مسؤول سابق بإدارة ترامب لـ «تحيا مصر»: إسرائيل لا تقود السياسة الأمريكية.. وإيران تزعزع استقرار الشرق الأوسط

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إسرائيل تهدد، و إيران تحذر، والولايات المتحدة تتمسك بشروطها، بينما يقف العالم يحبس أنفاسه منتظر ما سوف تسفر عنه هذه الأجواء المتوترة هل نشهد تصعيد جديد في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من سلسلة من الحروب تستنزف مواردها البشرية والمادية، أم موجة التهديد والوعيد مجرد ذوبعة فنجان، ستطفيئها طاولة المفاوضات؟! 

ترامب بين التهديد العلني والتفاوض في الخفاء 

منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زعامة البيت الأبيض في 20 يناير الماضي، سارع باتخاذ خطوات أو قفزات سريعة تجاه سياسته مع إيران، فإذا قارنا بموقفه خلال ولايته الأولى في عام 2017، ففي الولاية الأولى كان أكثر تشدداً خرج بشكل آحادي من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 وأعاد فرص عقوبات صارمة على طهران، إلى جانب لجوء إلى ضربات عسكرية استهدفت قيادات بارزة في الهيكل التنظيمي العسكري للجمهورية الإسلامية ونتحدث عنه لحظة إعلانه تبني اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية بمطار بغداد عام 2020 بتعاون إسرائيلي. 

221.jpeg
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 

اليوم، إذا قارنا الموقف (الترامبي) خلال تعامله مع طهران، سنجد أنه اتخذ منحنى مختلف ومضاد تمامًا، ويبدو أنه اقتنع أن اللهجة العسكرية أو العقوبات لم تعد وسيلة فعالة حتي وأن أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، إلا أنها لم تلجم طموحات طهران العسكرية، التي تواصل في تطوير برنامجها النووي، أو الصاروخي، كما أنها أصبحت صناعتها العسكرية متورطها في النزاعات الدولية،لعل الحرب الروسية الأوكرانية خير مثال حيث لجأت موسكو إلى مسيرات (طائرات بدون طيار) الإيرانية لضرب أهداف أوكرانية. 

فمع استمرار التهديدات الإسرائيلية، بضرب المنشآت النووية الإيرانية، تواصل إدارة ترامب من جهة أخرى التفاوض مع طهران، بل أرسل ترامب نفسه خطاب إلى المرشد الإيراني على خامنئي للعودة إلى التفاوض، وهو مما لا شك فيه موقف لا يثير رعب إسرائيل فحسب بل صدمة من جانب رئيس وزراءها بنيامين نتنياهو صديق ترامب وأول من هرول إلى البيت الأبيض بعد توليه الرئاسة. 

وفي 12 أبريل، انطلقت جولة أولى من المفاوضات بين واشنطن وطهران، في سلطنة عمان لإحياء الاتفاق النووي، وبعد اختتام الجولة الأولى التي اتسمت أجواء إيجابية، انطلقت جولة ثانية يوم 19 إبريل وتمت في روما بوساطة عمانية أيضًا نظراً لأن المفاوضات لم تكون مباشرة. 

وترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي أحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، والملياردير ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط. حيث من المقرر أن يلتقيان مجددا في 26 أبريل.

المباحثات الإيرانية الأمريكية، ركزت فقط على الملف النووي دون التطرق لقضايا أخرى حيث أكدت طهران، على أن خطوطها الحمراء لا تزال قائمة، وأبرزها: رفض تفكيك أجهزة الطرد المركزي، وعدم وقف تخصيب اليورانيوم، والامتناع عن خفض المخزون الإيراني إلى ما دون مستويات اتفاق 2015.

كما رفضت التفاوض بشأن منظومتها الصاروخية. إلى جانب مطالبتها بضمانات مكتوبة من إدارة ترامب لعدم الانسحاب من أي اتفاق مستقبلي.

