علي المجبود: "رحمة" تجربة إخراجية مميزة تبرز المعمار وتعمق الشخصية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حقق مسلسل “رحمة”، الذي يعرض عبر قناة “إم بي سي 5″، نجاحا كبيرا في الساحة الدرامية المغربية والعربية؛ فقد استطاع تحقيق الصدارة ودخول المنافسة مع مجموعة من الأعمال العربية، بفضل القصة الإنسانية التي يرويها.

في هذا الحوار مع هسبريس، يتحدث المخرج محمد علي المجبود عن تجربته الإخراجية مع هذا العمل الذي لاقى صدى واسعا لدى الجمهور، مشيرا إلى التحديات التي واجهها أثناء التصوير ومواضيع أخرى.

ما الذي جذبك في سيناريو مسلسل “رحمة”، قبل البدء في العمل عليه؟

بشرى هي التي عرضت عليّ القصة، ووضحت لي بعض التفاصيل عنها. والشيء الذي أعجبني هو الواقع الذي تعيشه هؤلاء الأمهات اللواتي يكافحن من أجل أولادهن، إلى درجة أنهن يضطررن إلى القتال من أجلهم.

ذهبت إلى المركز قبل الشروع في التصوير، وكان هناك العديد من الأمهات مع أولادهن يقاتلن لوحدهن في غياب الآباء؛ فأحببت قصة إظهار تلك المرأة وهي تقاتل من أجل حب طفلها، من أجل إعطائه فرصة أخرى في الحياة، والحب الذي يجمعهم كأسرة.

الشيء الذي أعجبني أيضا في العمل وما ميزه هو أنه في بعض الأحيان، عندما نواجه مشاكل كبيرة وصعبة، يفتح لنا الله طرقا أخرى تكون هي الحل الأفضل. وما ستعيشه رحمة مع تطور الأحداث من قوة أفضل مما كانت ستعيشه مع “داوود” في عالمه المظلم.

حظي كاستينغ المسلسل بإشادة واسعة، كيف تم اختيار الممثلين لأداء الأدوار؟

اختيار كاستينغ العمل كان مشتركا مع كاتبة السيناريو والمنتجة، فكل واحد جلب ممثلا لتقديم دور محدد. وقد اكتشفت ممثلين لم أكن أعرفهم من قبل؛ لكنهم نجحوا في الأدوار التي قدموها أمام الشاشة، ونحن سعداء بالنتيجة النهائية.

ما هي رؤيتك الإخراجية لهذا العمل؟

من المهم أن يعرف الجمهور أننا، الحمد لله، أخذنا وقتنا في هذا العمل وكانت لدينا الإمكانيات الكافية للاشتغال؛ لأن إدارة الممثل تتطلب وقتا لكي تدخله في الشخصية والإحساس بها.. وهذا ليس بالأمر السهل، خصوصا عندما يكون لديك ممثلون مثل “داوود” أو “تورية” يتطلبون التعمق في الشخصية. ونحن كنا محظوظين لأننا تمكنا من العمل بشكل مكثف على هذا المشروع لكي نقدم شيئا بمستوى عالٍ.

ما أحببته في هذا المشروع كثيرا هو أننا أعطينا الوقت الكافي للعمل، حيث من المهم أن تكون لديك فرصة لتقديم شيء جيد ونظيف؛ لأن الجمهور المغربي يستحق أن يشاهد أعمالا مميزة وليست أعمالا تم تصويرها بسرعة أو بدون تخطيط دقيق، لأن ذلك لا يخدم الإنتاج المغربي.

هذا ليس أول مسلسل لي، وكل مسلسل أتعلم منه شيئا جديدا. أعتقد أنني كلما قدمت عملا أرتقي فيه بنفسي، وأصبح أفضل مما كنت عليه في المشاريع السابقة. كما أن الإخراج يحتاج إلى اختيارات مبدعة. المسلسل ليس فقط عن التصوير؛ بل عن الإحساس المشترك بين المخرج والممثل، وهذا هو ما يميز العمل ويجعل الإحساس قويا. لذلك، أنا أنافس نفسي فقط.

كيف تلقيت تفاعل الجمهور مع الديكورات المستخدمة وأسلوب تصوير المشاهد؟

الحمد لله كان عملا جميلا، واشتغلت مع مدير تصوير أجنبي وآخر مغربي؛ لأنني أردت تجربة نمط جديد، سواء على مستوى التصوير أو توزيع المشاهد.

لدينا ديكورات معمارية جميلة جدا، ومدينة الرباط أعجبتني في تصويرها، فأردت أن أعطيها قيمتها لأننا نتوفر على معمار رائع. لذلك، أخذنا وقتنا الكافي في التصوير والإضاءة وأخذ اللقطات، فهناك مشاهد بثوانٍ معدودة تطلبت منا ساعتين في التصوير.

الطاقم التقني للمسلسل أيضا كان احترافيا، والحمد لله قمنا بتصميم الحلقات مشهدا بمشهد؛ وهذا أمر ضروري من أجل الصناعة الفنية المغربية، مع توفر إمكانيات في المستوى تجعلنا نصل إلى نتائج جيدة أقرب للأعمال الأجنبية.

دخل المسلسل المنافسة مع أعمال عربية وحقق أرقاما مهمة، هل كنت تتوقع ذلك؟

صراحة، لم أكن أتوقع هذا النجاح ولم أفكر فيه. اشتغلنا من قلبنا؛ لكننا سعداء بالنتيجة وبفرحة صناع العمل من ممثلين وتقنيين وشركة إنتاج كذلك. فرغم العذاب الذي عشناه والصعوبات في تصوير المشاهد، خاصة المتعلقة بمشاعر البكاء والحزن، فإننا فرحون كثيرا بالشهرة التي وصل إليها المسلسل وتفاعل المغاربة معه.

ما ردك على من يرى أن “رحمة” رفع مستوى الدراما المغربية؟

لا يمكنني الحديث عن هذا لأنني صاحب العمل؛ لكن ما أقوله هو أنني بذلت قصار جهدي في هذا المشروع بالإمكانيات المتوفرة.

ماذا ينتظر الجمهور المغربي في الحلقات المقبلة؟ وهل ستكون النهاية مفتوحة أم تمهيدا لجزء ثانٍ؟

الحلقة الثلاثون نسيتها، وأتمنى أن يتابع الجمهور المسلسل إلى النهاية، وأن يبقى في نفس المستوى والجودة التي انطلق بها، وإن شاء الله من الممكن أن يكون جزء آخر.

كلمة أخيرة

شكرا كثيرا على الحب الذي وصلنا منكم في هذا المسلسل، ونتمنى أن تنال الحلقات المتبقية إعجابكم، وشكرا لجريدة هسبريس.

" frameborder="0">

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق