كشفت معطيات صادرة عن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني عن كون إنتاج العجائن والكسكس بالمغرب يحتاج ما بين 6 و7 ملايين قنطار سنويا من القمح الصلب Blé dur، في حين يصل رقم المعاملات الذي يحققه هذا القطاع تقريبا إلى 2,7 ملايير درهم.
وقدّرت المعطيات ذاتها معدل مبيعات هذا القطاع على المستوى الوطني بـ230 ألف طن سنويا، في حين تسجل كميات الصادرات إلى الخارج مستوى 70 ألف طن في السنة، مع اللجوء في الوقت نفسه إلى استيراد حوالي 7 آلاف طن سنويا منها.
وبحسب المصدر نفسه فإن دول القارة الإفريقية تعتبر المشتري الأول للكسكس والعجائن المنتجة بالمملكة، وتتصدر السنغال قائمتها؛ فيما تحظى هذه المنتجات في المرتبة الثانية بطلب متواصل من بلدان الاتحاد الأوروبي.
وتنشط في قطاع إنتاج هذه المواد بالمملكة حوالي 21 وحدة صناعية، تتوزع على مدن مختلفة بربوع المملكة، بما فيها الدار البيضاء، سلا، فاس، مكناس، وجدة، مراكش، فضلا عن مدينة آسفي، في حين تصل القدرة الإنتاجية السنوية لهذه الوحدات الصناعية إلى 700 ألف طن.
ويشغل هذا القطاع، وفق المصدر نفسه، حوالي 2000 من اليد العاملة، بشكل مباشر، و4000 بطريقة غير مباشرة، وذلك رغم كون الوحدات الصناعية المستثمرة في القطاع تشتغل بأقل من نصف قدرتها الإنتاجية الإجمالية.
في السياق نفسه كشفت المعطيات ذاتها أن كل مغربي يستهلك حوالي 3,5 كيلوغرامات من العجائن والكسكس في السنة، وهي أرقام تظل منخفضة عن تلك التي تخص دول المنطقة، حيث يصل هذا الرقم بتونس إلى حوالي 14 كيلوغراما سنويا لكل فرد.
كما أشار المكتب إلى أن المنتجين المغاربة لهذه المواد يجدون أنفسهم أمام صعوبات لوجيستية في نقلها إلى الدول الإفريقية، تتمثل أساسا في ارتفاع الرسوم الجمركية المفروضة عليها بما يتراوح بين 40 و45 في المائة؛ ولفت كذلك إلى أن “حالة فرط القدرة الإنتاجية لدى هذه الوحدات يزيد من حدة المنافسة بينها (بمعنى أن هذه الوحدات لها القدرة على العمل بما يتجاوز طلب السوق على هذه المنتجات)، ما يساهم في ضغط الهوامش، في سياق ارتفاع تكاليف المواد الأولية”.
تجدر الإشارة إلى أن المرسوم رقم 2.22.136 المتعلق بالجودة والسلامة الصحية للكسكس والعجائن الغذائية التي يتم تسويقها، الذي أعدته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، صدر ضمن العدد رقم 7096 من الجريدة الرسمية سنة 2022.
وكانت هذه المقتضيات منعت “خلط القمح اللين مع منتجات متأتية من طحن حبوب أخرى؛ بما في ذلك القمح الصلب أو القطاني أو البذور المستعملة في تحضير الكسكس والعجائن الغذائية، باستثناء الكسكس الذي يتم تحضيره وفق طرق تقليدية داخل المؤسسات التي لا يتجاوز إنتاجها طنا واحدا في اليوم”؛ كما أكدت على ضرورة توفّر مؤسسات ومقاولات إنتاج أو معالجة الكسكس أو العجائن الغذائية أو تحويلها أو تلفيفها أو توضيبها أو توزيعها أو تخزينها أو حفظها على الترخيص على المستوى الصحي، مع وجوب تلفيف هذه المنتجات الغذائية أو توضيبها في حاويات ملائمة ومغلقة ونظيفة وجافة تمكن من المحافظة على جودتها وسلامتها الصحية.
0 تعليق