تخطو صناعة النقل البحري خطوةً كبيرةً نحو الاستدامة، مع الاستعداد لتطوير أول سفينة شحن عامة حيادية الكربون تعمل بالهيدروجين السائل في العالم، عبر إطلاق مبادرة "إتش2 إي إس تي آي إيه" (H2ESTIA) .

وتشكّل المبادرة الهولندية الطموحة ركيزة أساسية للخطة الرئيسة التي يتبنّاها قطاع النقل البحري في أوروبا؛ إذ تضع معيارًا جديدًا لإزالة الكربون من صناعة الخدمات اللوجستية البحرية في القارة العجوز.

ويركّز المشروع على تصميم وبناء وتجربة سفينة شحن تعمل بالهيدروجين السائل، التي سيقتصر نطاق عملها في بحر الشمال وخارجه، وصُمّمت السفينة خصوصًا لنقل البضائع السائبة؛ ما يُسهم في القضاء على الانبعاثات الكربونية الضارة.

ووفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لا يُنتِج قطاع الشحن البحري المسؤول عن نقل قرابة 90% من التجارة العالمية سوى نحو 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم. ويُتوقع أن تزيد تلك النسبة خلال السنوات المقبلة حال عدم اتخاذ تدابير أشد صرامة لمكافحة التلوث.

مشروع جديد

أطلقت شركة داتش إنفوفيشن كومباني (Dutch Innovation Company) إن آي إم (NIM) مشروعًا جديدًا يستهدف تطوير أول سفينة شحن عامة حيادية الكربون تعمل بالهيدروجين السائل في العالم.

ويحظى مشروع "إتش2 إي إس تي آي إيه" بدعم تحالف يتكوّن من شركات الشحن البحري والتقنية، وهي: "تي إن أو" (TNO)، و"إم إيه آر آي إن" (MARIN)، وجامعة توينتي، إلى جانب شركات كريوفات (Cryovat)، وإنجين إكس (EnginX)، وإنكونتك (Encontech) وجمعية التصنيف رينا (RINA)، ووزارة البنية التحتية وإدارة المياه في هولندا.

وستتولى شركة فان دام شيبينغ (Van Dam Shipping) -وهي شركة عائلية تنشط في مجال الشحن البحري والداخلي القصير- مهام إدارة السفينة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويخطط المشروع الذي يتبنّى نهجًا متكاملًا بشأن نظام الدفع بالهيدروجين، لتجهيز السفينة بنظام تخزين وتزويد الهيدروجين المبرد حديثًا؛ مما يتيح التعامل الآمن وتخزين الهيدروجين السائل في درجات حرارة منخفضة للغاية.

وسيُزوَّد نظام الدفع الرئيس للسفينة بنظام خلية وقود هيدروجين وبطاريات، كما ستجمع أول سفينة شحن عامة حيادية الكربون تعمل بالهيدروجين السائل في العالم بين الدفع المدعوم بالرياح، وحلول استعادة الحرارة المهدرة، بهدف خفض معدلات استهلاك الهيدروجين وتعزيز كفاءة الطاقة.

التوأم الرقمي

تُزوّد السفينة بتقنية التوأم الرقمي لبناء نموذج افتراضي للسفينة؛ مما يُتيح المراقبة في الوقت الفعلي، وتحسين الكفاءة التشغيلية إلى أقصى حد، وتعزيز إجراءات السلامة، وفق ما قالته شركة "إن آي إم".

وعبر مشروع "إتش2 إي إس تي آي إيه"، يتطلّع الشركاء في المشروع إلى إثبات الجاهزية التقنية والجدوى الاقتصادية للسفينة؛ ما يضمن إمكان نشر مثل تلك السفن تجاريًا على نطاق واسع.

كما يخطّط الشركاء لمواجهة التحديات التي قد تعرقل نجاح المشروع، مثل اعتماد أنظمة الهيدروجين، وإدارة المخاطر وتدريب طواقم العمل؛ مما يمهّد الطريق أمام الدمج الآمن لتقنية الهيدروجين في العمليات البحرية.

وقال رئيس قطاع التقنية في شركة "إن آي إم"، ساندر روزجين، إن "إتش2 إي إس تي آي إيه" هو مشروع ريادي للشحن التجاري، مضيفًا: "عبر دمج تقنية الهيدروجين مع الإبداع الرقمي، فإننا نثبت أن الشحن حيادي الكربون لا يمثّل مجرد رؤية فحسب، بل إنه واقع قابل للتحقيق"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة فان دام شيبينغ، جان فان دام: "بالتوازي مع مشروع أول سفينة شحن عامة حيادية الكربون تعمل بالهيدروجين السائل في العالم، فإننا نعمل على تأمين الإمدادات، بالإضافة إلى التزود بالوقود والخدمات اللوجستية اللازمة".

وأضاف فان دام: "هذا جهد مشترك؛ إذ إن سفينة واحدة لا تغطي الطلب الكافي؛ والتعاون في تلك المرحلة هو ما يُحوّل طموحاتنا إلى واقع ملموس".

يُشار إلى أن شركة "إن آي إم" كانت قد تعاونت في عام 2024 مع شركة التقنية السويسرية إي إتش غروب (EH Group)، لتحقيق تقدم في عملية تطوير أنظمة خلايا وقود الهيدروجين المصممة خصوصًا لصناعة الشحن البحري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.تطوير أول سفينة شحن عامة حيادية الكربون تعمل بالهيدروجين السائل في العالم من موقع أوفشور إنرجي.