تواجه صناعة السياحة في الولايات المتحدة الأمريكية تحديات غير مسبوقة في عام 2025، حيث تشير البيانات إلى تراجع كبير في أعداد الزوار الأجانب، مما يهدد بخسائر اقتصادية ضخمة.
تراجع حاد في أعداد الزوار:
أظهرت بيانات إدارة التجارة الدولية انخفاضًا بنسبة 10% في عدد الوافدين الأجانب إلى الولايات المتحدة الأمريكية جواً في مارس الماضي مقارنة بالعام الماضي.
كما توقعت شركة "جولدمان ساكس" أن يصل الضرر الاقتصادي الناتج عن تراجع السفر وحملات المقاطعة إلى 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل نحو 90 مليار دولار.
تأثير السياسات التجارية على السياحة:
تُعزى هذه الانخفاضات إلى السياسات التجارية الحالية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الرسوم الجمركية الذي أصدرها الرئيس المريكي دونالد ترامب، التي أدت إلى تدهور العلاقات مع بعض الدول.
على سبيل المثال، انخفضت حجوزات الرحلات الجوية الكندية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 70% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لتقرير صادر عن شركة "أو إيه جي أفياشن وورلدوايد".
تأثير المقاطعة على الإنفاق السياحي:
تُظهر تقديرات "بلومبرج إنتليجنس" أن إنفاق السياح الدوليين في متاجر التجزئة الأميركية، والذي يقترب من 20 مليار دولار، قد يكون مهدداً.
كما أشار اقتصاديون إلى أن انخفاض الطلب، بما في ذلك من المسافرين الأجانب، ربما لعب دوراً في ذلك.
مقاطعة المنتجات الأمريكية: ضربة للاقتصاد المحلي
تزامنًا مع تراجع السياحة، تشهد المنتجات الأمريكية حملات مقاطعة متزايدة، خاصة من بعض الدول الحليفة.
هذه المقاطعة تؤثر سلبًا على الصادرات الأمريكية، مما يزيد من العجز التجاري ويضغط على الشركات المحلية.
التضخم وارتفاع الأسعار: تحديات إضافية
تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة، خاصة تلك المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم، إلى زيادة تكاليف الإنتاج.
هذا الارتفاع في التكاليف يُترجم إلى زيادة في أسعار السلع والخدمات، مما يزيد من الضغوط التضخمية على الأسر الأمريكية.
مخاوف من الركود
تتوقع شركة "بيمكو" أن يتباطأ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى ما بين 1% و1.5% في عام 2025، مع احتمال ارتفاع خطر الركود إلى 35%.
يُعزى هذا التباطؤ إلى تأثير السياسات التجارية الحالية، مما يثير القلق بشأن استدامة النمو الاقتصادي في المستقبل القريب.
تأثير التوترات الجيوسياسية على السياحة:
تُظهر تقارير أيضًا أن التوترات الجيوسياسية الأخيرة قد أثرت سلبًا على حركة التجارة العالمية، مما انعكس بشكل سلبي على الاقتصاد الأمريكي.
تُظهر هذه التطورات أن صناعة السياحة في الولايات المتحدة الأمريكية تواجه تحديات كبيرة تتطلب استجابة سريعة وفعّالة.
ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة
في ظل هذه التحديات، يصبح من الضروري أن تتبنى الحكومة الأمريكية سياسات اقتصادية مرنة تعزز من تنافسية المنتجات الأمريكية، تشجع على استقطاب السياحة، وتخفف من الضغوط التضخمية.
فقط من خلال هذه السياسات يمكن للولايات المتحدة أن تتجنب الانزلاق إلى ركود اقتصادي عميق
0 تعليق