قصدَ تأسيس “مؤسسة نظر للأبحاث والفكر والعلوم” انعقد بـ”رباط الفتح”، الاسم التاريخي لمدينة الرباط، جمعٌ عام بمبادرة أساتذة جامعيين وباحثين مغاربة، برئاسة الحسن حما، ومكتب تنفيذي يضم الدكاترة محمد الطويل ومحمد البزوي ونوفل الناصري وإسماعيل بوصحابة وعصام الرجواني ويحيى شوطى.
وذكر بلاغ المؤسسة أن الحاضرين يطمحون إلى أن “يُشكل تأسيس ‘مؤسسة نظر للأبحاث والفكر والعلوم’ إضافة مقدرة إلى الساحة الفكرية والعلمية بالمغرب، سعيا إلى تجديد القول الفكري، وإنعام النظر العلمي وتعزيز مختلف جهود الدراسة والبحث المعنية بأسئلة الوطن، وإشكالات الأمة العربية/الإسلامية وقضايا الإنسان المعاصر”.
كما تطمح الهيئة المدنية إلى “إرساء ممارسة علمية وتقاليد بحثية مستوعبة لمقومات رؤيتنا الحضارية للعالم، ومنشغلة بما يصدر عن واقعنا من أسئلة، ومعنية بممارسة حقنا – الإنساني والتاريخي- في طرح إجابات وحلول متلائمة مع مقومات مجتمعنا”.
وتروم “نظر” الإسهام في “تنشيط الحياة الفكرية والعلمية والثقافية، بالاستناد إلى مقومات الهوية المغربية تعزيزا للجهود الرامية إلى رقي الوطن ونهضة الأمة”، و”تكريس الوعي، المعرفي والمنهجي، بالرصيد التاريخي والمخزون العمراني للأمة، بما يعمق استيعابها لتراثها العلمي وخبرتها التاريخية، ويساهم في تجددها الثقافي والحضاري، وييسر فهمها لواقعها وحضورها في العصر وفي العالم”.
كما تسعى إلى “تحفيز البحث والدراسة في مختلف ميادين الفكر والعلوم، سعيا إلى الإسهام في تطوير الإنتاج المعرفي، وتعميق النظر في قضايا الإنسان والاقتصاد والسياسة والاجتماع البشري”، و”دعوة وتشجيع النخب العالمة والمثقفة على مزيد من العطاء العلمي والفكري، وتقوية حضورها في النقاش العمومي، وتحفيزها على النهوض بدورها في ترشيد وتنشيط حركة الفكر”، مع “تنمية البحث في مختلف الحقول المعرفية، من خلال دعم وتحفيز الباحثين الشباب وطلبة الدراسات العليا وكل المهتمين على إنجاز مشاريع بحثية وعلمية تعود بالنفع على المجتمع والوطن”.
ومن أهداف الهيئة “المساهمة في تعزيز البحث في مجال دراسة السياسات العمومية والاستراتيجيات التنموية، الجهوية والوطنية”، و”السعي نحو إرساء مجتمع المعرفة، والعمل على تجسير علاقة الجامعة المغربية والعمل الأكاديمي بقضايا المجتمع والوطن والأمة”.
وذكر الأساتذة الجامعيون والباحثون المغاربة الواقفون وراء هذه المبادرة أنهم مع تقديرهم لـ”مختلف الجهود الفكرية والعلمية المغربية الجادة، الفردية والمؤسساتية، باختلاف مشاربها الثقافية وتنوع حساسياتها المذهبية”، فإنهم يؤكدون على “الحاجة الماسة إلى ضرورة توطيد المكتسبات المنجزة في هذه الميادين، والمراكمة عليها مراكمة نقدية تنفتح بالنظر العلمي والفكري على آفاق جديدة، بما يؤهله للتصدي لما تفرزه السياقات الوطنية والإقليمية والدولية من جديد التحولات والأسئلة والإشكالات”.
وزاد المؤسسون أن هذا “يستلزم من النخب المفكرة والمثقفة بذل مزيد من الجهد لفهم متغيرات الواقع، واستجلاء أسبابها ومعطياتها، وارتياد تطوراتها ومآلاتها؛ بما يقتضيه ذلك من استفراغ الوسع الفكري والبحثي للإسهام في تقديم الجواب المناسب لها، على أرضية الانتماء الصادق إلى الوطن، والتحيز الأصيل لمقومات نسقه الثقافي والحضاري، والانفتاح الواعي على مختلف التجارب الحضارية والإنسانية”.
وذكر بلاغ الجمع العام التأسيسي أن الموعد قد عرف “نقاشا صريحا مُدركا لحجم التحديات والإكراهات التي يواجهها وطننا وأمتنا”؛ وهو “ما يفرض ضرورة إطلاق دورة فكرية جديدة واعية بمتطلبات المرحلة، في مختلف أبعادها الفردية/الخاصة والجماعية/العامة ومستوياتها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كل ذلك في إطار تصور فكري جامع مستوعب للاستحقاقات التاريخية والحضارية للمغرب، بمختلف انتماءاته المغاربية والإقليمية والقارية والدولية”.
0 تعليق