اقترب المدرب المصري أيمن الرمادي من تولي المهام الفنية داخل نادي الزمالك، في ظل سعي إدارة القلعة البيضاء لإعادة الانضباط داخل الفريق الأول عقب سلسلة من النتائج السلبية التي أطاحت بالبرتغالي جوزيه بيسيرو من مقعد القيادة الفنية، حيث بات التعاقد مع الرمادي خطوة مرتقبة لإعادة ترتيب الصفوف في مرحلة حاسمة من الموسم.

تستعد إدارة الزمالك لاستقبال الرمادي في القاهرة خلال الساعات القادمة، من أجل عقد جلسة حاسمة داخل مقر إقامة رئيس النادي حسين لبيب، وذلك للاتفاق النهائي حول تفاصيل العقد وتوزيع المهام داخل الجهاز الفني الجديد، ويهدف الطرفان إلى وضع خريطة طريق قصيرة المدى تمتد حتى نهائي كأس مصر المرتقب أمام بيراميدز في الخامس من يونيو المقبل.

الاتفاق المبدئي بين الرمادي وإدارة الزمالك يشمل قيادة فنية مؤقتة حتى نهاية البطولة المحلية، على أن تواصل لجنة التخطيط عملها في البحث عن مدرب أجنبي لقيادة الفريق في الموسم الجديد، ويُنتظر أن يتكوّن الطاقم المعاون من أحمد سمير كمدرب مساعد، وعماد المندوه لتدريب الحراس، ومحمد أبو العلا كمحلل للأداء، مع اقتراب أيمن عبد العزيز من تولي مسؤولية مدير الكرة بعد توجيه الشكر لعبد الواحد السيد.

ورغم تقدم المفاوضات، إلا أن بعض الخلافات الداخلية ظهرت داخل المجلس، خصوصًا بعد رفض ضم أحمد "بيبو" إلى الطاقم الجديد، عقب رصد إساءاته السابقة للنادي عبر مواقع التواصل، كما طلب الرمادي تقاضي راتب شهري يبلغ 400 ألف جنيه نظير فترة تعاقد تمتد لشهر واحد فقط، وهي مدة الارتباط الأولية التي حددها الطرفان بشكل مبدئي.

أيمن الرمادي يملك مسيرة تدريبية طويلة انطلقت بعد اعتزاله اللعب بسبب إصابة قوية في الركبة أنهت مشواره الكروي عام 1994، ثم دخل مجال التدريب عبر الشرقية للدخان، قبل أن يلمع اسمه في ملاعب الإمارات من خلال تجاربه مع الشارقة وعجمان والظفرة واتحاد كلباء، حيث شكّلت هذه المحطات ركيزة قوية في مسيرته التدريبية التي توّجها بالحصول على رخصة "UEFA Pro" النخبوية.

عاد الرمادي إلى الملاعب المصرية عام 2022 عبر بوابة نادي أسوان، وحقق فوزًا بارزًا على الزمالك بهدفين لهدف، قبل أن يتسلم قيادة سيراميكا كليوباترا منتصف عام 2023، ونجح في موسمه الأول بتأمين البقاء في الدوري، ثم قاد الفريق لانطلاقة قوية في الموسم التالي محتلًا المركز الخامس بعد مرور سبع جولات، كما حصد لقب كأس الرابطة في نسختين متتاليتين، ليصبح أول نادٍ يحقق هذا الإنجاز منذ انطلاق البطولة.

جاء التحرك الزملكاوي نحو الرمادي بعد اهتزازات متكررة في المستوى الفني للفريق، والتي انتهت بالتعادل المخيب أمام البنك الأهلي، ما عجّل بإقالة بيسيرو، وتوجهت الأنظار فورًا نحو مدرب يعرف أجواء الدوري المصري ويملك القدرة على التعامل مع الضغوط، على أمل أن ينقذ الرمادي الفريق في فترة انتقالية صعبة قد تمهد لثورة شاملة في الموسم المقبل.

بالتوازي مع التحضير الفني، تخطط الإدارة البيضاء لاستقدام مدير رياضي أجنبي لتولي مهمة الهيكلة الفنية طويلة المدى، بينما يعوّل مجلس الإدارة على خبرات الرمادي لقيادة الفريق في الفترة الحالية، وسط رغبة جماهيرية في استعادة الهيبة والعودة إلى منصات التتويج التي غابت عن الفريق مؤخرًا.