أحدثت تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مع الإعلامي تاكر كارلسون، على منصة (إكس)، حالة واسعة من الجدل، رغم أن الكثير من الخبراء أكدوا أن التصريحات واقعية، وتعكس مدى تفهم الإدارة الأمريكية الجديدة كثير من أبعاد الأزمة.
ويتكوف يقول مع الإعلامي تاكر كارلسون المعروف برفضه الشديد للحرب على غزة، إن اضطرابات يمكن أن تحدث في مصر حيث يرى الناس الأوضاع عن غزة كنقطة اشتعال وغضب.
صرح ويتكوف، بأن حركة حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها، لكنها لا يمكن أن تكون جزءًا من إدارة غزة مستقبلا، وأنه لا يعتقد أن بالإمكان التخلص منها (حماس)، كونها فكرة إيديولوجية، وليس مجرد تنظيم سياسي.
وعن رؤيته لحركة حماس قال ويتكوف: "لا أعتقد أنهم منغلقون أيديولوجيًا، وعندما تفهم أنهم يريدون الحياة حينها تستطيع التحدث معهم بطريقة أكثر فاعلية"، مضيفًا: "ما سمعناه في بداية هذا النزاع أن حماس منغلقون ومستعدون للموت، وكنت أعتقد أنهم يربطون الأحزمة الناسفة على الأطفال، لكن كان لدي اعتقاد شخصي أنهم ليسوا كذلك، وعندما تعتقد أنهم يريدون الحياة والبدائل تستطيع أن تتحدث معهم".
وأكد ويتكوف، وجود أمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قريبا، وشدد على ضرورة إيجاد حل يرضي جميع الأطراف لتجنب تكرار أحداث 7 أكتوبر.
الباحث محمد شهدي، كتب عبر صفحته على موقع التواصل "فيسبوك": "بصراحة لم أفهم من تصريحات ستيف ويتكوف أنه يهدد مصر والأردن والدول العربية. على العكس تماما، الرجل يدافع عن موقع هذه الدول وسط حرب غزة وكيف يمكن أن تتأثر بأي حالة غضب تثير تظاهرات نتيجة مشاهد القتل والحرب. فكان شرحه "للمشاهد الأميركي" كيف أن دول الجوار أو الدول التي تتعاطى مع ملف غزة تعيش أجواء اضطراب اجتماعي واقتصادي فأي شرارة من الخارج ستُفجرها".
يضيف شهدي: "ويتكوف ليس مفكرا ينمق حديثه وبالتالي إجاباته توضع ضمن سياق السؤال. والسؤال طُرح بصيغة عاطفية من مذيع معروف عنه معارضته للحرب غي غزة وانحراط الولايات المتحدة فيها.. والسؤال نصا كان:
هناك قلق كبير، أنت تعلمه، ينتاب كثير من دول الجوار من أن الصراع في غزة -والذي يُبث على هواتف آيفون كل شخص- فقد قُتل كثير من الناس في غزة والكثير من الأطفال، وهذا يؤجج مشاعر الغضب في شعوب بعض هذه الدول وخاصة مصر والأردن إلى درجة أن حكومات هذه الدول قد تنهار وتتسبب في انهيار عارم وخاصة في أوروبا، هل هذا عامل قلق؟
كان رد ويتكوف القاطع "عامل ضخم".
مضيفا "أعتقد أن الملك عبدالله في الأردن قام بعمل رائع.. عمل مدهش، في إيجاد طريقة لكيفية التعامل مع هذا التخوف من عدم الاستقرار. لكن أعتقد أنه محظوظ في ذلك.
أما مصر فهي نقطة ملتهبة. فكل ما تحقق لنا في المنطقة، مثل التخلص من السنوار ونصرالله وغيرهما، قد ينقلب رأسًا على عقب لو خسرنا مصر.
صحيح أن ما تحقق في سوريا من التخلص من الأسد إنجاز كبير في المنطقة لم يكن أحد يتوقعه بسرعة، لكن مصر وضعها مقلق، فمعدلات البطالة مرتفعة وتصل بين الشباب لنسبة 45% ولايمكن لبلد ان يبقى بهذا الوضع، وهم مفلسون إلى حد كبير، ويحتاجون للكثير من العون. ولو وقع حدث سئ بمصر فسيأخذنا ذلك للوراء كثيرًا".
يتابع: "الحقيقة لو أن طرفا عليه أن يقلق من هذه المقابلة فهو اللوبي الإسرائيلي ونتنياهو الذي يتعامل مع إدارة لا "تشيطن حماس" وقال عنها ويتكوف خلال المقابلة أنها "حركة ليست منغلقة ومنفتحين ويحتاجون لبدائل وأنه غير تفكيره تجاههم لأنه كان يعتقد أنهم يلبسون الأحزمة الناسفة وفقط.. وأنهم يريدون الحياة وأنه يمكن نزع سلاحهم وبقاءهم في غزة لفترة". إلى جانب قطر التي دافع عنها بشدة وقال أن نواياها في الوساطة طيبة وكل ذلك يزعج إسرائيل".
يوضح شهدي في تعليقه: "الإدارة الأميركية الحالية أثبتت أنها تهتم لاستقرار الدول العربية المعنية بملف غزة في أكثر من موقف، الإدارة استثنت مصر من وقف المساعدات الخارجية في إشارة واضحة لمساندتها للقاهرة حتى بعد خلال الهدنة. كما أنها سارعت لتوضيح موقف الأردن بعد الالتباس الذي حصل خلال اجتماع ملك الأردن مع ترمب في المكتب البيضاوي وما صاحبه من جدل بشأن موقف الملك، وفي حدث استثنائي وجه ترمب فيديو للأردنيين يشكرهم ويشكر الملك عبدالله وبالتالي السياق الذي توضع فيه تصريحات ويتكوف يكن أنه تحذير لدعاة الحرب وتصعيدها وأن استمرارها يعني تهديدا للمنطقة التي أتى ترمب يعدها بسلام واستقرار دائمين.
قال ويتكوف عن حماس نصا:
لا أعتقد أنهم منغلقون أيديولوجيًا إلى هذا الحد. لم يكونوا عنيدين أيديولوجيًا. لم أصدق ذلك قط. بالمناسبة. أعتقد أنهم يُشغّلون قاذفات قنابل انتحارية على أطفال صغار لا يعرفون ما يفعلون، أليس كذلك؟ يروون لهم قصة. وبمجرد أن نفهم ذلك، بمجرد أن نفهم أنهم يريدون الحياة، سنتمكن من التحدث إليهم بطريقة أكثر فعالية.
ماذا تريد حماس؟ أعتقد أنهم يريدون البقاء هناك ويريدون حكم غزة. وهذا غير مقبول. لكن، ما نقبله هو ضرورة نزع سلاحهم، وربما يمكنهم البقاء هناك قليلًا، والانخراط سياسيًا، لكن لا يمكنهم ذلك. لا يمكننا السماح لمنظمة إرهابية بالسيطرة على غزة، لأن ذلك لن يكون مقبولًا لإسرائيل. حينها سنعيش نفس التجارب التي مررنا بها كل 5 أو 15 عامًا.
فيما يخص مسألة التهجير، أشار ويتكوف مرة أخرى أن مقترح الرئيس "أثار نقاشا.. ودفع الأطراف لتقديم مقترحات" وهي الصيغة التي تلجأ لها الإدارة دفاعا عن أن خطة ترمب غير قابلة للتطبيق، ويتكوف فقط أعاد التكرار على أن إعادة الإعمار تحتاج 15 عاما.
0 تعليق