"ظلال الموجة الزرقاء" تفاجئ القراء

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
صورة: هسبريس
صالح البشيرالإثنين 31 مارس 2025 - 09:29

عن منشورات النورس بالرباط، صدر للباحث عبد العزيز المنتاج كتاب “ظلال الموجة الزرقاء: أبحاث ودراسات”، وهو عمل يهدف إلى مفاجأة القارئ وإدهاشه عبر استكشاف ما يحيط به، ورصد التحولات التي يعيشها ويساهم فيها دون أن يدرك خفاياها وأسبابها العميقة.

الكتاب يدعو القارئ إلى التساؤل: هل هكذا تمشي الأمور؟ فالظلال ليست سوى انعكاسات وارتدادات لموجة تقنية وثورة رقمية زرقاء، قدر لها أن تقلب العالم رأسا على عقب، بدءا ببداية عصر النهايات، مرورا بنبوءة ماكلوهان، وانتهاء ببداية حضارة الموجة الثالثة كما قال إلفين توفلر.

يتألف هذا الإصدار من دراسات وأبحاث في مجلات ودوريات وطنية ودولية، يوحدها الخيط الناظم نفسه المرتبط بالثورة التقنية والانتقال نحو المجتمع ما بعد الصناعي أو مجتمع المعرفة، حيث التدفق اللانهائي للمعلومات، وسيادة عصر التواصل، وبالتالي رصد التحولات التي يشهدها العالم وتسهم التقنية في تغيير الكثير من معالم نظمها التقليدية، وإعادة بناء حضارة بنظم جديدة. ذلك أن الوسيلة كما قال ماكلوهان تلعب دورا كبيرا في تغيير المحيط الاجتماعي حولها، وبالتالي فإن إنسان الإنترنيت أبدا لن يكون مثل إنسان ما قبله.

بدأ المؤلف كتابه بمقال حول التلفزيون، متتبعا قراءة بيير بورديو لدوره والأشكال المتحكمة في اشتغاله، خاصة أن التلفزيون رغم كل ذلك يبقى واحدا من أنجح الوسائل الإعلامية على الإطلاق، ومن هنا تكمن أهميته وخطورته في الوقت نفسه، ليتناول الاحتجاجات الشعبية التي يعرفها العالم ومنها المغرب، مسقطا عليها تحليل غوستاف لوبون ورؤيته الجماهيرية، مستدلا ببعض الأحداث التي عرفتها الساحة الوطنية كالمقاطعة وكنز سرغينة.

يقول المؤلف إن هذه التغيرات ليست فجائية، وإنما هي تطور تراكمي بدأ منذ اختراع المطبعة، مرورا بظهور الصحافة الجماهيرية والتلغراف والهاتف والمذياع والتلفزيون والحاسوب، وإن التطور في مجال الاتصال لم يتوقف حتى يومنا، بل يعد بمفاجآت كبيرة بظهور الواقع الافتراضي والمعزز والميتافيرس والذكاء الاصطناعي، ما يعني أن باب التغيرات لا يزال مشرعا على مصراعيه، وينبئ بتحولات مرعبة وكثيرة.

وانعكست هذه التحولات على كل مناحي الحياة، فظهرت المجتمعات الشبكية كما يقول دارين بارني، كما تغير شكل وواقع الكثير من المهن، كالتعليم الذي أصبح بشكله الحالي متجاوزا، فهذا الواقع الموسوم بالتدفق الإعلامي والمعلوماتي يحتاج من المجتمعات، وفق الكاتب، إلى تربية إعلامية، تيسر للمتلقي حسن الاستفادة من مجتمع المعلومات، وعدم الوقوع ضحية للإشاعات والأخبار الكاذبة، ليتسنى لهذه الثورة المعلوماتية المساهمة الفعالة في تحقيق التنمية كما دعت إلى ذلك الأمم المتحدة، وهي المواضيع التي ختم بها الباحث كتابه الواعد، الذي يستحق الاهتمام والقراءة.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق