حالة من الجدل أثيرت خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعد غلق محلات العديد من محلات الغذاء الأيام الماضية على رأسهم بلبن وكرم الشام وغيرها، حتى أصدرت الحكومة بشكل رسمي أسباب حملات هذه السلاسل.
سبب غلق محلات بلبن وكرم الشام
وأصدرت الهيئة القومية لسلامة الغذاء بيانًا، اليوم، بشأن نتائج الحملة الرقابية الشاملة التي استهدفت مجموعة من سلاسل الحلويات والمأكولات، وهي: "بلبن، كرم الشام، كنافة وبسبوسة، وهمي، وعم شللت"، وذلك بعد تنفيذ حملات تفتيش وسحب عينات خلال شهر أبريل 2025 في عدد من محافظات الجمهورية.
وقالت الهيئة في بيانها إن سلامة الغذاء تعد من القضايا الأساسية التي تمس صحة الأفراد والمجتمع، خاصة في الآونة الأخيرة، بعد رصد عدد من الشكاوى من المواطنين تتعلق بوجود منتجات غذائية فاسدة بالأسواق، وهو ما أسفر عن تسجيل حالات إصابة متعددة بين المستهلكين بأعراض تسمم غذائي، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا بين الجمهور والجهات الرقابية على حد سواء.
وفي إطار حرص الهيئة القومية لسلامة الغذاء على حماية صحة المستهلكين وضمان مأمونية المنتجات الغذائية المتداولة، نفذت الفرق الرقابية حملات تفتيش ميدانية موسعة خلال الأيام الماضية، استهدفت المصانع ومحلات بيع وتداول المنتجات الغذائية التابعة للسلاسل سالفة الذكر، في مختلف محافظات الجمهورية.
وتهدف تلك الحملات إلى التأكد من التزام المنشآت التجارية بمعايير سلامة الغذاء، وشروط التخزين السليم، وصلاحية المنتجات المعروضة، بالإضافة إلى رصد أية مخالفات تتعلق بالغش الغذائي.
وأوضحت الهيئة أنه سُحبت عينات بواسطة اللجان الرقابية من الخامات والمنتجات في المصانع والفروع، وكشفت نتائج التحاليل عن وجود بكتيريا ممرِضة في العديد من المنتجات الغذائية المعدة للتداول، تُعد من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي، وتؤثر بشكل أساسي على الجهاز الهضمي، كما تبين احتواء بعض المنتجات على ألوان محظورة دوليًا، إلى جانب تخزين بعض المنتجات بطرق غير صحيحة، مما يؤدي إلى فسادها وتغيّر خصائصها.
وأسفرت الجولات التفتيشية عن النتائج التالية:
زيارة أكثر من 47 محلا ومنشأة غذائية تابعة لهذه السلاسل.
اتخاذ إجراءات نظامية شملت غلق النشاط مؤقتًا للعلامات التجارية المذكورة لحين تصحيح وتوفيق الأوضاع.
مصادرة وإعدام كميات من المنتجات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي.
وتناشد الهيئة جميع أصحاب المنشآت الغذائية، ضرورة الالتزام التام باشتراطات ومعايير سلامة الغذاء المعتمدة، وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها، مؤكدة أن الجولات الرقابية ستستمر خلال الفترة المقبلة دون تهاون، وأن أي تجاوزات سيتم التعامل معها بحزم وفق القانون.
كما تدعو الهيئة المستهلكين إلى التعاون معها من خلال الإبلاغ عن أية ملاحظات أو شكاوى عبر القنوات الرسمية المخصصة لذلك.
استغاثة من بلبن إلى رئاسة الجمهورية
من جانبها، أعلنت شركة «بـ لبن» عن توقف نشاطها بالكامل داخل جمهورية مصر العربية، بعد أن تم إغلاق جميع فروعها البالغ عددها 110 فروع، إلى جانب المصانع والمنشآت التابعة لها، والتي يعمل بها 25000 مصري.
وأوضحت بـ لبن، في بيان اليوم الجمعة: «نكتب إليكم اليوم من موقع بالغ الخطورة، نعم، كل فروع ومصانع الشركة أُغلقت بالكامل وجميع عمليات التشغيل داخل مصر التي كانت تمثل القلب النابض لمشروع مصري ناجح ومشرّف توقفت تمامًا».
وأضافت: «نحن شركة بـ لبن كيان وطني نشأ بأيدٍ مصرية 100٪، وكبر بدعم هذا الوطن، وانتشر في 9 دول عربية، وحقق خلال سنوات قليلة ما يمكن اعتباره نموذجًا مصريًا مشرفًا في قطاع الأغذية والمشروبات، نموذجًا يُثبت أن مصر قادرة على تصدير علامات استثمارية ناجحة تنطلق من الداخل وتصل إلى كل الوطن العربي».
وتابعت: «أصبح بـ لبن علامة يُشار إليها باعتزاز في العديد من الصحف والمنصات الإقليمية والدولية، كتجربة واعدة خرجت من قلب مصر، ونجحت بفضل الله وما تُوفّره الدولة من بيئة استثمارية جاذبة، وسياسات داعمة لروّاد الأعمال، وإيمان حقيقي من القيادة السياسية بأهمية تمكين الشباب والاستثمار الوطني، لكننا نكتب إليكم اليوم من قلب أزمة غير مسبوقة، أزمة تهدد وجودنا بالكامل».
ووجهت نداء إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن إغلاق كافة فروع بـ لبن ومنشآتها داخل جمهورية مصر العربية أدى إلى توقف تام لجميع العمليات، وغياب القدرة على الاستمرار أو الوفاء بالالتزامات التشغيلية.
وقالت: رغم محاولاتنا المستمرة للتواصل والبحث عن حلول عبر القنوات الرسمية، لم نتمكن حتى الآن من الوصول إلى مخرج واضح من هذه الأزمة، ولم يُتح لنا حتى الآن فهم الأسباب أو آليات المعالجة، ما وضع الشركة والعاملين بها في حالة من الشلل الكامل.
0 تعليق