في مشهد أعاد للأذهان كوارث الزلازل المروعة التي عاشتها تركيا خلال العقود الأخيرة، اهتزت مدينة إسطنبول، أمس الأربعاء، على وقع زلزال عنيف بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر، ما تسبب في سلسلة هزات ارتدادية وحالة من الذعر بين السكان.
الهزة أعادت إلى الأذهان كارثة زلزال 1999 المدمر، وأثارت المخاوف من تكرار المأساة، خصوصًا مع تزايد التحذيرات من نشاط زلزالي غير مستقر في منطقة بحر مرمرة.
185 هزة ارتدادية في إسطنبول.. والذعر سيد الموقف
أعلنت وكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، اليوم الخميس، عن وقوع 185 هزة ارتدادية منذ الزلزال الأساسي في إسطنبول.
وبلغت قوة إحدى هذه الهزات 4.1 درجة على مقياس ريختر، ما تسبب في مواصلة حالة القلق والتأهب بين سكان إسطنبول.
وتوزعت الهزات في محيط بحر مرمرة، وهو ما أثار مخاوف العلماء من إمكانية حدوث زلزال أكبر في المستقبل القريب، خاصة أن هذه المنطقة نشطة زلزالياً وتشكل خطراً متكرراً على المدينة المكتظة.
الإصابات بالمئات.. والقفز من النوافذ
أكد وزير الصحة التركي، كمال مميش أوغلو، أن عدد الإصابات بلغ 236 شخصًا، من بينهم 173 إصابة سُجلت في إسطنبول وحدها، وأفاد أن 15 شخصًا لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات.
في حين أوضح مكتب رئيس بلدية إسطنبول أن العديد من الإصابات حدثت نتيجة قفز المواطنين من النوافذ والمباني خوفًا أثناء الزلزال، حيث أصيب 151 شخصًا بهذا الشكل، دون تسجيل حالات حرجة حتى الآن.
هوجربيتس يطلّ من جديد
بالتزامن مع الزلزال، عاد اسم عالم الزلازل الهولندي المثير للجدل فرانك هوجربيتس إلى الواجهة، حيث نشر تحذيراً على منصة "إكس" تنبأ فيه بحدوث هزات ارتدادية قوية، ودعا سكان المنطقة إلى توخي الحذر.
هوجربيتس الذي تصدرت توقعاته المشهد بعد زلزال تركيا المدمر في فبراير 2023، أصبح يحظى بمتابعة واسعة رغم الجدل العلمي حول دقة توقعاته الزلزالية.

ذاكرة الزلزال تعود من جديد
الزلزال الأخير أعاد للأذهان كارثتين زلزالتين ما زالتا محفورتين في ذاكرة الأتراك؛ الأولى في فبراير 2023 حين ضرب زلزال عنيف بقوة 7.8 درجات جنوب البلاد وأسفر عن أكثر من 55 ألف وفاة و107 آلاف مصاب، والثانية زلزال 1999 قرب إسطنبول، الذي أودى بحياة نحو 17 ألف شخص.
وحتى الآن، لا يزال مئات الآلاف من المتضررين من زلزال 2023 يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة، ما يسلّط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها الحكومة التركية في إدارة الكوارث والتخطيط العمراني في ظل التهديدات الزلزالية المستمرة.
فيما تواصل السلطات التركية مراقبة الوضع، تبقى الأنظار معلقة على مدى استعداد إسطنبول، المدينة التي تعجّ بالحياة، لأي زلزال قادم.
فالتاريخ والجغرافيا كلاهما يشيران إلى أن الخطر لا يزال قائمًا، والخوف لا يزال حاضرًا في وجدان السكان.
0 تعليق