توشك محطات الطاقة النووية في أوكرانيا على الانهيار بسبب تعرُّضها للقصف الروسي المستمر بالصواريخ ولغارات الطائرات المسيرة.
وحذّر وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان غالوشينكو، من أن الهجمات الصاروخية على محطات الطاقة النووية الـ3 التي ما تزال تحت السيطرة الأوكرانية، بالإضافة إلى محطاتها الفرعية والكابلات ومعدّذات التبريد المرتبطة بها، تُعرّض أوروبا لخطر تسرّب سحابة من الإشعاع النووي إلى الغلاف الجوي.
وقال غالوشينكو: "إن روسيا تهاجم المحطات الفرعية التي تُزوّد المحطة النووية بكهرباء مستقلة للتبريد"، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأوضح أنه "عندما تتوقف هذه الإمدادات، تُدخل وحدات الطاقة النووية في أوكرانيا بحالة إغلاق طارئة".
الانهيار النووي في أوكرانيا
جاء تحذير وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان غالوشينكو، بعد حضوره قمة عالمية للطاقة في لندن الأسبوع الماضي، حيث قارن التأثير المحتمل لمثل هذا الانهيار النووي بالكارثة التي ضربت اليابان عام 2011، عندما قطع زلزال خطوط الكهرباء الاحتياطية لمحطة فوكوشيما النووية.
وأشار إلى أن مولدات الديزل الاحتياطية في فوكوشيما دُمِّرت بسبب تسونامي مرتبط بالزلزال نفسه، ما أدى إلى انعدام كهرباء التبريد الاحتياطية، وكانت النتيجة انفجارًا وانبعاث سحابة إشعاعية عملاقة.

وحذّر غالوشينكو من أن القصف الروسي لمحطات الطاقة النووية في أوكرانيا قد يؤدي إلى النتائج نفسها، وأعرب عن مخاوفه في تحذيرات سرّية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبدأ غالوشينكو وفريقه بإجراء تدريبات للتعامل مع مثل هذا الحدث، مستعملين توقعات الطقس والرياح لتحديد المناطق الأوروبية التي قد تتأثر.
وقال: "في كل مرة، يعتمد الأمر على الرطوبة والرياح فيما يتعلق بمدى وصول هذه السحابة من الإشعاع، لكنها تشمل أوروبا الوسطى وتركيا ورومانيا وبلغاريا وروسيا، وبالطبع أوكرانيا".
انفجار محطة تشيرنوبيل
أدى انفجار في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية التي تديرها روسيا في أوكرانيا عام 1986 إلى تصاعُد سحابة من الإشعاع عبر أوروبا الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة.
ثم ترسّبت الأمطار في غبار مشعّ عبر المناطق المرتفعة في ويلز، وكامبريا، وإسكتلندا، وأيرلندا الشمالية، حيث أصبحت أغنام الرعي مشعّة لدرجة أنها عُدَّت خطيرة للغاية على الصحة، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لتحديثات القطاع.
ووقعت كارثة مماثلة في محطة ويندسكيل البريطانية - التي أُعيدت تسميتها، حاليًا، بسيلفيلد – عام 1957، ما أدى إلى تلويث جزء كبير من شمال إنجلترا، وفرض حظر على إنتاج الحليب لأنه أصبح مشعًّا.
محطات الطاقة النووية في أوكرانيا
تمتلك أوكرانيا 4 محطات للطاقة النووية، بإجمالي 15 مفاعلًا عاملًا، بالإضافة إلى مخزونات مجاورة من قضبان الوقود المستعملة وغيرها من النفايات المشعّة.
تقع اثنتان منها في الغرب -خميلنيتسكي وريفني-، بينما تقع المحطة الثالثة في الجنوب، شمال مدينة أوديسا، وأقرب إلى خطوط المواجهة.
وسيطر الروس على محطة زابوريزجيا النووية، الواقعة في أقصى الشرق، لكنها ما تزال قريبة من خطوط المواجهة، مع ورود تقارير متعددة عن هجمات بطائرات مسيرة ومدفعية حول المفاعلات ومخازن النفايات.
من جهتها، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذيرات متعددة بشأن خطر وقوع كارثة نووية ناجمة عن الحرب في أوكرانيا، حيث أفادت بوقوع هجمات بطائرات مسيّرة على محطة جنوب أوكرانيا وأخرى في زابوريجيا أحدثت ثقبًا في مخزن للنفايات المشعّة.

الاستعداد لأيّ كارثة
نسّقت الوكالة عمليات تسليم معدّات السلامة من جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة استعدادًا لأيّ كارثة، محذّرةً قبل أسبوعين: "في المواقع النووية في أوكرانيا، استمرت إنذارات الغارات الجوية المتكررة وصوت الانفجارات البعيدة في تسليط الضوء على المخاطر المستمرة على السلامة النووية".
في هذا الإطار، أصدر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، يوم الخميس 24 أبريل/نيسان 2025، تحذيرًا إضافيًا.
وقال: "ما كان يُشبه المستحيل سابقًا -وجود أدلة على عمل عسكري بالقرب من منشأة نووية كبرى- أصبح حدثًا شبه يومي، وجزءًا مُعتادًا من الحياة بأكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا".
وأضاف: "من منظور السلامة النووية، من الواضح أن هذا الوضع غير قابل للاستمرار، ونحن نبذل قصارى جهدنا لمنع وقوع حادث نووي خلال هذه الحرب المأساوية".
وأكد وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان غالوشينكو، للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "هجمات روسيا تُمهّد الطريق لكارثة نووية على مستوى أوروبا، وأن من شأن ذلك أن يُهدد بتقويض أيّ أمل في نهضة الطاقة النووية في أوروبا".
وقال: "لقد ناقشتُ هذا الأمر مرّات عديدة مع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحضور مندوب روسيا، لكن الروس يُصرّون دائمًا على أن محطات الطاقة النووية أهداف مشروعة".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق