بوساطة دولية"، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف مماطلتها والالتزام بمرحلة الانسحاب.
كما أكدت أن استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وعدم تنفيذ التعهدات الإنسانية يشكل خرقًا صارخًا للاتفاق، ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
0 تعليق