دفع الحصار الإسرائيلي والقيود المفروضة على المياه غزة إلى حافة كارثة إنسانية، تاركةً العائلات تكافح من أجل البقاء، وفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية.
وأصدرت بلدية غزة تحذيرًا شديدًا من أزمة مياه وشيكة قد تؤدي إلى عطش شديد نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي، والقيود المفروضة على واردات الوقود، والتهديدات بقطع خط المياه الرئيسي الذي يغذي المدينة.
وأكدت البلدية في بيان لها أن خط أنابيب ميكوروت يغذي ما يقرب من 70% من مياه غزة. وأي انقطاع في هذا الإمداد سيكون له عواقب وخيمة، ويعرض الأرواح للخطر، ويفاقم تدهور الصحة العامة، ويزيد من انتشار الأمراض.
وتسيطر شركة ميكوروت الإسرائيلية على إمدادات المياه في غزة سيطرة كاملة، محوّلةً إياها إلى أداة ضغط على السكان المحاصرين.
وعقب انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في أوائل مارس، أعادت إسرائيل فرض حصارها على غزة، مانعةً دخول المساعدات الإنسانية. وتهدف هذه السياسة المتعمدة إلى استخدام التجويع كوسيلة ضغط على حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وإجبارها على الخضوع، وأدى الحصار، إلى جانب قرار قطع الكهرباء، إلى إغلاق محطات المياه والصرف الصحي، مما فاقم الوضع الإنساني المتردي أصلًا.
وهدد المسؤولون الإسرائيليون مرارًا بقطع الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء، في إطار استراتيجيتهم للضغط على حماس. في 4 مارس، صرّح عمري دوستري، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن قطع إمدادات المياه والكهرباء عن غزة لا يزال "مطروحًا" كوسيلة ضغط. وبعد أيام قليلة، أمر وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين بقطع الكهرباء عن غزة فورًا.
ودعت بلدية غزة، على وجه السرعة، إلى تدخل دولي لضمان امتثال إسرائيل للقانون الدولي واستعادة إمكانية الحصول على المياه والوقود لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية.
كما دقّ اتحاد بلديات قطاع غزة ناقوس الخطر، مُشيرًا إلى أنه بدون إمدادات كافية ومستدامة من المياه والكهرباء، ستخرج الأزمة الصحية والبيئية عن نطاق السيطرة. وقد أدى إغلاق محطة تحلية المياه المركزية في غزة بسبب انقطاع التيار الكهربائي إلى معاناة أعداد لا تُحصى من العائلات من أجل الحصول على مياه شرب نظيفة.
هذه الأزمة ليست بجديدة، لكنها وصلت إلى مستويات كارثية في أعقاب القصف الإسرائيلي الذي دمر البنية التحتية والمرافق الأساسية، مما جعل المياه النظيفة ضرورةً يصعب الحصول عليها بشكل متزايد.
مع تشديد الحصار، يواجه الفلسطينيون في غزة مزيجًا مدمرًا من العطش والجوع والنزوح خلال شهر رمضان، حيث يُجبرون على البقاء على قيد الحياة في مخيمات اللاجئين والخيام المؤقتة بعد أن فقدوا منازلهم.
وبدعم أمريكي كامل وفي وضح النهار، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما زال أكثر من 14 ألفًا في عداد المفقودين.
0 تعليق