مصر تتحرر من هيمنة الدولار.. ...

بانكير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لو قلت لك إن مصر ممكن تستغنى عن الدولار في تجارة القمح مع روسيا .. هتصدقني؟ .. طب لو قولتلك  إن السلع اللي بنستوردها من الصين زي الموبايلات والأجهزة الكهربائية والعربيات ممكن ندفع تمنها بالجنيه المصري  .. طب إيه رأيك لو أزمة شح الدولار اللي بنعاني منها من سنين تتحل فجأة بسبب اتفاقيات تبادل العملات المحلية ؟

مصر مؤخرا بتدخل عصر جديد .. عصر تبادل العملات المحلية مع الدول المتعاونة زي روسيا والصين .. وده مش مجرد كلام في الهوا .. ده ممكن يكون المفتاح السحري اللي يطلّعنا من أزمة الدولار .. بس ازاي؟ .. وإيه اللي هيتغير في حياتنا لو ده حصل؟ 
أول حاجة لازم نكون فاهمينها .. اتفاقيات تبادل العملات المحلية دي يعني إيه؟

ببساطة .. مصر هتبدأ تتعامل مع دول زي روسيا والصين بعملاتها الخاصة .. يعني بدل ما نشتري القمح من روسيا بالدولار .. هنشتريه بالروبل الروسي أو بالجنيه المصري .. ونفس الحكاية مع الصين .. بدل ما ندفع دولار عشان نجيب بضاعة .. هندفع باليوان أو بالجنيه .. الفكرة إننا بنشيل الدولار من الصورة .. وده بيحل مشكلة كبيرة أوي .. لأن الدولار دلوقتي هو اللي بيستنزف احتياطي النقد الأجنبي بتاعنا .. وبيخلّي استيراد الحاجات الأساسية زي الأكل والدوا حاجة صعبة.

طب ايه أهمية الخطوة دي؟

تخيّل معايا الكام رقم دول .. مصر بتستورد حوالي 12 مليون طن قمح كل سنة .. معظمهم من روسيا .. وفاتورة القمح دي بتكلف حوالي 4.5 مليار دولار .. ده غير الزيوت والفول والسلع اللي بنعتمد عليها يومياً .. لو بقينا نشتري القمح ده بالروبل أو بالجنيه .. الدولارات دي هتوفر .. ونقدر نستخدمها في حاجات تانية زي تطوير المصانع أو المدارس .. ومع الصين كمان .. التجارة بينا وبينهم وصلت 16 مليار دولار في آخر إحصائية .. لو نص المبلغ ده بقى باليوان أو بالجنيه .. هنخفف الضغط على الدولار بشكل رهيب.

والحقيقة إن مصر بدأت فعلاً .. في 2016 وقّعت مع الصين اتفاقية تبادل عملات بـ 18 مليار يوان .. يعني حوالي 2.6 مليار دولار .. وفي 2023 تم تجديد الاتفاق ده مع خطط توسيع .. وروسيا كمان بدأت تقبل الجنيه المصري في التعاملات من 2023.

الموضوع ما وقفش هنا .. في 2024 مصر انضمت رسمياً لمجموعة بريكس .. اللي بتضم روسيا والصين والهند والبرازيل .. وكلهم بيحاولوا يقللوا اعتماد الدولار في التجارة .. وده بيدي مصر فرصة ذهبية .. تخيّل إنك توفر حوالي 10 مليار دولار سنوياً من التبادل مع الدول دي .. ده معناه إن السوق السوداء للدولار اللي بتضرب في الأسعار هتضعف .. والجنيه هيبدأ يقوى .. لأن الطلب على الدولار هيقل.

طب ده هيأثر على الواردات ازاي؟

بص يا سيدي .. لو السلع الأساسية زي القمح والفول بقت تيجي بعملات محلية .. تكلفتها هتبقى أقل .. والتاجر مش هيضطر يشتري دولار من السوق السوداء بضعف السعر .. يعني الأسعار في السوق هتهدى .. وكمان لو وفرنا دولارات .. هنقدر نستورد حاجات زي التكنولوجيا والماكينات .. ونبدأ نصنّع بدل ما نستورد كل حاجة.
طب ازاي ده ممكن يكون حل سحري لأزمة نقص الدولار ؟

شح الدولار هو اللي بيخنق الاقتصاد المصري دلوقتي .. فى أوقات كتير التجار كانوا مش لاقيين دولار يستوردوا بيه .. فالأسعار بتطلع للسما .. والاحتياطي النقدي بيقل كل يوم .. لكن لو اتعاملنا بعملاتنا .. الضغط ده هيروح .. ومصر هتبقى أقوى في مواجهة الأزمات العالمية .. زي ما حصل في 2022 لما أزمة الحرب الروسية الأوكرانية ضربت العالم .. مصر لو كانت ساعتها معتمدة على الروبل في استيراد القمح .. كان ممكن توفر مليارات.

بس في تحديات بردو .. لازم مصر تزود صادراتها للدول دي عشان الميزان ما يبقاش مايل .. ونحتاج آليات واضحة للتبادل .. لكن اللي أكيد إننا بنكتب صفحة جديدة .. مصر بتدخل عصر بيقلل من هيمنة الدولار .. ويخلّي الاقتصاد أقوى .. ويحمي جيوبنا كلنا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق