عالم كرة القدم مليء بالأندية العريقة ذات الجماهيرية الجارفة والتاريخ الطويل، لكن الغريب أن بعض هذه الفرق لم تتمكن حتى الآن من التتويج بأي لقب كبير، رغم ما تمتلكه من إمكانيات وقاعدة جماهيرية هائلة. في هذا التقرير، نستعرض أبرز هذه الأندية التي لا تزال تبحث عن لحظة المجد الأولى.

وتناول تقرير نشره موقع "GiveMeSport" العالمي أبرز الأندية التي لا تزال تبحث عن لحظة المجد الأولى في كرة القدم وأبرزهم:

1- فولهام (إنجلترا)

يُعد فولهام أقدم نادٍ محترف في لندن، حيث تأسس عام 1879، لكنه لم يحقق أي لقب كبير طوال تاريخه الممتد لأكثر من 145 عامًا. رغم فوزه بكأس إنترتوتو عام 2003، إلا أنه فشل في تحقيق كأس الاتحاد الإنجليزي بعد خسارته في النهائي عام 1975، كما خسر نهائي الدوري الأوروبي عام 2010. على مستوى الدوري، لم يتمكن فولهام من ترك بصمة واضحة، حيث اقتصرت إنجازاته على الفوز بألقاب الدرجة الأولى والثانية في فترات مختلفة. رغم ذلك، يواصل عشاقه الحلم برؤية الفريق ينافس على الألقاب الكبرى يومًا ما، في ظل محاولاته المتكررة للبقاء ضمن الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز.

2- كريستال بالاس (إنجلترا)

رغم عدم فوزه بأي لقب كبير، يظل كريستال بالاس أحد الفرق التي تطمح لتحقيق إنجازات كبيرة. يعود أبرز نجاحاته إلى احتلال المركز الثالث في الدوري الإنجليزي عام 1991، كما وصل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي مرتين، عامي 1990 و2016. آخر ألقابه تعود إلى عام 1994 حين فاز بدوري الدرجة الأولى، كما توج بلقب البطولة عام 1979. ورغم استقراره في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال السنوات الأخيرة، لم يتمكن الفريق من دخول المراكز الستة الأولى منذ انطلاق المسابقة بحلتها الجديدة عام 1992، لكنه يواصل العمل من أجل تحقيق اختراق تاريخي في المستقبل.

3- برايتون وهوف ألبيون (إنجلترا)

يواصل برايتون رحلته نحو المجد بعد أن صنع اسمه كواحد من الفرق المتطورة في إنجلترا وأوروبا. تأسس عام 1901، ولم يفز بأي لقب كبير رغم وصوله إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1983، حيث خسر أمام مانشستر يونايتد. لكن الفريق حقق بعض النجاحات المحلية مثل الفوز بدروع الاتحاد الإنجليزي ودوري الدرجة الأولى والثانية في فترات متفرقة. بعد صعوده إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2017 عقب غياب طويل، استمر في التطور تحت قيادة المدرب روبرتو دي زيربي، حيث احتل المركز السادس في موسم 2022/2023، محققًا أفضل ترتيب في تاريخه، ليحجز مقعده في الدوري الأوروبي لأول مرة في تاريخه.

4- يونيون برلين (ألمانيا)

رغم تاريخه الطويل، لا يزال يونيون برلين يبحث عن لقبه الكبير الأول. تأسس النادي عام 1906، ثم أعيد تأهيله عام 1966 بعد إعادة تنظيم كرة القدم في ألمانيا، ونجح في الفوز بكأس ألمانيا الشرقية عام 1968. كما وصل إلى نهائي كأس ألمانيا عام 2001، وفاز بلقب الدرجة الثالثة في 2009. ورغم مشاركته في الدوري الألماني منذ عشرينيات القرن الماضي، انتظر حتى موسم 2018/2019 ليبدأ مشواره في البوندسليغا. في السنوات الأخيرة، نجح الفريق في فرض نفسه كقوة صاعدة، حيث تأهل لدوري المؤتمر الأوروبي في 2022، ثم الدوري الأوروبي في 2023، وأخيرًا إلى دوري أبطال أوروبا موسم 2023/2024، ليواصل كتابة فصول جديدة في مسيرته.

5- واتفورد (إنجلترا)

ينتظر عشاق واتفورد بفارغ الصبر عودة فريقهم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يواصلون دعمه على أمل تحقيق المجد. رغم عدم فوزه بأي بطولة كبرى، كان واتفورد قريبًا من تحقيق الإنجازات، إذ حلّ وصيفًا للدوري الإنجليزي عام 1983 بعد خسارته أمام ليفربول، كما بلغ نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1984 لكنه خسر 2-1 أمام إيفرتون. عاد الفريق إلى المشهد مجددًا في نهائي 2019، لكنه تلقى هزيمة ثقيلة بنتيجة 6-0 أمام مانشستر سيتي. يُعد واتفورد واحدًا من الفرق القليلة التي احتلت المركز الثاني في الدوري الإنجليزي دون أن تتوج باللقب، ويستمر في مساعيه لتحقيق حلم طال انتظاره.

6- فرايبورغ (ألمانيا)

يُعرف نادي فرايبورغ بتاريخ طويل من الحضور المميز في الكرة الألمانية، لكنه لم ينجح حتى الآن في إضافة أي لقب كبير إلى خزائنه. تأسس عام 1904، وشهد محطات بارزة مثل قيادة فولكر فينكه للنادي لمدة 16 عامًا متتالية (1991-2007)، وهو الرقم القياسي الأطول في الكرة الألمانية حتى تجاوزه فرانك شميدت مع هايدنهايم في 2023. كما أن يواكيم لوف، مدرب ألمانيا الفائز بكأس العالم 2014، يُعد ثالث هداف تاريخي للنادي.

أقرب محاولة لفرايبورغ لكسر هذا الجفاف كانت في نهائي كأس ألمانيا موسم 2021/2022، لكنه خسر أمام آر بي لايبزيج بركلات الترجيح. ورغم أنه لم يُتوج بأي لقب محلي أو أوروبي، إلا أن استمراريته في البوندسليغا وأداؤه القوي جعلاه من الفرق المرموقة في ألمانيا.

7- ليغانيس (إسبانيا)

رغم تواضع تاريخه مقارنة بكبار الليغا، استطاع ليغانيس خطف الأنظار بفضل لحظات تاريخية مميزة. تأسس عام 1928، وقضى أغلب مسيرته في الدرجات الأدنى، قبل أن يحقق صعوده التاريخي إلى الدوري الإسباني في 2016، ليصبح خامس فريق من منطقة مدريد يلعب في الليغا.

أبرز إنجازاته كان في كأس ملك إسبانيا 2018، عندما فجّر مفاجأة مدوية بإقصاء ريال مدريد من ملعبه "سانتياغو برنابيو" في ربع النهائي، ليصل إلى نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه. لكنه لم يحقق أي لقب حتى الآن، ويواصل محاولاته للصعود مجددًا إلى دوري النخبة الإسباني بعد هبوطه في 2020.

8- ديبورتيفو مالدونادو (أوروغواي)

رغم اقترابه من الاحتفال بمرور 100 عام على تأسيسه، لا يزال ديبورتيفو مالدونادو يبحث عن لقبه الأول. تأسس عام 1928، ولعب لفترات طويلة في الدرجات الأدنى، لكنه نجح في السنوات الأخيرة في تقديم مستويات جيدة في دوري الدرجة الأولى الأوروغوياني.

ما يجعل مالدونادو مميزًا هو دوره في تصدير المواهب، حيث مرّ عبره لاعبون مثل أليكس ساندرو (يوفنتوس)، جيرونيمو رولي (أياكس)، وألان (نابولي، إيفرتون). رغم عدم فوزه بأي لقب، فقد احتل المركز الثالث في بطولتي الافتتاح والختام عام 2022، وبلغ دور الـ16 من كأس أوروغواي في 2023.

9- ويمبلدون (إنجلترا)

يُعد نادي AFC Wimbledon مثالًا فريدًا في كرة القدم الإنجليزية. تأسس عام 2002 على يد جماهير ويمبلدون السابق بعد نقل النادي الأصلي إلى ميلتون كينز وإعادة تسميته بـ "ميلتون كينز دونز"، ليصبح الفريق الجديد العدو اللدود للنادي القديم.

رغم انطلاقه من الدرجات الدنيا، تمكن ويمبلدون من الصعود إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزية في 2016، ووصل إلى الدور الخامس من كأس الاتحاد الإنجليزي في 2019. لا يزال يبحث عن لقبه الأول، لكنه يُعد من الأندية التي تحقق تقدمًا سريعًا في الكرة الإنجليزية.

10- كراسنودار (روسيا)

رغم حداثة تأسيسه في 2008، فرض نادي كراسنودار نفسه كأحد الفرق الطموحة في الكرة الروسية. لم يحقق أي لقب حتى الآن، لكنه كان قريبًا من التتويج في أكثر من مناسبة، حيث وصل إلى نهائي كأس روسيا مرتين (2014، 2023) واحتل المركز الثالث في الدوري الروسي الممتاز عام 2015.

على الصعيد الأوروبي، شارك كراسنودار في دوري أبطال أوروبا 2020، لكنه خرج من دور المجموعات، كما بلغ دور الـ16 في الدوري الأوروبي مرتين (2017، 2019). يواصل النادي تطوره السريع، ما يجعله مرشحًا مستقبليًا لتحقيق لقبه الأول.