الإسلامبولي.. من قاتل إلى مُلهم: ...

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هل تحول سفاح إلى بطل؟ في كتابه الصادم "اغتيال رئيس .. من المنصة إلى الإعدام"، يكشف الكاتب والباحث صبرة القاسمي كيف استطاعت آلة الدعاية الإرهابية تحويل قاتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات إلى أيقونة مُلهمة لجماعات العنف والتطرف العالمية. فبدلاً من أن يكون عبرة للمجرمين، أصبح الإسلامبولي نموذجًا يُحتذى به في عالم الظلام!
كيف اغتيل رئيس.. وولدت أسطورة الإرهاب؟ يغوص القاسمي في كتابه ليكشف المؤامرات والأفكار المسمومة التي قادت شابًا إلى ارتكاب جريمة هزت العالم. فهل كانت مجرد لحظة غضب أم نتاج سنوات من التعبئة والتطرف؟ وكيف استغلت هذه الجماعات فعلته الشنيعة لتبرير سفك الدماء وتجنيد المزيد من الأتباع المغرر بهم؟
من "شهيد" مزعوم إلى "قائد" للظلام؟ يكشف الكتاب كيف تم تزييف الحقائق وتضخيم صورة الإسلامبولي ليتحول في نظر الإرهابيين إلى بطل ورمز للتضحية! فأي تضحية تلك التي تُراق فيها دماء الأبرياء وتُزهق فيها أرواح الآمنين؟ وأي بطولة تلك التي تُؤسس على الغدر والخيانة؟
هل ما زالت رصاصة الماضي تُضيء طريق الإرهابيين؟ يتتبع القاسمي ببراعة كيف استلهمت تنظيمات إرهابية معاصرة، كتنظيم داعش وأخواته، من فعلة الإسلامبولي ومفاهيم "العمل السري" و"الضربات النوعية". 
فهل ما زال شبح الماضي يطارد حاضرنا ويُهدد مستقبلنا؟ وهل ما زالت أفكار القتل والعنف تجد لها مريدين في عالمنا اليوم؟
ولكن.. هل انتهت القصة عند هذا الحد؟ من اللافت للنظر، وفي سياق مغاير تمامًا، أن تشهد السنوات اللاحقة مراجعات فكرية داخل بعض الجماعات الإسلامية المصرية التي كانت متورطة في أعمال عنف في تلك الفترة، وعلى رأسها الجماعة الإسلامية. فقد صدرت عن قيادات تاريخية في الجماعة اعترافات صريحة بالخطأ في تبني العنف، بل ووصل الأمر إلى حد اعتبارهم الرئيس أنور السادات "شهيدًا" وأكدوا على خطأ الاقتتال الداخلي وسفك الدماء. هذه المراجعات تمثل تحولًا هامًا وتشير إلى وعي متزايد بعبثية العنف وضرورة التمسك بالحلول السلمية والحوار. إلا أن هذا التحول المؤسف لم يمنع جماعات أخرى أكثر تطرفًا وعنفًا على المستوى العالمي من الاستمرار في استلهام أفعال الماضي ورموزه، مما يؤكد على خطورة الفكر المتطرف وضرورة مواجهته بكل السبل.
أين يقف العالم من هذه الأيقونات الدموية؟ يوجه الكتاب صرخة مدوية إلى كل من يرى في الإرهاب طريقًا أو غاية. فهل نترك هؤلاء القتلة يتحولون إلى رموز تُستلهم منها الأجيال القادمة؟ وهل نصمت على تزييف التاريخ وتمجيد العنف؟ إنها معركة وجود بين النور والظلام، وبين الحياة والموت!
حان الوقت لفضح الأكاذيب.. وتحطيم الأصنام! في ختام هذا العمل الشجاع، يدعو صبرة القاسمي إلى ضرورة تفكيك هذه الرموز الإجرامية ومواجهة الإلهام المتطرف بكل قوة ووعي. 
فهل نملك الشجاعة الكافية لمواجهة هذا الإرث الدموي وكشف زيف "الأبطال" الذين يُلهمون القتل والدمار؟ إنها مسؤوليتنا جميعًا أن نحمي أجيالنا من سموم التطرف والإرهاب!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق