تصاعدت التوترات في القدس المحتلة في أبريل 2025 مع انتشار دعوات متطرفة من جماعات إسرائيلية لتفجير المسجد الأقصى، أحد أقدس المواقع الإسلامية، إلى جانب تقارير عن اعتداءات على المسيحيين خلال احتفالات "سبت النور"، وفقًا لتقرير نشرته وكالة أناضول.
وأثارت هذه الأحداث إدانات واسعة من سبع دول عربية (الإمارات، فلسطين، السعودية، الأردن، مصر، قطر، الكويت) وثلاث دول أجنبية (تركيا، المملكة المتحدة، فرنسا)، بالإضافة إلى منظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وحذرت جميع هذه الجهات من تداعيات الاستفزازات على الاستقرار الإقليمي، مطالبة بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
خلفية التوترات حول المسجد الأقصى
المسجد الأقصى، الواقع في الحرم الشريف بالقدس الشرقية، هو ثالث أقدس موقع إسلامي، ويُعرف لدى اليهود بـ"جبل الهيكل".
احتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وتدير الأوقاف الإسلامية الأردنية الحرم بموجب اتفاقية الوضع الراهن، لكن إسرائيل تتحكم بالوصول، مما يثير توترات متكررة.
نشر متطرفون إسرائيليون في أبريل 2025 فيديو مُنتج بالذكاء الاصطناعي بعنوان "العام القادم في القدس"، يُظهر تفجير المسجد الأقصى وبناء هيكل يهودي مكانه، مما أثار غضبًا عربيًا واسعًا.
تتزامن هذه الدعوات مع تصريحات سابقة لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي اقتحم الحرم الشريف في 2 أبريل 2025، ودعا في 2024 لبناء كنيس يهودي داخله، وفقًا لـ رويترز.
هذه الاستفزازات اعتُبرت انتهاكًا للوضع الراهن، الذي يحظر صلاة غير المسلمين في الحرم.
الاعتداءات على المسيحيين
خلال احتفالات "سبت النور" في أبريل 2025، منعت الشرطة الإسرائيلية مسيحيين من الوصول إلى كنائس القدس، وتعرض آخرون لاعتداءات جسدية، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء.
كما أدانت الأسقفية الأنجليكانية قصف مستشفى الأهلي في غزة، التابع لها، في 13 أبريل 2025، مما أدى إلى تدمير مختبر وراثي وأضرار بأقسام الطوارئ. وصفت الأسقفية الهجوم في بيان نقلته آل جازيرا بأنه "جريمة فظيعة" تستهدف المسيحيين في توقيت ديني حساس.
الإدانات العربية
الإمارات
أدانت الإمارات الدعوات لتفجير المسجد الأقصى والاعتداءات على المسيحيين، محذرة من "تصعيد خطير"، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء.
دعت إلى حماية المقدسات واحترام الدور الأردني، مؤكدة أن هذه الأفعال تهدد الاستقرار الإقليمي.
فلسطين
وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية فيديو التفجير بأنه "استفزاز ممنهج" مدعوم من قيادات إسرائيلية، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء. دعت المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، مشيرة إلى أنها جزء من "أجندة تهويدية".
السعودية
أدانت السعودية اقتحام بن غفير للحرم الشريف، واصفة إياه بـ"اعتداء على قدسية الأقصى"، وفقًا لـ عرب نيوز. كما استنكرت الهجمات على المسيحيين، داعية إلى حماية المقدسات.
الأردن
أكدت الأردن، الوصية على المقدسات، أن تصرفات بن غفير تنتهك القانون الدولي، وفقًا لـ رويترز. هددت باللجوء إلى المحاكم الدولية لحماية إدارة الأوقاف الإسلامية.
مصر
شددت مصر على مسؤولية إسرائيل عن حماية الوضع الراهن، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء. اعتبرت أي تغيير في هوية القدس انتهاكًا للقانون الدولي، داعية إلى تدخل دولي.
قطر
أدانت قطر الهجمات على المرافق الصحية المسيحية في غزة، وفقًا لصحيفة الإندبندنت، مشيرة إلى أنها تستهدف المدنيين في توقيت ديني حساس.
الكويت
عبرت الكويت عن "قلقها البالغ" من الانتهاكات، وفقًا لصحيفة الإندبندنت، داعية المجتمع الدولي لتوفير الحماية للفلسطينيين والمقدسات.
الإدانات الأجنبية
تركيا
طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوقف الهجمات على المسجد الأقصى، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء، واصفًا إياها بـ"الدنيئة".
المملكة المتحدة
أعربت المملكة المتحدة عن استنكارها للهجمات على المرافق المسيحية في غزة، وفقًا لصحيفة الإندبندنت، داعية إلى حماية المدنيين.
فرنسا
شددت فرنسا على ضرورة السماح بدخول المساعدات إلى غزة، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء، معربة عن قلقها من الاعتداءات على المسيحيين.
السياق السياسي
تتزامن هذه الأحداث مع نفوذ متزايد لليمين المتطرف الإسرائيلي، بقيادة بن غفير، وزيادة اقتحامات المستوطنين، حيث أفادت آل جازيرا بأن 6000 يهودي أدوا صلوات في الحرم خلال عيد الفصح 2025، وهو خرق للوضع الراهن.
كما أشار ميدل إيست آي إلى أن هذه الاقتحامات تهدف إلى فرض سيطرة يهودية على الحرم. تتزامن الاستفزازات مع العمليات العسكرية في غزة، التي قتلت أكثر من 48000 فلسطيني منذ أكتوبر 2023، وفقًا لـ رويترز.
التداعيات
حذرت الدول العربية من تصعيد إقليمي. أكدت السعودية، وفقًا لـ عرب نيوز، أن تغيير وضع الأقصى سيؤدي إلى "عواقب وخيمة".
تواجه الدول العربية تحديات بسبب القيود الإسرائيلية على الأوقاف الإسلامية وضعف التنسيق الدولي، وفقًا لـ ميدل إيست آي. دوليًا، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش العنف، لكنه لم يتناول انتهاكات الأقصى مباشرة، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.
وتجدر الإشارة إلى أن إدانات سبع دول عربية (الإمارات، فلسطين، السعودية، الأردن، مصر، قطر، الكويت) وثلاث دول أجنبية (تركيا، المملكة المتحدة، فرنسا) تعكس خطورة الدعوات الإسرائيلية لهدم المسجد الأقصى والاعتداءات على المسيحيين.
هذه الأحداث تهدد الاستقرار الإقليمي وتتطلب تدخلًا دوليًا لحماية المقدسات. استمرار الانتهاكات، بدعم من قيادات متطرفة، يعزز الحاجة إلى موقف موحد لضمان احترام الوضع الراهن والحفاظ على الهوية الدينية للقدس.
0 تعليق