في لحظة من الفرح غير المتوقع، تلقت الدكتورة رجاء عدلي، التي تبلغ من العمر 62 عامًا، خبر فوزها في مسابقة الأم المثالية التي تنظمها وزارة التضامن الاجتماعي، لتصبح مثالاً يحتذى به للمرأة المصرية المجتهدة.

الأم المثالية رجاء عدلي المشاركة والفوز

لم تكن الأم المثالية رجاء عدلي ، التي تنحدر من مدينة دشنا في شمال محافظة قنا، تخطط للمشاركة في هذه المسابقة، حيث قامت إحدى صديقاتها بتقديم طلب المشاركة نيابة عنها دون علمها، لتتفاجأ لاحقًا بخبر فوزها الذي تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام.

أول تعليق من الأم المثالية رجاء عدلي

على الرغم من نجاحها وإنجازاتها، لم تشعر الأم المثالية رجاء عدلي بأنها قامت بشيء غير عادي، بل عبرت بتواضع قائلة: “لم أفعل شيئًا مميزًا، بل قمت بما هو واجب عليّ مثل أي شخص آخر في الحياة، وأولادي هم من شجعوني”.

في عام 2006، تلقت رجاء صدمة كبيرة بوفاة زوجها، مما جعلها تواجه الحياة بمفردها، وتتحمل مسؤولية تربية ابنيها اللذين كانا لا يزالان في مراحل التعليم.

لم يكن أمامها خيار سوى الاستمرار في المسيرة بمفردها، خاصة أن حلم زوجها الراحل كان أن يصبح أبناؤه أطباء بشريين. وبإصرار لا يعرف المستحيل، قررت أن تسعى لتحقيق هذا الحلم، رغم قلة الموارد، حيث كانت تعتمد على راتب شهري قدره 700 جنيه.

الأم المثالية رجاء عدلي أصبح ابنها وابنتها طبيبين ناجحين

لم يكن الطريق سهلاً، لكن رجاء عدلي تمكنت من خلال تخطيطها الجيد وصبرها وإرادتها القوية من تربية أبنائها على القيم والاجتهاد، حتى تمكنا من الالتحاق بكلية الطب البشري، محققين بذلك حلم والدهما الراحل. واليوم، أصبح ابنها وابنتها طبيبين ناجحين، وهو الإنجاز الذي تعتبره رجاء أعظم تكريم لها.

لم تكن رجاء تسعى للحصول على لقب الأم المثالية، لكنها استحقت هذا اللقب بجدارة. فقد تجسدت فيها المعاني الحقيقية للأمومة، التي تتجاوز مجرد التربية لتشمل التضحية، والجهد المستمر، والعزيمة على تحقيق الأفضل لأبنائها رغم جميع التحديات.