إسرائيل توسوس لواشنطن لإفشال المفاوضات النووية 

يأتي ذلك بالتوازي مع التقارب التحذر بين واشنطن وطهران، تسعى تل أبيب من جهة أخرى إلى إفشال هذا التقارب، وذلك بعد أن كشفت تقارير أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ومدير جهاز الموساد، ديفيد بارنيا، التقيا المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في باريس، للتأكيد على رفض أي اتفاق لا يؤدي إلى تفكيك قدرة التخصيب الإيرانية بالكامل.

ولمعرفة أكثر عن السياسة الأمريكية، وموقفها تجاه تعاملها مع هذا الملف الشائك، أجرينا حوار مع فريدريك فليتز، المسؤول السابق في البيت الأبيض، والذي شغل منصب رئيس الأركان والأمين التنفيذي لمجلس الأمن القومي خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، كما كان من أبرز المرشحين لمنصب مستشار الأمن القومي خلال ولاية ترامب. 

مسؤول سابق بإدارة ترامب لـ «تحيا مصر»: ترامب عازم على منع إيران من امتلاك سلاح نووي و إسرائيل لا تقود السياسة الأمريكية 

وعند سؤاله حول طبيعة اللقاء السري بين مسؤولين من الموساد ومبعوث ترامب وعما إذا كانت إسرائيل ستنجح في إفشال المفاوضات قال فريدريك في تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر»:" الرئيس ترامب عازم على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وسوف يتم الاستماع إلى إسرائيل، ولكن إسرائيل لا تقود السياسة الأمريكية". 

234.jpg
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - وفريدريك فليتز 

وتعقيباً عن تهديد ترامب بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وإمكانية وقوع هجوم إسرائيلي على إيران، قال المسؤول السابق بإدارة ترامب في تصريحات خاصة:" كان النهج الأول لترامب هو استنفاد جميع الخيارات باستثناء الحرب قبل أن يحاول الخيارات العسكرية، وكان هذا نهجه في ولايته الأولى، وهذا هو سبب حديثه مع بوتين و الرئيس الصيني كيم جونج أون ونفس الشيء مع قادة إيران". 

مسؤول سابق بإدارة ترامب لـ «تحيا مصر»: إذا فشلت المفاوضات سيكون هناك عقوبات أمريكية صارمة ضد إيران وعقوبات ضد كل من يتعامل معها

وأضاف أنه:" إذا فشلت المحادثات فسنرى عقوبات أمريكية صارمة للغاية ضد إيران وعقوبات ثانوية ضد أي شخص يتعامل مع إيران لفرض العقوبات ضد إيران قبل أن يقرر ترامب اللجوء إلى العمل العسكري، لكن العمل العسكري ليس كل شيء على الطاولة، النهج الأول الذي سيتخذه ترامب هو الدبلوماسية". 

مسؤول سابق بإدارة ترامب لـ «تحيا مصر»:إيران تزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله من خلال تمويل وكلائها بالمنطقة 

والحديث عن عدم التطرق إلى ملف وكلاء إيران في المنطقة خلال المحادثات، قال المسؤول السابق بإدارة ترامب لـ تحيا مصر:" القضية التي يجب مناقشتها مع إيران هي أنها تزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله من خلال تمويل (وكلائها)، حماس، حزب الله، الحوثيون، وتدخلهم العسكري في دول المنطقة، يجب أن تكون هذه قضية في مناقشاتنا مع إيران، تشكل إيران تهديدًا لكل دولة في المنطقة، وهي دولة ترعى الإرهاب، وهذا وضع غير مقبول،و رفضت إدارة أوباما معالجة هذه القضايا في محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة، وذلك كان خطأ". .

وأكد المسؤول الأمريكي في تصريحات خاصة:" هناك إصرار من جانب الولايات المتحدة على أن برنامج الصواريخ الباليستية يجب أن يتوقف أيضًا ويجب تقليصه بشكل كبير لأن هذه الصواريخ هي نظام توصيل الأسلحة النووية، وهو أكبر ترسانة صواريخ في الشرق الأوسط، وهو جزء لا يتجزأ من الاستقرار في الشرق الأوسط بينما تقوم إيران ببناء صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية". 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق