خلال مرافعة حاسمة، ممثل  فلسطين  يكشف أمام قضاة العدل الدولية انتهاكات الاحتلال بحق المدنيين في الأراضي المحتلة

مرافعة دامغة أمام العدالة الدولية

في مرافعة شديدة اللهجة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، اتهم ممثل دولة فلسطين، اليوم الاثنين، إسرائيل بارتكاب جرائم ممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين، وعلى رأسها القتل المتعمد، والتهجير القسري، وتدمير البنية التحتية، وفرض الحصار على قطاع غزة، إضافة إلى انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني.

تأتي هذه الجلسة في إطار نظر المحكمة في الالتزامات القانونية لإسرائيل كقوة احتلال في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، وهي جلسة وصفها مراقبون بأنها حاسمة في تسليط الضوء على العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عقود.

ثلث غزة فقط.. مساحة البقاء تحت النار

كشف ممثل فلسطين أن إسرائيل أجبرت سكان قطاع غزة على التكدس في ثلث المساحة فقط من القطاع، نتيجة القصف العنيف والدمار الواسع، ما حول حياة أكثر من مليوني فلسطيني إلى مأساة إنسانية يصعب تصورها.

وأوضح مندوب فلسطين أن إسرائيل تتبع سياسات ممنهجة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، من خلال استهداف المناطق المأهولة، وتقييد حركة المدنيين، وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات.

اتهامات بالإبادة الجماعية ضد الأطفال

وجه ممثل فلسطين اتهامًا مباشرًا لإسرائيل بأنها تنفذ حملة إبادة جماعية ضد أطفال غزة، مشيرًا إلى أن آلاف الأطفال قضوا نحبهم منذ بداية العدوان، في ظل صمت دولي مخزٍ.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع المساعدات الإنسانية، ويضرب بعرض الحائط التزامات المجتمع الدولي، بل ويستهدف حتى فرق الإغاثة وموظفي وكالة أونروا، في محاولة لإفراغ غزة من أي وجود بشري أو خدمات إنسانية.

80 عامًا من انتهاك القانون الدولي

أكد مندوب فلسطين أن الاحتلال الإسرائيلي ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لانتهاكات ممنهجة استمرت منذ 80 عامًا، بدءًا من نكبة عام 1948 وحتى اليوم، مشددًا على أن إسرائيل تمارس احتلالاً غير شرعي، وتتعامل مع الفلسطينيين كـ"شعب يمكن محوه.

وأوضح أن الاحتلال لا يميز بين مدني أو مقاتل، ولا بين طفل أو امرأة، وهو ما يتنافى مع كل الأعراف والمواثيق الدولية.

دعوة لقرار دولي حاسم

في ختام مرافعته، طالب ممثل فلسطين محكمة العدل الدولية بإصدار قرار ملزم يحمّل إسرائيل مسؤولياتها القانونية، ويدعو إلى وقف جميع الانتهاكات فورًا، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحقيق العدالة للفلسطينيين، قبل أن تُمحى قضيتهم من الوجود تحت ركام القصف والحصار.

ولم يصدر حتى الآن رد رسمي من الجانب الإسرائيلي، فيما تُتابع وسائل الإعلام والجمعيات الحقوقية العالمية هذه القضية باعتبارها محطة مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قد تفتح الباب لتحرك قانوني أوسع ضد الاحتلال في الساحة الدولية