وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسائل مباشرة للأئمة الجدد خلال حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، مؤكدًا أن دورهم لا يقتصر على المنابر، بل يمتد ليشمل المساهمة في بناء الإنسان المصري الواعي، روحًا وعقلاً وسلوكًا.

الرئيس للأئمة: دوركم مستمر في بناء الوطن والإنسان

"ربنا يوفقكم، ولسه فيه دور يستكمل بيكم... وأتمنى لكم كل التوفيق، وكل الناس في مصر يكونوا على قلب رجل واحد في بناء الإنسان، ليس على المستوى الديني فقط، بل الإنساني والثقافي أيضًا".

وشدد الرئيس على أن الدعوة الحقيقية تبدأ من حب الناس، والرفق بهم، والوعي بمشاكلهم والتفاعل مع همومهم، مؤكدًا أن بناء الإنسان المصري الحديث يحتاج إلى خطاب ديني متنور، يواكب العصر ويحافظ على الثوابت.

دعوة للاستفادة من المساجد في التعليم والتنوير
وأضاف السيسي في كلمته:"أيام النبي، كانت المساجد تُستخدم لكل شيء... طب النهاردة ليه منستفدش بالمساجد من أجل تعليم الناس؟ ليه منعلّمش أولادنا داخلها؟"

في إشارة إلى أهمية إعادة دور المسجد كمركز للعلم والتربية والوعي، كما كان في صدر الإسلام، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب إعدادًا علميًا وثقافيًا متكاملًا للأئمة، يتجاوز المواعظ التقليدية إلى نشر الوعي الحقيقي ومحاربة الجهل والتطرف.

 وفي توجيه مباشر للدعاة، قال الرئيس:"لازم نحط إجابات رقيقة ورحيمة وموضوعية عند تناول أي مسألة"، مؤكدًا أن اللين والحكمة هما أقصر الطرق للوصول إلى قلوب الناس وعقولهم.

حفظ العهد مع الله والوطن

وفي رسالة تحمل أبعادًا روحية ووطنية، شدد الرئيس السيسي على أهمية حفظ العهد مع الله أولًا، ثم مع الوطن، قائلاً:"ده أعظم ما ننتظره منكم، أن تكونوا على قدر الأمانة التي حملتموها".

وأكد أن الإمام هو سفير لقيم الإسلام الصحيحة، وأن الصدق في الكلمة والأمانة في الأداء والعدل في الفتوى، هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل داعية.