شرعت السلطات بالدار البيضاء في إشعار ساكنة مجموعة من البنايات وأصحاب عدد من المحلات التجارية بالمدينة القديمة من أجل إفراغها قبل بدء عملية الهدم بداية الأسبوع المقبل.
وعملت السلطات، منذ أمس الجمعة، على تبليغ المعنيين في منطقة “البحيرة” بالمدينة القديمة، مؤكدة شروعها في إخلاء المباني بالقوة العمومية وبدء عملية الهدم انطلاقا من يومي الاثنين والثلاثاء.
وشرع عدد من أصحاب المحلات بمنطقة “البحيرة”، طوال اليوم السبت، في جمع أغراضهم وحاجياتهم تحسبا للرحيل خلال الأسبوع المقبل.
وأثار هذا القرار غضبا واستياء كبيرين لدى المواطنين والفاعلين المدنيين بالمدينة القديمة، خصوصا أن عددا من البنايات ليست مدرجة ضمن المباني الآيلة للانهيار.
وأكد موسى سيراج الدين، رئيس جمعية “أولاد المدينة”، أن هذا القرار تعسفي، مشيرا إلى أنه لا يمكن ترحيل السكان بسرعة دون تمكينهم من التعويض.
وأفاد سيراج الدين، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه المباني يجب أن تخضع لمسطرة نزع الملكية بدلا من توقيع قرارات الهدم وإدراجها ضمن المنازل الآيلة للسقوط.
وتابع المستشار بمجلس مقاطعة سيدي بليوط قائلا: “نحن مع مشروع المحج الملكي، لكن لا يمكن ترحيل السكان بدون بديل، وقد كان حريا نهج ما تم القيام به في عمارة العنق، لكن أن نطلب من السكان الرحيل في ظرف 48 ساعة، فهذا يثير مشاكل كثيرة بالمدينة القديمة”.
وأبرز أن دستور 2011 ينص على وجوب احترام حقوق المواطنين، مضيفا أن “هؤلاء سكان أصليون وليسوا وافدين على الدار البيضاء حتى يتم رميهم بالضواحي وقطع الرابط الاجتماعي مع محيطهم”.
وأمام هذا الوضع قرر مجموعة من سكان البنايات والمحلات التجارية اللجوء إلى القضاء الإداري من أجل وقف قرار هدم المباني والبحث عن حلول لتعويضهم.
وقام أصحاب بعض المباني، ضمنهم عائلة المقاوم المانوزي، بإجراء خبرات تقنية على بناياتهم، خلصت نتائجها إلى كونها سليمة وغير مهددة بالانهيار.
وأكد عبد الكريم المانوزي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنهم ليسوا ضد مشروع المحج الملكي، قبل أن يضيف أن ذلك يستوجب تعويض السكان، على اعتبار أنهم قضوا عقودا في هذا المكان.
وشدد المانوزي على ضرورة التدخل من أجل تعويض السكان على الضرر الذي سيلحق بهم، والعمل على منحهم الوقت الكافي للبحث عن أماكن للاستقرار بها وتنقيل أبنائهم نحو مدارس أخرى.
ولفت إلى أن بناية مثل تلك التي تملكها عائلته، والتي كانت محجا للمقاومين وشخصيات وطنية بارزة، يستحب بدل هدمها تحويلها إلى فضاء للذاكرة وسط هذا المشروع الذي سيتم تشييده.
0 تعليق