في زمنٍ أصبح فيه بزوغ المواهب الفنية المبكرة علامة على نضوج الأجيال القادمة، يبرز الطفل "أحمد الدمرداش" كنموذج حي للفنان الصغير الذي يمضي بخطوات ثابتة نحو عالم التمثيل والفن المسرحي، متسلحًا بالموهبة، والشغف، والدعم الأسري والمؤسسي.
أحمد الدمرداش، ذو الاثني عشر عامًا، طالب بالصف السادس الابتدائي بإحدى المدارس الخاصة بمدينة المحلة الكبرى، ويعد عضوًا مميزًا في فريق مسرح 23 يوليو التابع لمديرية الثقافة بمحافظة الغربية، والذي يُعد من أبرز الفرق المسرحية التابعة لوزارة الثقافة.
تقول والدته، غادة وحيد، لـ"البوابة": "ظهرت موهبة أحمد مبكرًا جدًا، وكان دومًا يشارك في حفلات المدرسة ويقلد الشخصيات بذكاء لافت. لم أتمالك نفسي حين رأيته يؤدي مشاهد تمثيلية كأنه فنان محترف رغم عمره الصغير".
لم تقف الأسرة عند حدود الإعجاب بالموهبة، بل سارعت إلى دعمها عمليًا، حيث التحق أحمد بورش التمثيل التابعة لفرقة مسرح 23 يوليو، والتي يشرف عليها المخرج المسرحي القدير خالد النموري، الذي اكتشف قدرته على تقمص الأدوار، ودعمه في أداء أدوار رئيسية، أبرزها دور "الفتى الشرير" في مسرحية باب الجنة، حيث نال إعجاب لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء.
ولم تتوقف مشاركاته عند هذا الحد، بل شارك أيضًا في أوبريت إرادة شعب الذي يجسد تاريخ مصر، ومسرحية وطن الأرانب، حيث أدى دور الأرنب الطيب ببراعة تامة. كما تألق في عروض رمضانية وفقرات فنية منها "وحوي يا وحوي"، ضمن فعاليات "ليالي المحلة الثقافية".
وتوضح والدته أن أحمد يمتلك طاقة فنية متنوعة، فهو لا يبرع فقط في التمثيل التراجيدي والكوميدي، بل يفضل الكوميديا والأداء الحركي، وقد بدأ يتعلم الرقصات الشعبية والاستعراضات، مما لفت الأنظار إليه في عدة مناسبات، بل وتم استضافته في أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة.
ويؤكد الفنان خالد النموري، أن أحمد الدمرداش يمتلك حسًا فنيًا نادرًا، وأنه من الأطفال القلائل الذين يتقنون التمثيل بالحركة والصوت والنظرة، مشيرًا إلى أن الفرقة تدعمه بشكل خاص، لما لديه من طموح وجدية في تطوير موهبته.
ويطمح الفنان الصغير إلى السير على خطى كبار النجوم، وأن يمثل مصر عالميًا على خشبات المسارح وفي الأعمال الفنية الكبرى، وهو حلم يبدو قريبًا مع هذا المستوى المبكر من النضج والاحتراف.






0 تعليق