مستشارة شيخ الأزهر: مستمرون في تنظيم ملتقى ثقافات الشعوب لنعزز لدى الوافدين قيم التسامح والتعايش المشترك
رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق ينقل تجاربه للوافدين في المثابرة وتحدي الصعاب لتحقيق التميز
الوافدون: تجربة رئيس الإذاعة تجعلنا نواجه التحديات ونكون أكثر تفاؤلًا وإصرارًا على النجاح والتفوق
واصل مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب بالأزهر الشريف فعاليات "ملتقى ثقافات الشعوب" الذي يعقده بالتعاون مع لجنة الطالب الوافد بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس المجلس، وإشراف الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيسة المركز واللجنة، حيث شهد اليوم مشاركة أكثر من 350 طالبًا وافدًا من مختلف الجنسيات في أجواء رمضانية مميزة، تعكس روح الأخوة والتنوع الثقافي.
وقدم الإذاعي القدير رضا عبدالسلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة السابق، نموذجًا ملهمًا للشباب من خلال استعراض رحلته الحياتية وتحديه للصعاب، تحدث فيها عن التحديات التي واجهها منذ طفولته بسبب ضمور بالذراعين، وكيف استطاع التغلب عليها بالعزيمة والإصرار، وحسن الظن بالله حتى كتب الله له التوفيق فأصبح رئيسًا لأهم إذاعة في الوطن العربي وهي إذاعة القرآن الكريم. كما سلط الضوء على العقبات التي تواجه طلاب العلم خلال مسيرتهم التعليمية والمعيشية، والحكمة التي كانت نبراسًا له في حياته عندما شكا لوالده نظرة الناس إليه فقال له والده: اجعل الناس ينظرون لنجاحك وليس لعجزك، مقدمًا لهم حلولًا عملية ونصائح قيمة حول كيفية التأقلم مع البيئة المحيطة وتحقيق التفوق الدراسي والاندماج في المجتمع، ولاقى حديثه تفاعلًا كبيرًا من المشاركين الذين استلهموا من تجربته دروسًا في المثابرة والتحدي، حيث عبّر العديد منهم عن تقديرهم لهذا النموذج الملهم الذي غرس فيهم روح الإصرار على تحقيق النجاح رغم الصعوبات. وأثرت الندوة في نفوسهم بشكل إيجابي، إذ زادت من حماسهم لمواجهة التحديات التي قد تعترض طريقهم، وعززت لديهم الثقة بقدراتهم، حيث عبّر بعض الطلاب عن شعورهم بأنهم قادرون على تحقيق أحلامهم مهما كانت العقبات، وأن ما سمعوه سيغير نظرتهم للصعوبات التي تواجههم ويجعلهم أكثر تفاؤلًا وإصرارًا.
ثم شارك الطلاب ضمن فعاليات الملتقى في إطلاق مدفع الإفطار الرمضاني، وسرد لهم الدكتور حسام شاكر عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام تاريخ المدفع من عصر السلطان خشقدم حتى وقتنا المعاصر، وارتباط المصريين بصوته وحرص الدولة المصرية على هذا الموروث الثقافي، وقد شكلت هذه التجربة فرصة فريدة للطلاب للتعرف على أحد أبرز العادات الرمضانية في مصر، حيث أبدوا إعجابهم بها، وقاموا بربطها بتراثهم الثقافي في بلدانهم، مما ساهم في تعزيز تبادل الثقافات بين المشاركين.
واختتمت فعاليات اليوم بإفطار جماعي جمع الطلاب في أجواء يسودها الود والتآخي، حيث تبادلوا الأحاديث عن تجاربهم الدراسية والمعيشية، مما عزز لديهم الشعور بالانتماء إلى مجتمع الأزهر. وقد عبّر العديد منهم عن سعادتهم بهذه التجربة التي جعلتهم يشعرون أنهم في وطنهم الثاني، وأكدوا أن الملتقى ساهم بشكل كبير في توثيق علاقاتهم بزملائهم، والتعرف على ثقافات جديدة، واستلهام أفكار تساعدهم في التغلب على تحدياتهم.
ومن جانبها أعربت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين عن سعادتها بتجمع الوافدين تحت مظلة الأزهر في الجامع الأزهر وفي مركز التطوير الأمر الذي يعكس صورة إيجابية للدولة المصرية في احتضانها ورعايتها لطلاب العلم من شتى بقاع العالم مؤكدة أن المركز سيستمر في تنظيم فعاليات هذا الملتقى خلال الأيام المقبلة، في إطار حرص الأزهر الشريف على رعاية طلابه الوافدين، وتوفير بيئة تعليمية وثقافية واجتماعية متكاملة لهم، تعزز من دورهم كسفراء للأزهر في بلادهم، وتنمي لديهم قيم التسامح والتعايش المشترك.
0 تعليق