برز اسم راشيل بنديان كواحدة من أبرز الشخصيات النسائية التي صنعت لنفسها مكانة مرموقة في عالم السياسة الكندية. فبفضل خلفيتها القانونية ومسيرتها الأكاديمية الحافلة، أصبحت بنديان اليوم وزيرة الهجرة واللاجئين والمواطنة في الحكومة الكندية برئاسة مارك كارني، إضافةً إلى مراكمتها لسجل حافل بالمناصب الوزارية والمهنية التي عززت من مكانتها السياسية.
وُلدت راشيل بنديان في الـ10 من ماي 1980 في مونتريال بمقاطعة كيبيك، وسط عائلة يهودية من أصول مغربية. نشأت في بيئة تقدّر التعليم والعمل الجاد؛ الأمر الذي دفعها إلى دراسة القانون في جامعة ماكغيل، حيث تخرجت عام 2007. تخصّصت في التقاضي التجاري والتحكيم الدولي، مما أتاح لها فرصة العمل في شركة المحاماة المعروفة عالميا Norton Rose Fulbright، قبل أن تخوض تجربة التدريس في كلية الحقوق بجامعة مونتريال.
وشكلت انتخابات عام 2015 بداية المسيرة السياسية الفعلية لبنديان حين ترشحت عن الحزب الليبرالي الكندي في دائرة أوترمونت، حيث واجهت زعيم الحزب الديمقراطي الجديد آنذاك، توماس مولكير؛ لكنها حلّت ثانيةً. لم تستسلم بنديان لهذه النتيجة؛ بل استمرت في عملها السياسي، حيث عينت في منصب رئيسة ديوان وزيرة الأعمال الصغيرة والسياحة.
وفي عام 2019، وبعد استقالة مولكير، قررت خوض الانتخابات الفرعية في الدائرة نفسها. استطاعت هذه المرة تحقيق الفوز بنسبة 40.4 في المائة من الأصوات، لتصبح نائبة برلمانية عن أوترمونت. أعيد انتخابها مرة أخرى في الانتخابات الفيدرالية لعام 2019، حيث حصلت على 46.2 في المائة من الأصوات؛ مما عزّز مكانتها داخل الحزب والحكومة.
لفتت بنديان أنظار القيادات الحزبية الليبرالية، خصوصا مع ما حققته من نجاحات برلمانية؛ ليتم تعيينها سكرتيرة برلمانية لوزراء عديدين، من بينهم وزير الأعمال الصغيرة وترويج الصادرات والتجارة الدولية. وفي الانتخابات الفيدرالية لعام 2021، واصلت نجاحها بحصولها على 45.4 في المائة من الأصوات، لتترقى بعدها إلى مناصب أكثر تأثيرًا.
في 20 دجنبر 2024، تولت بنديان منصب وزيرة اللغات الرسمية والوزيرة المنتدبة للسلامة العامة؛ وهو ما شكّل محطة مهمة في مسيرتها السياسية.
ولم يتوقف طموح بنديان عند هذا الحد؛ ففي 14 مارس 2025، تم تعيينها وزيرة الهجرة واللاجئين والمواطنة في حكومة مارك كارني، وهو منصب استراتيجي يتطلب قرارات حاسمة في ظل التحديات التي تواجه كندا في مجال الهجرة.
إلى جانب مهامها الوزارية، تُعرف راشيل بنديان بارتباطها القوي بمجتمعها المحلي، لا سيما العائلات التي تمثلها في أحياء مونتريال مثل أوترمونت ومايل إند وكوت دي نيج، سعيا منها إلى تحقيق سياسات أكثر شمولية لدعم اللاجئين والمهاجرين وتعزيز التنوع الثقافي في كندا.
على مدار مسيرتها، أثبتت بنديان أن الإرادة والطموح يمكن أن يفتحا الأبواب أمام النجاح في السياسة، حتى لمن يأتون من خلفيات غير تقليدية. واليوم، تواصل رحلتها كإحدى أقوى الشخصيات النسائية في الساحة السياسية الكندية، واضعةً بصمتها في أهم القضايا الوطنية.
0 تعليق