كان أحمد رمزي يقود سيارته بسرعة بصحبة صديقه علي لملوم ، وفجأة لاحظ وجود سيارة رمادية اللون تمر بجانبه وتتخطاه، فما كان من أحمد رمزي إلا أن ضغط بقوة على البنزين، لتنطلق سيارته كالسهم وهو يضيق الخناق على السيارة التي تسابقه ، على سبيل الهزار، وهو لا يعرف أن من يقودها الملك فاروق بنفسه.
أما الملك فاروق فلم تظهر عليه علامات الغضب، وكل ما فعله هو أنه ابتسم، وفي المقابل شعر أحمد رمزي وصديقه بالذعر والذهول، قبل أن يلوذا بالفرار.
ظل أحمد رمزي حبيس منزله لمدة ثلاثة أيام، خوفا من رد فعل الملك، لكن الأسابيع والشهور مضت دون أن يحدث شئ، أو يطلبه أحد، ليتأكد أحمد رمزي أن الملك لم يغضب منه.
روى أحمد رمزي القصة في مقابلاته التلفزيونية، وهو يشيد بأخلاق الملك فاروق ورد فعله الودود الذي لم يتوقعه.
أحمد رمزي يرفض دراسة الطب
ولد أحمد رمزي يوم ٢٣ مارس ١٩٣٠، والده طبيب مصري، والدته اسكتلندية، وله شقيق واحد هاجر إلى بريطانيا ليدرس الطب، واستقر هناك، والتحق أحمد رمزي بكلية الطب بناءً على رغبة والده، وترك الكلية الطب بعد عامين فقط، ليلتحق بكلية فيكتوريا لدراسة التجارة، وأثناء الدراسته التقى بصديق عمره عمر الشريف.
الخادمة أول أدوار أحمد رمزي
أثناء دراسته بـ" فيكتوريا" كان يتابع بروفات المسرحيات المدرسية، وتقليد أبطالها من باب التهريج، وذات مرة كانت المسرحية التي تتدرب عليها فرقة التمثيل هى «الرجل والسلاح» وحفظ الفنان أحمد رمزي المسرحية من كثرة مشاهدتها، وفي يوم العرض لم تحضر الممثلة التى تقدم شخصية الخادمة، فعرض أحد زملاء أحمد رمزي على المخرج أن يستعين بأحمد رمزي ليقدم الدور ، ووافق المخرج ليقوم رمزي بتمثيل دور الخادمة، ونال إعجاب الجمهور كما أعجب به المخرج الإنجليزي.
أثناء وجود أحمد رمزي بمحل جروبي بوسط القاهرة مع صديقه عمر الشريف، التقى الإثنان بصديق لهما كان بصحبة المخرج يوسف شاهين، وكانوا يجلسون على طاولة واحدة يتبادلون الحديث، ولكن عين يوسف شاهين كانت تفحص الإثنين لاكتشاف كل منهما بعد أن لفت نظر يوسف شاهين وسامتهما، وتحدث يوسف شاهين عن فيلمه الجديد «صراع في الوادي» أثناء جلسوهم على الطاولة، وفي تلك اللحظة تمنى أحمد رمزي أن يكون البطل، ولكن المفاجأة اختيار صديقه عمر الشريف ليقوم بدور البطولة لفيلمه.
وبعد ذلك التقى أحمد رمزي مع المخرج حلمي حليم أثناء وجوده في أحد نوادي البلياردو مع صديقه عمر الشريف، فلفت نظر المخرج حلمي حليم بنيانه القوي الذي يتمتع به أحمد رمزي وأسلوب حديثه الممتع وخفة ظله، فقام حلمي حليم بترشيح رمزي للاشتراك في فيلم «أيامنا الحلوة» ومن هنا بدأ مشواره الفني.
اعتزال أحمد رمزي
اتخذ أحمد رمزي قرار الاعتزال من أجل التفرغ للتجارة، ونجح في بناء سفينة عملاقة بالاقتراض من البنوك من أجل توسيع المشروع ، ومع إندلاع حرب الخليج الثانية، خسر مشروعه، و صدرت أحكام بحبسه،ما دفعه للهروب مع أسرته خارج مصر،ولم يتمكن من الرجوع إلا بعد تسوية أموره المالية بعد 10 سنوات، و شارك في بطولة أعمال فنية لم يشعر بالرضا تجاهها، وشعر أنها لا تليق بمشواره الفني .
عاش رمزي سنوات حياته الأخيرة بالساحل الشمالي، وتوفى عام 2012 عن عمر يناهز الـ82 عاما.
0 تعليق