الخميس 10 ابريل 2025 | 01:37 مساءً

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني

في تحول مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعليق مؤقت لمعظم الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها مؤخرًا على عدة دول، وهو ما أدى إلى انتعاش ملحوظ في الأسواق العالمية، فيما قابله ترحيب محتاط من بعض القادة الأوروبيين.

ومع ذلك، حافظ ترامب على موقف شديد التصعيد تجاه الصين، مما يدل على أن الحرب التجارية مستمرة، مع تركيز أكبر على بكين، وجاء الإعلان بعد أقل من 24 ساعة من بدء تطبيق رسوم جمركية صارمة أثارت اضطرابات كبيرة في الأسواق المالية، تُعد من بين الأشد منذ تفشي جائحة كوفيد-19، وفقًا لرويترز.

حرب الرسوم الجمركية

انعكس قرار ترامب المفاجئ إيجابيًا على مؤشرات الأسهم الأمريكية، مع امتداد آثار الارتياح إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية، بينما شهدت عوائد السندات الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا، وهو عامل يبدو أنه لعب دورًا رئيسيًا في دفع ترامب لتغيير استراتيجيته جزئيًا.

ورغم ذلك، صعّد ترامب الموقف ضد الصين من خلال رفع الرسوم الجمركية على وارداتها من 104% إلى 125% كرد فعل على تعريفة فرضتها بكين بنسبة 84% على السلع الأمريكية، كما أصدر أمرًا تنفيذيًا لتعزيز صناعة بناء السفن الأمريكية وتقليص هيمنة الصين على قطاع الشحن البحري، واعتُبرت هذه التحركات جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لتخفيف الاعتماد على الاقتصاد الصيني.

وعلى الجانب الآخر، ردت الصين بحزم عبر تصريحات صادرة عن وزارة التجارة الصينية، حيث أكدت المتحدثة باسم الوزارة، هي يونجكيان، أن بكين مستعدة للمضي حتى النهاية إذا استمرت واشنطن في تصعيدها، مع تأكيدها على انفتاح الصين للحوار المستند إلى الاحترام المتبادل.

وأظهرت المتحدث باسم الخارجية الصينية، تصميم بلادها على عدم التراجع من خلال نشر مقطع فيديو رمزي لخطاب زعيمهم الراحل ماو تسي تونج.

الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني

وسط هذه التوترات، أشار ترامب إلى إمكانية الوصول لاتفاق تجاري مع الصين، معربًا عن اهتمامه بإبرام صفقات جديدة مع دول أخرى مثل فيتنام واليابان وكوريا الجنوبية، التي تسعى للاستفادة من التحولات المتسارعة في المشهد التجاري العالمي.

وفي السياق نفسه، خفّض بنك حولدمان ساكس توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين لعام 2025 من 4.5% إلى 4% نتيجة للتأثيرات المتوقعة لزيادة الرسوم الجمركية، كما هبط اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ الأزمة المالية العالمية، مما عكس قلقًا واسع النطاق في أسواق آسيا.

أسعار الفائدة في أوروبا

على الصعيد الأوروبي، سجلت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو ارتفاعًا ملحوظًا مع تقليص الأسواق توقعاتها حول تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة من البنك المركزي الأوروبي، وحققت الأسهم الأوروبية مكاسب معتبرة في خضم هذه الأجواء المتفائلة.

ووصفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، خطوة ترامب بأنها "ذات أهمية لاستقرار الاقتصاد العالمي"، مشددة على أهمية الوضوح وقابلية التنبؤ لاستمرار سلاسل الإمداد العالمية.

وأبدت دول أخرى مثل الهند استعدادها السريع لإبرام اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة لتأمين موقعها الاقتصادي وسط التصعيد المستمر.

ورغم التحركات الإيجابية الظاهرة، حذر خبراء الاقتصاد وصانعو السياسات من استمرار حالة عدم اليقين، حيث أشار عضو البنك المركزي الأوروبي فرانسوا فيليروي دي جالهاو، إلى أن التطورات الأخيرة قد تكون أقل سوءًا مما يُخشى، لكن المخاطر ما زالت قائمة وتهدد الاستقرار العالمي.