يتواصل شد الحبل بين جماعة العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوية حركة التوحيد والإصلاح، بعد الخلاف الذي تفجر بين الطرفين على خلفية التضامن مع غزة في مدينة طنجة؛ فقد فضّل “إسلاميو المشاركة” الرد بطريقتهم الخاصة، وتنظيم مسيرة حاشدة مساء يوم عيد الفطر، تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة منذ أشهر على يد آلة الحرب الإسرائيلية.
واحتشد آلاف المتظاهرين في مسيرة مساء يوم العيد، بمدينة طنجة، استجابة للنداء الذي وجهته المبادرة المغربية للدعم والنصرة، التي تضم نشطاء حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، في مسيرة رددت شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر ورافضة لسياسات التهجير والتجويع التي يتعرض لها أبناء غزة تحت أنظار العالم.
ومثلت مسيرة يوم العيد “الكبرى” في تاريخ الفعاليات التضامنية التي تنظمها المبادرة المغربية للدعم والنصرة بمدينة البوغاز، منذ بداية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، حسب ما أكدت مصادر قيادية فيها لجريدة هسبريس الإلكترونية.
ولم ينفِ مصدر قيادي في فرع المبادرة المغربية للدعم والنصرة بمدينة طنجة، تحدثت إليه الجريدة، أن تكون المسيرة والحشود التي شاركت فيها محاولة لرد الاعتبار أمام الموقف الذي تعرضت له على يد جماعة العدل والإحسان، التي رمت أعضاءها ومناضليها بـ”المطبعين”.
وقال المصدر، الذي لم يرغب في ذكر اسمه، لأنه غير مخول الحديث في الموضوع لتفادي مزيد من التصعيد بين الإخوة “الأعداء” في الجماعة والحركة الدعويتين، إن “مسيرة يوم العيد الحاشدة” “جواب عملي على منطق الإقصاء والاستعلاء الذي يحكم البعض، وساكنة طنجة ردت بشكل عملي على من يريد احتكار التضامن مع إخواننا في غزة”.
ولم تخلُ المسيرة من إشارات واضحة تبين أن الحركة والحزب اللذين يقفان على الطرف النقيض مع الجماعة المعارضة في خياراتها السياسية، وأرادا من خلالها رد الاعتبار لنفسيهما أمام ما اعتبره الكثير من أعضائهما “إهانة” و”صفعة” على الخد من أبناء الجماعة في طنجة. وفي هذا السياق، تصدر المسيرة عبد الرحيم الشيخي، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، الذي تنقل من الرباط لـ”مساندة ودعم أبناء حركته في طنجة”.
ووفق المصدر القيادي في فرع المبادرة المغربية للدعم والنصرة بمدينة طنجة الذي تحدثت إليه هسبريس، فإن حضور الشيخي للمسيرة وعدم إلقاءهِ أية كلمة في ختامها كما جرت العادة مثّل إشارة إضافية إلى أن الحركة وقيادتها “غاضبة” من الجماعة ومنتسبيها في طنجة، وأن الواقعة “غير المسبوقة” عمقت الشرخ الحاصل بين التنظيمين خلال هذه المرحلة.
كما أن هذه المسيرة، التي جابت الشارع الرئيسي لمدينة طنجة انطلاقا من ساحة إيبيريا وانتهاء بساحة الأمم، حرصت على ترديد شعارات مناوئة للتطبيع وناقدة للموقف الغربي الداعم لإسرائيل بشكل فاضح؛ فقد هاجم المشاركون فيها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبلاده باعتبارهما مسؤولين عن دماء وأرواح الأطفال والنساء الفلسطينيين التي تزهق في أرض غزة كل يوم.
ولم يسلم الموقف العربي الرسمي من انتقادات أبناء طنجة الغاضبين من استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع وسكانه، إذ اعتبروه “نوعا من التواطؤ والعجز المفضوح أمام عربدة الجيش الصهيوني الغاصب”، مطالبين الحكام بموقف موحد وحازم “ينتصر لما تبقى من الكرامة العربية”.
0 تعليق