في الآونة الأخيرة، برز اسم المصرفي اللبناني جهاد أزعور كأحد المرشحين المحتملين لتولي منصب حاكم مصرف لبنان المركزي، خلفًا للحاكم المؤقت وسيم منصوري.
ووفقاً لتقارير أفادت بأن الولايات المتحدة تُجري مشاورات مع الحكومة اللبنانية بشأن اختيار الحاكم الجديد، بهدف الحد من الفساد عبر النظام المصرفي اللبناني ولمنع دعم المصرف لحزب الله.
تدخل أمريكي في اختيار حاكم مصرف لبنان المركزي
وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تُجري مشاورات مع الحكومة اللبنانية بشأن تعيين الحاكم الجديد، بهدف ضمان الشفافية في إدارة النظام المصرفي اللبناني، ومنع أي تمويل غير مشروع، كما تحظى هذه العملية بأهمية خاصة، لا سيما بعد انتهاء ولاية رياض سلامة التي استمرت ثلاثين عامًا وانتهت بفضائح مالية.
تثار تكهنات حول مدى إمكانية إجراء تدقيق مستقل في النظام المالي اللبناني كجزء من إصلاحات شاملة، لضمان استقرار القطاع المصرفي واستعادة ثقة المستثمرين وحتى الآن، لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن التعيين، لكن أزعور لا يزال من الأسماء البارزة المطروحة لهذا المنصب.
من هو جهاد أزعور
جهاد أزعور هو خبير اقتصادي لبناني بارز، يشغل حاليًا منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي.
تولى سابقًا منصب وزير المالية في لبنان من عام 2005 إلى 2008، حيث عمل على تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية.
تُشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تُولي اهتمامًا خاصًا بمنصب حاكم مصرف لبنان المركزي، لضمان امتثال النظام المصرفي اللبناني للقوانين الأمريكية التي تمنع تمويل الجماعات المصنفة كفصائل إرهابية، بما في ذلك حزب الله.
مكافحة تمويل الإرهاب عبر النظام المصرفي اللبناني
ووفقا لتقارير لبنانية، أن المسؤولين الأمريكيين قد طرحوا أسئلة حاسمة على المرشحين لمنصب حاكم مصرف لبنان المركزي، منها كيفية مكافحة تمويل الإرهاب عبر النظام المصرفي اللبناني ومدى استعدادهم للتعامل مع حزب الله. وأكد مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن هذه الاجتماعات تُعد جزءًا من الدبلوماسية المعتادة، حيث تقوم الولايات المتحدة بتوضيح توجيهاتها المتعلقة بمؤهلات المرشحين الذين سيتم اختيارهم من قبل الحكومة اللبنانية.
وأضاف المسؤول في تصريح لوكالة رويترز: "المبادئ التي يتم الالتزام بها واضحة، وهي رفض حزب الله وأي شخص مرتبط بالفساد، وهذا يعد أمرًا أساسيًا من المنظور الاقتصادي." وأوضح أيضًا أن الولايات المتحدة تبحث عن شخصية قادرة على تنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة، مع اتخاذ مواقف حازمة تجاه أي محاولات للمحافظة على الوضع الراهن في لبنان.
وأفادت المصادر بأن من بين أبرز الأسماء المرشحة لهذا المنصب، الوزير السابق كميل أبو سليمان، فراس أبي ناصيف، رئيس شركة استثمار، جهاد أزعور من صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى فيليب جبر وكريم سعيد، اللذين يرأسان شركات لإدارة الأصول.
المحافظ القادم سيكون له دور بالغ الأهمية في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تعهدت الحكومة اللبنانية بقيادتها، من أجل إخراج البلاد من الأزمة المالية المستمرة منذ عام 2019، التي أدت إلى إفقار الشعب اللبناني و تدمير الليرة و شل النظام المصرفي.
وفي هذا السياق، تأمل الحكومة اللبنانية في استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على دعم مالي، إلا أن الإصلاحات تظل شرطًا أساسيًا لهذه المفاوضات. كما أن الدول الغربية والعربية تعتبر إصلاحات النظام المالي شرطًا للحصول على أي مساعدات في إعادة إعمار لبنان، الذي دُمر جزء كبير منه إثر الحملة العسكرية الإسرائيلية العام الماضي.
0 تعليق