البابا تواضروس الثاني , في إطار جولته الرعوية التي تشمل عدة دول أوروبية، التقى قداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، بعدد من كبار رجال الدين من الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة خلال زيارته إلى رومانيا، حيث أقيم اللقاء في كنيسة الشهيد مار مينا بالعاصمة بوخارست، صباح اليوم. وشهد اللقاء حضور الأنبا چيوڤاني، أسقف إيبارشية وسط أوروبا، وعدد من المطارنة والكهنة، ضمن فعاليات اليوم الثالث من جولته التي بدأها بزيارة بولندا .

لقاء مسكوني خلال زيارة البابا تواضروس الثاني يعكس روح الوحدة

التقى قداسته خلال زيارته كلًا من المطران قيس صادق، مطران الروم الأرثوذكس، والمطران داتيف، مطران الأرمن الأرثوذكس، بالإضافة إلى الأب راضو والأب هوشاجان، في لقاء أخوي يعكس عمق العلاقات بين الكنائس الشرقية. وحرص على الاستماع لتفاصيل العمل الرعوي في الكنيستين، حيث أشار المطران قيس إلى أن كنيسة الروم الأرثوذكس تخدم قرابة 270 أسرة في رومانيا منذ أكثر من أربعين عامًا، ويصلّون في كنيسة تاريخية تعود للقرن الثالث عشر.

أما المطران داتيف، فقد أوضح أن عدد الأرمن الأرثوذكس في رومانيا يبلغ حوالي خمسة آلاف شخص، يعيشون فيها منذ أكثر من ألف عام. ويخدمهم حاليًا ستة كهنة في 22 كنيسة موزعة على مختلف المناطق الرومانية، مشيرًا إلى التعاون المستمر بين كنيسته والكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

لقاء جامع في كنيسة مار مينا

وفي وقت لاحق من اليوم، نظّمت إيبارشية وسط أوروبا لقاءً موسعًا لقداسته مع أبناء الكنائس الشرقية، بحضور ممثلين عن الكنائس القبطية، والأرمنية، والروم الأرثوذكس، إلى جانب الموارنة الكاثوليك. أقيم اللقاء في كنيسة الشهيد مار مينا ببوخارست، وسط حضور لافت من أبناء الجاليات المسيحية من دول مصر، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، أرمينيا، ورومانيا.

بدأ قداسته كلمته بكلمات ترحيب مؤثرة، قائلاً:

«أرحب بكم جميعا ، أبناء الكنيسة القبطيه ، و الأرمنية ، و الروم الأرثوذكس ، من مختلف الدول . لتكن بركات القيامة المجيدة معكم جميعا».

وقد عبّر الحاضرون عن سعادتهم الكبيرة بهذا اللقاء الذي وصفوه بأنه رمز للوحدة الكنسية والمحبة بين الطوائف.

تبادل الهدايا مع البابا تواضروس الثاني وتأكيد على التعاون المشترك

في ختام اللقاء، تبادل قداسته والمطارنة الحاضرون الهدايا التذكارية، في لفتة تعبّر عن روح المحبة والأخوة التي تجمع الكنائس الشرقية، كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الرعوي والاجتماعي بين الكنائس في أوروبا، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه الجاليات المسيحية المهاجرة.

زيارة البابا إلى رومانيا تعكس اهتمام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتعزيز الروابط مع الكنائس الشقيقة، كما تمثّل رسالة محبة وسلام إلى جميع أبناء الكنائس الأرثوذكسية المقيمين في المهجر.