أُطلِق نموذج تجريبي هو الأول من نوعه في العالم، لتوليد الهيدروجين الأخضر من الشاطئ، لتقليل انبعاثات الكربون من السفن عند رسوّها في الميناء.
ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استضاف ميناء ليث في مدينة إدنبرة الإسكتلندية المشروع التجريبي، المدعوم من حكومة المملكة المتحدة، لتزويد السفن الراسية بالطاقة النظيفة.
ويُدمَج هذا المشروع معالجة المياه، والاستفادة من الحرارة المُهدَرة، وإنتاج الهيدروجين لتشغيل قاطرات السفن الكبيرة التي تُشغلها شركة تارج تاوينغ (Targe Towing).
وستستعمل السفن الهيدروجين فقط لتوليد الكهرباء من الشاطئ خلال رسوّها في الميناء، ما يُغني عن الحاجة إلى محركات الديزل المُساعدة.
مشروع الهيدروجين الأخضر في إسكتلندا
يُموَّل مشروع الهيدروجين الأخضر -الذي يُعدّ جزءًا من الجولة الرابعة من مسابقة العروض البحرية النظيفة (CMDC4)- من قِبَل وزارة النقل (DfT)، وتُنفّذه وكالة الابتكار الوطنية في المملكة المتحدة (Innovate UK).
كما يتعاون في المشروع كل من مجموعة مواني فورث (Forth Ports)، وشركات تارج توينغ (Targe Twing)، ولوغان إنرجي (Logan Energy)، وبلاس زيرو (Plus Zero)، ووترويلم (Waterwhelm)، لتقديم هذه المبادرة، التي عُرضت على القطاع أمس (13 مارس/آذار 2025).
باستعمال تقنية معالجة المياه المتخصصة التي تقدّمها شركة ووترويلم، تُنتَج مياه عذبة قابلة لإعادة الاستعمال من النفايات السائلة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي القريبة، التي تُستعمل بعد ذلك لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ميناء ليث، دون المساس بإمدادات المياه المحلية.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تُمكّن تقنية ووترويلم الرائدة عمليات إعادة استعمال المياه وتحلية المياه من العمل بضغط أقل بكثير، ما يوفر فوائد صيانة أقل، بالإضافة إلى أدنى معدل استهلاك للكهرباء وانبعاثات كربونية في العالم على الإطلاق لإعادة استعمال المياه.
ويوظف الشركاء المتخصصون في الهيدروجين الأخضر، لوغان إنرجي وبلاس زيرو، خبراتهم لتقديم حلول الطاقة النظيفة إلى الميناء، وهو تعاون مهم يُبرز الخطوات الكبيرة في ابتكار الهيدروجين الإسكتلندي.
وتقسم تقنية التحليل الكهربائي لشركة لوغان إنرجي المياهَ المُعاد استعمالها إلى أكسجين وهيدروجين.
ثم يُستعمل الهيدروجين وقودًا نظيفًا لمولد محرك الاحتراق الداخلي الهيدروجيني (HICE) التابع لشركة بلس زيرو باور، الذي سيُولّد كهرباء خضراء لتوفير الطاقة للقاطرات البحرية خلال رسوّها في الميناء، ما يُغني عن الحاجة إلى مولدات الديزل المُلوِّثة، بحسب ما جاء في البيان.

اقتصاد الهيدروجين في إسكتلندا
صرّحت وزيرة النقل فيونا هيسلوب، قائلةً: "هذه سابقة عالمية في إسكتلندا، عرض تجريبي لتوليد الهيدروجين الأخضر من الشاطئ، يستعمل طاقة الهيدروجين النظيفة والخضراء لتقليل انبعاثات الكربون من السفن عند رسوّها في الميناء".
وأضافت هيسلوب: "ما ثبت هنا هو أن الاستعمال المبتكر للهيدروجين الأخضر يُمكن أن يساعد في إزالة الكربون من المواني والشحن.. آمل أن أرى تكرار ذلك في المواني في جميع أنحاء المملكة المتحدة وخارجها".
كما أكدت أن "إسكتلندا تتمتع بإمكانات تؤهلها لأن تكون دولة رائدة عالميًا في مجال الهيدروجين، والحكومة الإسكتلندية ملتزمة تمامًا بمساعدة قطاع الهيدروجين الإسكتلندي على التطور والنمو".
وتابعت: "نحن نعمل على بناء اقتصاد هيدروجيني من شأنه أن يوفر منافع اقتصادية ومصدر طاقة متجدد ومنخفض الكربون للمساعدة في تحقيق طموحاتنا في الوصول إلى الحياد الكربوني".
من جانبه، أوضح مدير شركة ووترويلم، علي عباسي منجيزي، أن الربط بين مواقع معالجة مياه الصرف الصحي ومحطات إنتاج الهيدروجين يُمكن أن يُتيح تحقيق مكاسب تآزرية متعددة.
وقال: "الأهم من ذلك، أنه يُؤمّن إمدادات المياه المستقبلية لإنتاج الهيدروجين في وقت يشهد انخفاضًا في توفر المياه، بسبب تغير المناخ والنمو السكاني".
وأضاف منجيزي: "من خلال هذا المشروع، أظهرنا كيف يُمكن تحقيق هذا الربط باستعمال تقنية ووترويلم لتوفير المياه لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ميناء ليث".
وقال مدير تطوير الأعمال في شركة لوغان إنرجي، كريغ ستيوارت: "يُبرِز مشروع توليد الهيدروجين الأخضر من الشاطئ الدور الحيوي الذي سيؤديه الهيدروجين الأخضر في تحقيق أهداف الحياد الكربوني العالمي".
وتابع: "نحن في لوغان إنرجي، نفخر بالإسهام بخبرتنا ومعدّاتنا المتخصصة في هذا المشروع الرائد.. نتطلع إلى مواصلة تعاوننا مع شركائنا لتوسيع نطاق هذه التقنية، ما يُمكّن المزيد من السفن، في المزيد من المواني، من الرسو والتشغيل دون أيّ انبعاثات".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- مشروع تجريبي لتوليد الهيدروجين الأخضر من الشاطئ من الموقع الرسمي لمجموعة "مواني فورث".
- معلومات إضافية عن المشروع من منصة "إتش 2 فيو".
0 تعليق