تركيبات الطاقة الشمسية في باكستان تتفوق على دول غربية (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تفوقت تركيبات الطاقة الشمسية في باكستان، مؤخرًا، على نظيراتها لدى بعض الدول الغربية، على سبيل المثال كندا والمملكة المتحدة.

وبحلول نهاية عام 2024، انتقلت باكستان بهدوء إلى قمة الدول المُعتمدة للطاقة الشمسية؛ حيث استوردت ما يُقارب 22 غيغاواط من الألواح الشمسية في عام واحد، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ولا يُعد هذا خطأً مطبعيًا أو خطأً في تقريب الأرقام في جداول البيانات، بل هو رقمٌ يلفت الأنظار في اجتماعات وكالة الطاقة الدولية، ويدفع محللي السياسات إلى مراجعة قواعد بياناتهم.

ويفوق إجمالي ألواح الطاقة الشمسية في باكستان، إجمالي الألواح التي ركّبتها كندا، ويفوق ما أضافته المملكة المتحدة في السنوات الـ5 الماضية.

مسار باكستان نحو الطاقة المتجددة

يتواصل المسار نحو الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية في باكستان، بعد أن شهدت البلاد مرحلة من الاستقرار السياسي وتراجع الاضطرابات.

ويرى المحللون أن البلاد سجّلت إنجازات ملموسة وسط التحديات الاقتصادية، مشيرين إلى أن التحول المنسق في مجال الطاقة يُعد مفاجئًا ولافتًا للنظر.

في المقابل، لا تزال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المنطلقة في باكستان متواضعة على المستوى العالمي -نحو 490 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بدءًا من أواخر العقد الأول من القرن الـ21- ما يجعلها خارج قائمة أكبر 10 دول مصدرة للانبعاثات في العالم.

مزرعة طاقة شمسية صغيرة بمنطقة بلوشستان في باكستان
مزرعة طاقة شمسية صغيرة بمنطقة بلوشستان في باكستان - الصورة من إنرجي كونكتس

تجدر الإشارة إلى أن هذا الرقم يخفي قصة أكثر دقة؛ فعلى أساس نصيب الفرد، تتراوح انبعاثات باكستان حول طنين اثنين للشخص الواحد، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي الذي يزيد على 6 أطنان وأقل بكثير من 15-20 طنًا للشخص الواحد النموذجي في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

وبالنظر إلى الانبعاثات التاريخية: أسهمت باكستان بأقل من 1% من إجمالي ثاني أكسيد الكربون العالمي التراكمي منذ الثورة الصناعية.

وعند قياسها بالناتج الاقتصادي، تتغير الصورة؛ حيث تُعد كثافة الكربون في باكستان لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي أعلى بكثير من كثافة معظم الدول المتقدمة؛ ما يعني أنها تطلق المزيد من الكربون لكل دولار من النشاط الاقتصادي.

وهذا يعكس مزيج الطاقة الثقيل القائم على الوقود الأحفوري، وقاعدتها الصناعية غير الفعالة، والاعتماد على البنية التحتية القديمة.

من ناحية ثانية، تطلق باكستان انبعاثات أقل من المتوقع من الناحية البشرية وأكثر من المتوقع من الناحية الاقتصادية، وهي دولة لا تزال تحاول انتشال الملايين من براثن الفقر دون أن تحصر نفسها في نموذج تنمية كثيف الكربون.

وتمثل طفرة التكنولوجيا النظيفة الجارية الآن فرصة نادرة لتحويل كلا المقياسين في الاتجاه الصحيح.

شبكة الكهرباء الباكستانية

لسنوات، كانت شبكة الكهرباء الباكستانية مصدر إحباط وطني، انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وتقلبات حادة في الرسوم، واعتماد مفرط مزمن على الوقود الأحفوري المستورد.

وجاءت نقطة التحول عندما بدأت الطاقة الشمسية على نطاق المرافق والصناعات تُحقق جدوى اقتصادية بسيطة.

ونتيجة لانهيار أسعار الألواح الشمسية الصينية وخروج تكاليف مولدات الديزل عن السيطرة، بدأ أصحاب الشركات الصغيرة في دراسة جدوى هذه التقنية.

وكان الجواب دائمًا واحدًا: اشترِ الطاقة الشمسية، وأضف بطاريات إذا استطعت، وافصل الشبكة الكهربائية.

وفي عام 2024، أصبح هذا القرار شائعًا؛ إذ تُظهر سجلات الاستيراد تدفق 22 غيغاواط من الألواح الشمسية إلى البلاد، مع توجه الكثير منها إلى تركيبات القطاع الخاص خارج الشبكة.

محطة طاقة رياح في منطقة جيمبير جنوب باكستان
محطة طاقة رياح في منطقة جيمبير جنوب باكستان - الصورة من صحيفة دوون الباكستانية

مصادر الطاقة المتجددة في باكستان

كانت سعة طاقة الرياح تتزايد بهدوء في جنوب باكستان لسنوات، خصوصًا في ممر غارو-جيمبير، ولا تزال الطاقة الكهرومائية تؤدي دورًا كبيرًا في توليد الكهرباء.

ويمثل تخزين الكهرباء بالبطاريات خيارًا مناسبًا، غالبًا على شكل محولات هجينة ومجموعات بطاريات ليثيوم أيون مدمجة في المنازل والشركات.

وعلى الرغم من أنها ليست واسعة النطاق على مستوى الشبكة بعد، لكنها موجودة في كل مكان تحتاج فيه إلى المرونة - المصانع التي تتجنب الانقطاعات، والأسر التي سئمت من إضاءة المصابيح المتذبذبة.

يأتي هذا في وقت لا تُعد فيه شبكة كهرباء باكستان مستعدة بأي حال من الأحوال لهذا الحجم من التوليد المتغير، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة لتحديثات القطاع.

في سياق متصل، أعلنت باكستان خططًا لمشروع هيدروجين أخضر بقدرة 400 ميغاواط مرتبط بمدخلات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

من الناحية النظرية، يبدو كل شيء مثيرًا للاهتمام: مصادر طاقة متجددة محلية، وإنتاج محلي، وصادرات ذات قيمة مضافة، وعمليًا، يحمل هذا كل الدلائل الدالة على الوقوع في فخ تحويل الهيدروجين إلى طاقة.

وعلى الرغم من أن الهيدروجين يُعد ناقلًا سيئًا للطاقة لمعظم الاستعمالات النهائية، قد تستعمله باكستان في العمليات الصناعية، خصوصًا لإنتاج الأسمدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق