%83 من مشروعات الهيدروجين في أوروبا لن ترى النور قبل 2030

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصبح من غير المرجح أن تصل غالبية مشروعات الهيدروجين في أوروبا إلى مرحلة الإنتاج بحلول عام 2030، مثلما هو مخطط لها، في ظل التحديات التي تواجه القطاع.

ووفق تقرير حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع ألا تُنجز نحو 83% من مشروعات الهيدروجين المخطط لها في الاتحاد الأوروبي قبل عام 2030.

وأفاد التقرير الذي أصدرته شركة أبحاث واستشارات سوق الطاقة ويستوود غلوبال إنرجي (Westwood Global Energy)، بأن 17% فقط (أقل من الخمس) من مشروعات الهيدروجين في الاتحاد الأوروبي قد تدخل الخدمة بحلول عام 2030، دون معالجة أطر السياسات وآليات التمويل ومتطلبات جانب الطلب.

لذلك، من غير المرجح أن تحقّق أوروبا أهدافها لإنتاج الهيدروجين لعام 2030 على الرغم من طموحاتها الكبيرة والتزاماتها التمويلية.

مستقبل الهيدروجين في أوروبا

أوضحت شركة ويستوود -في تقريرها الصادر في 1 أبريل/نيسان 2025، بعنوان "مستقبل الهيدروجين في أوروبا: ما الحد الأقصى الممكن تحقيقه واقعيًا؟"- أن 23 مشروعًا أوروبيًا، بإجمالي 29.2 غيغاواط، توقفت أو أُلغيت بحلول نهاية عام 2024، بسبب التأخيرات التنظيمية، وارتفاع التكاليف، وضعف الطلب الذي يُثقل كاهل التقدم.

ولاحظت "ويستوود" اتجاهًا مشابهًا في سوق المملكة المتحدة، إذ قدّرت نطاق التسليم المحتمل بما يتراوح بين 1% و24% فقط من مشروعاتها بحلول عام 2030، ما يُبرز النقص الكبير في السياسات والتمويل والتفويضات.

وبناءً على أداة تقييم اليقين لمشروع الهيدروجين، يُحدّد بحث "ويستوود" أيضًا أفضل سيناريو للسوق، حيث يُمكن تحقيق 70% من مشروعات الاتحاد الأوروبي الحالي إذا وُضعت ونُفذت الأطر المخطط لها بفاعلية.

في هذا السيناريو، قد يحقّق الاتحاد الأوروبي أهدافه الإنتاجية لعام 2030، ما يؤكّد أهمية إحراز تقدم فعّال، وفقًا للتقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مدير قسم الهيدروجين في ويستوود، جون ساسامورا: "تتسع الفجوة بين الطموح والواقع في قطاع الهيدروجين في أوروبا.. ورغم ضرورة تحقيق الأهداف فإنها ستظل بعيدة المنال ما لم يتطور المشهد السياسي".

وأضاف: "بالنسبة إلى المملكة المتحدة على وجه الخصوص، دون تنسيق أكثر دقة ونهج أكثر وضوحًا يركز على جانب الطلب، هناك خطر محتمل من التخلف عن الركب".

وعلّق رئيس قسم تحول الطاقة في ويستوود، ديفيد ليندن، قائلًا: "رغم أنه من السهل التركيز على التحديات، فإنه يجب علينا أن ندرك أن توفير 17% (12 غيغاواط) من مشروعات الاتحاد الأوروبي ما يزال يمثّل تقدمًا كبيرًا".

وتابع: "تتبنّى الحكومات الأوروبية بصورة متزايدة منظورًا أكثر واقعية لدور الهيدروجين في الاقتصاد.. يجب على الحكومات الآن اتخاذ إجراءات حاسمة في المجالات الثلاثة الحيوية التي حددناها لضمان استمرار التقدم".

الهيدروجين في أوروبا

مشروعات الهيدروجين في أوروبا

سلّط تقرير سابق، نشرته شركة "ويستوود غلوبال إنرجي" في فبراير/شباط 2025، الضوء على التطورات الرئيسة لمشروعات الهيدروجين في أوروبا.

ومن بين أهم تطورات الهيدروجين في أوروبا، توصّلت شركة غرين إتش النرويجية (GreenH) إلى قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروع الهيدروجين الخاص بها في بودو بقدرة 20 ميغاواط في أواخر يناير/كانون الثاني 2025؛ ليصبح أول مشروع هيدروجين أوروبي كبير يصل إلى هذا الإنجاز في عام 2025.

وشهدت سوق الهيدروجين في أوروبا تحولات ملحوظة في السياسات، من أجل دعم نشر الوقود، مع تزايد الدعوات إلى تخفيف أو إزالة المتطلبات الصارمة للوقود المتجدد من أصل غير بيولوجي.

وفي الوقت نفسه، تهدف مبادرة البوصلة التنافسية للمفوضية الأوروبية، التي أُعلنت في أواخر يناير/كانون الثاني 2025، إلى تعزيز القدرة التنافسية الصناعية الأوروبية مع ضمان التقدم نحو أهداف الحياد المناخي للاتحاد الأوروبي لعام 2050.

وأشار التقرير -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن التدابير مثل تبسيط تصاريح المشروعات وزيادة استثمارات الاتحاد الأوروبي، يُمكن أن تعمل على تسريع نمو الهيدروجين الذي واجه تحديات في عمليات التطوير الطويلة والوصول إلى التمويل.

وعلى الرغم من الزخم الذي اكتسبته مشروعات الهيدروجين في أوروبا؛ فإن مصنّعي أجهزة التحليل الكهربائي ما زالوا يواجهون عدم استقرار مالي كبير؛ إذ يكافح العديد من الشركات للتنقل في سوق بطيئة لم تلبِّ -حتى الآن- التوقعات المحددة للصناعة.

على سبيل المثال: تعاني شركتا إلوجين (Elogen) ونيل (Nel) مشكلات تدفق نقدي شديدة، بسبب تأخير مشروعات الهيدروجين وإلغائها؛ ولم ترقَ المبيعات والطلبات إلى التوقعات الأولية؛ ما أسهم في التحديات المالية التي تواجهها.

وأطلقت شركة جي تي تي (GTT)، الشركة الأم لشركة إلوجين، مراجعة إستراتيجية في يناير/كانون الثاني 2025، مع التهديد بالإغلاق المحتمل، على الرغم من تلقيها مساعدات حكومية كبيرة لمصنع جديد للتحليل الكهربائي في فرنسا.

كما أعلنت شركة نيل تعليقًا مؤقتًا للإنتاج في مصنعها للتحليل الكهربائي القلوي بقدرة 1 غيغاواط في هيرويا بالنرويج، بسبب الطلب الأبطأ من المتوقع على الهيدروجين المتجدد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق