كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال، الواقع في الجزء الشرقي من مدينة غزة، لم يعد قادرًا على تقديم خدماته الطبية بعد تعرضه لقصف مباشر ألحق به أضرارًا جسيمة، ليرتفع بذلك عدد المستشفيات المتوقفة عن العمل في القطاع إلى 37 منشأة صحية، وسط أزمة متفاقمة تشهدها المنظومة العلاجية بفعل العدوان المستمر.
يُعد المستشفى المتخصص في طب الأطفال من أبرز المراكز العلاجية التي تخدم سكان أحياء شرقي غزة، بما فيها مناطق الزيتون والشجاعية والتفاح، وقد تم افتتاحه عام 2000 تخليدًا لذكرى الطفل الشهيد محمد الدرة، وشهد المستشفى في عام 2014 تكريمًا من وزارة الصحة الفلسطينية بحصوله على تصنيف "صديق معايير سلامة المريض" بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ليكون أول مستشفى في غزة يحصل على هذا الاعتراف.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة الضحايا الناتجة عن الهجمات الإسرائيلية التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023 بلغت حتى الآن 51,355 شهيدًا، بينما وصل عدد الجرحى إلى 117,248 مصابًا، في ظل تواصل القصف الجوي المكثف على المناطق السكنية.
وأضافت الوزارة أن المستشفيات استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية خمسين شهيدًا، من بينهم اثنان تم انتشالهما من تحت الأنقاض، إضافة إلى تسجيل 152 إصابة جديدة، في وقت يشهد فيه القطاع موجة تصعيد غير مسبوقة مع استمرار الغارات دون توقف.
كما أكدت الوزارة أن الحصيلة منذ بداية التصعيد الأخير الذي اندلع في 18 مارس 2025 وصلت إلى 1,978 شهيدًا و5,207 جرحى، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة نتيجة استهداف المدنيين والمراكز الخدمية.
وأفاد مراسلو شبكة "قدس" بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارات جديدة طالت المناطق الشرقية من غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما شملت الهجمات منزلًا يعود لعائلة النجار في منطقة قيزان النجار الواقعة جنوب مدينة خانيونس، وسط حالة من الذعر والدمار الواسع.
يُذكر أن الأوضاع الإنسانية في غزة تسير نحو مزيد من التدهور في ظل الانهيار المتواصل للنظام الصحي واستهداف المرافق الأساسية، ما يهدد بحدوث كارثة واسعة النطاق إذا استمرت الهجمات وتواصل الحصار دون تدخل عاجل.
0 تعليق